صادق الحكيمي ..اسم واحد فقط مع اللقب ..هكذا عرفته اسمياً وإن لم أعرفه شخصياً أو حتى قابلته إلا أن هذا الاسم الثنائي لم يرتسم فقط في عقلي ومخيلتي أنا لوحدي بل ربما ارتسم وطبع في ذاكرة الملايين ممن تابعوا موهبته أكثر من حفظ الصديق لملامح وسلوكيات صديقه الدائم معه بل استطاع صادق الحكيمي أن يغزو ويلج قلوب الاخرين سريعاً دون أن يسبق لأحدهم الشرف بمقابلته وجهاً لوجه أو حتى مهاتفته وإن كنا نعلم أن الإعلام يلعب دوراً كبيراً وبارزاً بإدخال سمة التعارف والتآلف بين الناس مهما اختلفت شرائحهم وإذا قلنا أو اعتبرنا أن صادق الحكيمي ربما يعتبر الشخص الاجتماعي أو الرجُل الخدمي أو المسئول الذي يقوم: بواجبه مع المواطن على أكمل وجه ..مما جعله الأكثر حباً عندهم وأكثر احتراماً فقد يقف القدر أمامنا ويقول إن الحكيمي لم يمتلك هذه الميزة كونه كفيف البصر ويبحث عن من يناوله كوب الماء إذا ما داهمه العطش وهو بعيد عنه.. إذاً من هو صادق الحكيمي الذي ذاع صيته أخيراً وصار اسمه يتردد على ألسنة الكثير من الناس ممن وجدوا أن هناك شيئاً من الحكمة أو تعويضاً من المولى جلت قدرته لهذا الرجُل الإنسان الذي ربما أخذ منه خالقه نعمة البصر ليعوضه بنعمة الفكر والذكاء الفطري الذي استغله بقول الكلمة الشعرية وحفظها قبل أن يتمخض بها عقله وفكره.؟ نعم لقد عرفناه أخيراً من خلال البرنامج الفكري الأدبي المسابقاتي الذي تبثه الفضائية اليمنية في رمضان ويعده ويقدمه المذيع الشاعر والشاب الناضج (جميل عز الدين) البرنامج الموسوم ب (صدى القوافي) هذا البرنامج الذي أظهر أمامنا كنوزاً أدبية كانت مدفونة وكان من بينها الشاعر الكفيف الذي حاز على الترتيب الثاني في مسابقة صدى القوافي: إنه صادق الحكيمي الذي وصل إلى المرحلة النهائية للمسابقة من بين ستمائة شاعر تقريباً من كل محافظات الجمهورية ليحصل على وصيف بطل القوافي الشعرية وإن كان مؤهلاً لنيل المركز الأول لولا بعض الأبيات الفاصلة التي يُطلب من المتسابق كتابتها وقراءتها سريعاً وارتجالياً بنفس اللحظة أمام لجنة التحكيم ونظراً لكونه كفيف النظر فقد كان يكتب الكلمات ربما ناقصة في حروفها أو يكتب الكلمة فوق الأخرى كون لحظة المسابقة الارتجالية تتطلب من المتسابق السرعة والبديهية والإلهام السريع وهذا ما قد يقف حائلاً أمام الإنسان الكفيف خاصة أن الشاعر صادق الحكيمي لم ير شيئاً مما يكتبه في هذه الفقرة بل يترك قراءة ما كتبه للمذيع جميل عز الدين. المهم لم نقف نحن هنا معارضين على كيف ولماذا لم يحصل شاعر الحالمة تعزالشاب الكفيف صادق الحكيمي على المركز الأول بل حل وصيفاً ولا يمكن أن نشكك بحيادية لجنة التحكيم خاصة أن فيها عمالقة الفكر والأدب الشعري وعلى رأسهم رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين (الدكتور عبد الله البار والأستاذ محمد الشرفي والدكتورة سعاد سالم السبع والأستاذ محمد عبد الملك منصور والشاعر التهامي فؤاد المحنبي). ولكننا نقف هنا وقفة احترام وإجلال لهذه الموهبة الشعرية النادرة التي ربما ظلت طويلاً تقول الشعر ولكن من وراء الكواليس لم يعرف عنها أحد سوى القليل ممن هم قريبون ل(بردوني الحالمة تعز) الشاب والشاعر الكفيف صادق الحكيمي الذي نقول: ليس ببعيد أن يصير الخليفة الثاني للشاعر اليمني الكبير عبد الله البرد وني إذا ما وجد من يقف بجانبه ويسهل له صعوبة التوثيق الأدبي لمخرجات إنتاجه الفكري الذي يتمخض به فكره وعقله من قصائد وأبيات شعرية تحمل في طياتها كل روائع الجمال الشعري والمعاني الأدبية. نعم لقد أجبرنا هذا الشاعر ابن الحالمة تعز وحفيد شعرائها الأوائل والعمالقة أمثال الفضول وعثمان أبو ماهر وعبدالله سلام ناجي والخويل محمد عبد الواسع حميد ومحمد عبد الباري الفتيح.. وغيرهم من شعراء الحالمة على الإعجاب به.