تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    حالة وفاة واحدة.. اليمن يتجاوز المنخفض الجوي بأقل الخسائر وسط توجيهات ومتابعات حثيثة للرئيس العليمي    الاحتلال يواصل جرائمه بحق سكان غزة وحصيلة الشهداء تتجاوز 34 ألفاً    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    خطوات هامة نحو تغيير المعادلة في سهل وساحل تهامة في سبيل الاستقلال!!    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    برشلونة يسعى للحفاظ على فيليكس    مصادر تفجر مفاجأة بشأن الهجوم الإسرائيلي على أصفهان: لم يكن بمسيرات أو صواريخ أرض جو!    أول تعليق إماراتي بعد القصف الإسرائيلي على إيران    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    الرد الاسرائيلي على ايران..."كذبة بكذبة"    الجنوب يفكّك مخططا تجسسيا حوثيا.. ضربة جديدة للمليشيات    اشتباكات قبلية عنيفة عقب جريمة بشعة ارتكبها مواطن بحق عدد من أقاربه جنوبي اليمن    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    السعودية تطور منتخب الناشئات بالخبرة الأوروبية    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    مسيرة الهدم والدمار الإمامية من الجزار وحتى الحوثي (الحلقة الثامنة)    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    استدرجوه من الضالع لسرقة سيارته .. مقتل مواطن على يد عصابة ورمي جثته في صنعاء    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    مركز الإنذار المبكر يحذر من استمرار تأثير المنخفض الجوي    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 33.970    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    الرئيس: مليشيا الحوثي تستخدم "قميص غزة" لخدمة إيران ودعم الحكومة سيوقف تهديداتها    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر صدام الزيدي الفائز بجائزة الرئيس: دولة الشعر لم تسقط بوفاة البردوني
نشر في المصدر يوم 22 - 12 - 2010

أكد الشاعر والإعلامي اليمني صدام الزيدي الفائز بجائزة رئيس الجمهورية للشباب ، أن دولة الشعر في اليمن لم تسقط بوفاة الشاعر الكبير عبد الله البردوني، لكنه أشار بأن حال الشعر في اليمن غير مستقر و"لايسر عدو ولاصديق".

ولفت في حوار مطول وصريح مع الوكالة،بأن الشعراء والأدباء يمرون بظروف صعبة وقاسية حيث يُستنزفون ويقتلهم الجوع ،في حين يتم استنزاف مبالغ مالية كبيرة لصالح مايُسمى ب"شؤون القبائل".

وأوضح بأن برنامجي"أمير الشعراء"وشاعر المليون" يُمثلان إطلالة رائعة تأتي بما عجزت عنه وزارات الثقافة العربية ، منتقداً في الوقت نفسه المسابقات الشعرية في اليمن التي تحولت- بحسب رأيه- إلى مصدر رزق لشركات الهاتف النقال على حسب طوابير الغلابة من الشعراء!.

ونوه الشاعر المبدع صدام الزيدي إلى أنه من مدينة"المحويت" التي تربطها علاقة عشق مع الأديب العالمي جونتر غراس والشاعر سليمان العيسى والمقالح والكاتبة ليلى العثمان، مُهدياً فوزة بجائزة رئيس الجمهورية إلى وكالة انباء الشعر التي وصفها ب"طوق النجاة"للشعراء والمبدعين، وإلى تفاصيل الحوار.

حاوره - محمد السيد

البداية مع القصيدة وتداعيات الكتابة ... كيف جاءت ؟
بدايتي مع القصيدة كانت هناك في القرية في أقاصي بني سعد عدا ذلك أذكر أنني كتبت قصائد وخواطر مبتدئة في سن مبكرة ثم ألفيتني أكتب نصوصا باللغة الانجليزية أيام الدراسة الجامعية بتربية المحويت تلبية للمسابقة الأدبية لقسم الإنجليزي التي منحتني ثلاث جوائز اثنتين في الشعر وواحدة في القصة بإشراف الأكاديمي الهندي الدكتور "رامكانتا ساهو" الذي كان يحرر الصفحة التربوية بصحيفة "يمن تايمز" التي نشرت لي بعض كتابات أدبية.

وبعد التخرج في العام 2005, وجدتني أقترب أكثر من نص شعري, كان معي ويسكنني كدمي, حدث ذلك لممكنات الفسحة الوقتية المطاردة منذ ما قبل سنوات الجامعة بالتزامات العمل الصحفي الذي بدأته باكراً جداً, تحديداً منذ سنتي الثانية بالكلية, ثم انفتحت مداركي على مراح النص - وتفاعلات الكتابة الأدبية تحديداً- بوعي مجنون ومتنامٍ وصرت مأخوذا أكثر بالكتابة كوجبة يومية مهمة وبوصفها فعلاً ملاذياً –افتراضياً- لأزلية الأنامل العاشقة و لنصٍ شعريٍ لم أكتبه بعد!

