سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقتل الأمريكي «جويل» يدقُّ ناقوس الخطر في تعز شباب المدينة يؤكدون أن المخططات الدنيئة ستُقابل برد فعل شعبي غير متوقع ومصدر محلي يكشف تورط شخصيات كبيرة في محاولة تقويض الأمن
انضم المواطنون الأجانب ورجال الأعمال إلى قائمة الأهداف المغرية للجماعات المسلحة في تعز بعد أن كان الأمر مقتصراً على عمليات السطو والنهب والقتل بصورة عشوائية. فبعد يوم واحد من إلقاء قنبلة يدوية على منزل رجل الأعمال المعروف شوقي أحمد هائل في حي المجلية على بُعد عشرات الأمتار من منزل محافظ تعز، لقي مواطن أمريكي يدعى “جويل شرم” مصرعه برصاص مجهولين في منطقة وادي المعسل؛ وهي الحادثة الأولى من نوعها التي تشهدها عاصمة الثقافة تعز. مقتل المواطن الأمريكي دقّ ناقوس الخطر في المدينة التي تشهد حالة من الانفلات الأمني يصفها البعض ب “المفتعلة” لخلق حالة من الرعب والفوضى كنوع من العقاب لهذه المحافظة التي أشعلت فتيل الثورة في الحادي عشر من فبراير 2011م, ومثّلت وقودها الحيوي طوال أكثر من عام للإطاحة بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وفيما لاتزال الأجهزة الأمنية تواصل مساعيها الحثيثة لتعقُّب الجناة، كشف هذا الحادث عن رسائل كثيرة يحاول البعض إيصالها؛ أخطرها تسرُّب عناصر من القاعدة إلى تعز، كما تنبّأ بذلك رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام سلطان البركاني قبل شهور عدة؛ لكن السؤال المطروح هو: هل وجدت القاعدة حقاً موطئ قدم لها في تعز؟!. أحد أعضاء المجلس المحلي في تعز - فضّل عدم ذكر اسمه - استهجن مثل هذا الطرح, وذكر في حديث ل “الجمهورية” أن الأمر أشبه بتصفية حسابات مع وزير الداخلية بشكل عام ومدير الأمن على وجه الخصوص الذي عُيّن مؤخراً ورفض الانصياع لرغبات محافظ المحافظة في عدد من قرارات التعيين التي أصدرها مؤخراً لبعض القيادات الأمنية. وأضاف المصدر: إن هناك محاولات جادة تستهدف تقويض مشروع إعادة الهدوء والاستقرار للمدينة، لافتاً إلى تورط أسماء كبيرة في هذه المحاولات, واستدل المصدر على طرحه فيما يتعلق بكون الأمر ليس سوى تصفيات حسابات بالبيان الذي أصدرته السلطة المحلية بعد الحادث والذي حمّلت فيه إدارة الأمن ممثّلة بالعميد علي السعيدي المسئولية كاملة, معتبرة هذه الجريمة نتيجة مخزية للمنهجية التي تتبعها إدارة الأمن في التعامل مع المجاميع المسلحة والخارجين عن النظام والقانون. البيان المفخخ وبما حمل في معظم عباراته من مكايدة صريحة جاء متوافقاً مع تصريحات مسئولين بارزين في حزب المؤتمر الشعبي العام أبرزهم سلطان البركاني الذي اتهم مباشرة مدير الأمن بتوفير غطاء لقتل المواطن الأمريكي علاوة على تصريح حمود الصوفي – محافظ تعز – لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية التي حاول من خلالها التنصل من مسئولياته كرئيس للجنة الأمنية ورمى بالمسئولية كاملة على مدير الأمن. واللافت للانتباه هو تلك الشائعة التي انتشرت بسرعة كبيرة كالنار في الهشيم بعد نحو ساعة على حادث اغتيال المواطن الأمريكي “جويل” والتي حاولت الزج باسم مدير الأمن وحراسته الخاصة كمتورطين مباشرين في الموضوع. وذكر مصدر أمني مسئول في تعز أنه تلقّى اتصالاً هاتفياً من أحد المقربين من محافظ المحافظة حاول في المكالمة تسريب هذه الشائعة قبل حتى أن يصل الفريق المكلف بالتحقيق في الحادثة إلى مسرح الجريمة, ويبدو أن توقيت ومكان الحادثة تم اختيارهما بعناية فائقة من قبل المخططين لها. ويقول صادق الجبري - وهو عضو أحد الائتلافات الشبابية وناشط بارز في ساحة الحرية بتعز - إن توقيت هذا الاغتيال لم يكن مصادفة, مشيراً إلى أن تزامنه مع صبيحة يوم الذكرى الأول لمجزرة الكرامة حمل في طياته أكثر من مضمون، ويضيف “الجبري”: إن بقايا النظام كانوا يتوقعون ردة فعل غاضبة من ثوار تعز في ذكرى مجزرة الكرامة التي راح ضحيتها نحو “60” شخصاً من خيرة شباب اليمن، لافتاً إلى أن الهدف من تنفيذ هذه الجريمة في هذا التوقيت تحديداً هو إلهاء الناس بالحادث تفادياً ليوم الغضب الذي دعا إليه ثوار تعز بالتزامن مع الذكرى الأولى للمجزرة. وحذّر الجبري من أسماهم “بقايا النظام” من محاولة زج تعز في مثل هذه الألاعيب القذرة - على حد وصفه - وقال: إن شباب تعز يمتلكون وعياً كبيراً يمكنهم من كشف هذه المخططات الدنيئة التي ستُقابل برد فعل شعبي قد لا يتوقعونه!!.