وهكذا.. قبل أيام ذهبت إلى "نبيل عبادي" صاحب دار النشر الأشهر في صنعاء ودفعت إليه بمجموعتي التدشينية "صوب نخّالة المطر " في غضون أيام انبثق المولود المطري " خطيئة شعر ، واعتباط نص" وصار الشاعر يتراشق مع لامرئيات في أفقه الكاتب باتجاه المشغل اللاوعي الذي كلما أمسكتُ بشوارد طلعته أطلق العنان لشعاب الإتيان إلى ورطة شفافة أطرافها حيث الغد الغامض والنص الوامض وتلافيف خبايا أغازلها مرتبكاً وموقناً بخطيئتي الشاعرة .

وبين تماهيات الكتابة أجدني دوماً على تماس نص لن يبارح أية نهاية وأجدني أيضاً في اليوميات والنصوص المفتوحة والسردية والتقرير الصحفي ومادة الأمكنة .بعد حين: ربما، بدايتي مع القصيدة، لم تبدأ!.

لله الأمر من قبل ومن بعد!
مؤخراً احتفلت بصدور مجموعتك الأولى " صوب نخّالة المطر" .. حدثنا عن أجواء العمل .. وما دلالية العنوان؟
أترك الحديث للقارئ ونخبة الأدباء والنقاد والمجموعة بالتأكيد جاءت ملبية لضرورة إبداعية كما هو الحال في العنونة إذ لا بد لكل من يدفع بعمل أدبي أو أي عمل آخر للمطبعة أن يهتم للعنونة والمرأى الخارجي والمضمون في الداخل.لذا كان " صوب نخّالة المطر" كعنوان رئيس للمجموعة هو أيضاً عنوان لنص شعري في العمل والمسألة اقتناصية ورؤيوية تعود إلى الشاعر كما هي أيضاً تتفاعل ممارسة مع الإدهاش بأعالي التراتيل الحالمة كما وتحفز في مسافات التجوال متاريس طلعة تود لو تتفرد قليلاً عسى أن تطل الهتافات على دروب تناغمية لاهي في الأرض ولا هي في السماء حين تصير تحليقاً تصاعدياً باتجاه المطر بدلائله المختلفة وإلى الغايات النبيلة لافتات أمل وتدافعية معجم ومفردة تبتكر وتشتغل بإخلاص،.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

فقد احتوت المجموعة تسعة عشر نصاً بين التفعيلة وقصيدة النثر وانهوامة الكتابة المنعتقة إلى ما سيأتي، وجاءت النصوص موزعة على جزئين داخليين الأول: " أبابيل " ، احتضن النصوص: (عصف، في جعبتي ثرثرة عطشى وأطنان من رغيف الكلام، أشحذ موال ضحكٍ لأرجوحة شاردة، احتشاد، اشتعال مودة الرايات، ممتشقاً يباب الدهشة، ألف عاصفة في دمي، صبابات قروية، أتوسل تلويحاً، منفيٌ ألملم وحدتي، ومضات، الأماني غادرت فجراً، يعدّ ساعاته الهاربات).

بينما تداعت ضمن الجزء الثاني تحت عنوان " اعتباط نص لم يكتب بعد" النصوص: (كحافٍ يمخر كثبان التيه، إلى موعدٍ في الرِّثاء، صوب نخّالة المطر، ترويض لفائض الأرق، انبلاج، إلى أي المقابر سيحملون تابوتك!).

العمل أفتتح بإهداء إلى روح أبي يرحمه الله وإلى حياة أمي وإلى مساندة رفيقة دربي" زوجتي" لي في إنجاز العمل وهي الأديبة والكاتبة الملامسة لفيوض مودتي والحب, وإلى أزاهير ابنتي " أسوار" البازغة منذ قلبي ربيع براءة وفضاء طفولة تعلمني كل شيء جميل وصافٍ.. وإلى فراديس الروح العالية للإعلامي الراحل الكبير "يحيى علاو" صاحب أفضل برنامج تلفزيوني مسابقاتي وجماهيري على الإطلاق في اليمن، وبعد الإهداء تشرفت باستضافة نص تفاعلي للشاعر المتميز، صديقي " فتحي أبو النصر" كان أهداه إلي ضمن مراسلاتنا الهوتميلية وعنوانه :" على العجلات المربعة أن تدور!".

هذه بعض تفاصيل الملمح العام للعمل وبوسع القارئ والمتلقي أن يمارس تواصليته بالقدر الذي يتوفر له. فأنا أكتب التفعيلة وقصيدة النثر بطريقة جديدة ومتمردة ، ولا أكتب القصيدة العمودية ،وهذا التجريب يندلع من قريحة لها عالماً خاص.

يوميات بطعم الكفاح!
سيرتك الإبداعية وكتاباتك تكشف عن مبدع قادم بقوة إلى مشهدية الأدب اليمني وأنت بالمقابل أحد الأقلام الصحفية الشابة التي شقت طريقها وصنعت اسماً يشار إليه بالتجديدي والمهني .. مثلك، لماذا لم يلتحق بكلية الإعلام أو كلية الآداب مثلاً؟

التداعيات ببساطة شديدة تعود إلى الظروف والإمكانات الأسرية التي لم تسعفني حتى بمجرد التفكير في الالتحاق بالإعلام أو الآداب لإتمام الشهادة الجامعية إذ احتفظ برصيدٍ كافٍ من الوجع وقلة ذات اليد ولا بأس أن أمرر هنا بعض تفاصيل لضرورة إبداعية بحتة:

لمّا انتهيت من الثانوية العامة في العام 1999م خدمت في التدريس لعام واحد ثم اصطدمت كما حصل لزملائي في تلك الفترة بأنني مطالب بدفع رسوم لإعفائي من التجنيد لعام آخر، لا أخفيك أنني اضطررت لبيع مدخرات كانت بحوزة الأسرة وحصلت على الإعفاء، وحين فتحت كلية الإعلام أبوابها عامئذ، كنت أحمل ملفاً على أبواب معهد الكدن الزراعي البيطري بمحافظة الحديدة، مكرهاً تقدمتُ إلى المعهد وعيني على السكن الداخلي كيما أنتقم من جدلية التداعيات العوزية المادية إذا ما توجهت للدراسة في مكان آخر، لكن.. في اللحظة الأخيرة سحبت الملف وتوجهت برفقة زملاء من القرية إلى المعهد العالي لتأهيل المعلمين بمدينة المحويت، هناك قدمتُ طلباً ودخلتُ اختبار القبول انطلاقاً من كون فترة الدراسة بالمعهد سنتين وأقل من السنوات الأربع المكلفة بالنسبة لواحد مثلي، علقوا نتائج القبول بمعهد الصياد كما يسمونه، وكان اسمي أولاً من بين قرابة خمسمائة متقدم، وصار عميد المعهد يعلن اسمي الأول في قائمة المقبولين وسط تصفيق وذهول الجمع الغفير من الطلاب ومعظمهم من الغلابة, جاؤا من أصقاع بعيدة بينما كنتُ لحظتها أعتنق بكاءً احتفظت به لنفسي على موعدٍ مع صباحات آدميةٍ أجهز عليها الحال الدفين.

ذهبنا إلى معهد الصياد لاحقاً لنتفاجأ بقرار يقضي بإغلاق الدراسة في كافة المعاهد المماثلة بالجمهورية، يومها كانت كلية التربية بالمحويت دشنت العام الجامعي منذ شهر تقريباً وعلى بركة الله ودعاء أمهاتنا القرويات توجهنا إلى الكلية وتم قبولنا بعد إصرار ومطالبات دؤوبة مشفوعة بمبررات إغلاق المعهد العالي ..

تسألني عن عدم ذهابي إلى كلية الإعلام أو الآداب على أن احتفظُ أنا بإجابات تخصني لوحدي ويوميات بطعم الكفاح نزفتها طوال أربع سنوات بكلية المحويت كانت كفيلة –ربما- لإيقاظ المبدع العائم في برازخ طلعتي الوثنية وهكذا عاندتني الإمكانات في الالتحاق بالإعلام لكن ذلك لم يكن نهاية العالم.

لايسر عدوا ولا صديقا!
المشهد الشعري في اليمن.. ماهي أحواله ؟

الحديث عن المشهد الشعري والإبداعي في مجمله رهن تفاعلات تتوالى ضمن المعطى العام للمواطنة في هذا البلد الذي توشك أوجاعه أن تجهز عليه.

أحوال المشهد الشعري غير مستقرة، كما لايسر عدوا ولاصديقا، وهذا لا يعفي أو يُلغي أن يكون للشعراء والأدباء مطلعهم المنافح ودأبهم المثابر والمتطلع . تتداعى المشهدية كشروخ تضرب في الدرب، لكن الدرب مكتظ بالأمل والأمل وقرائح الشعراء وتفاعلات الأدب النابض، وفي المضمار من أثبت عدم استسلامه أمام تدافعية واقعٍ عجوزٍ وشائك.

في رأيي، لو أن جميع أدباء اليمن وشعرائه على كثرتهم وتميز إبداعاتهم، يعيشون واقعاً يساوي حتى النصف من واقع وظروف أمثالهم في دولة خليجية واحدة مثلاً لكانت دولة الشعر في الطليعة هنا ولكان الأديب اليمني أكثر إنتاجاً وأكثر حضوراً ويتجاوز المحلية إلى العربية وما سواها -وهو كذلك أبداً -.

أن تكون أديباً من اليمن الضارب حضارة وعراقة؛ أن تحاصرك تطلعاتك ولقمة العيش، أن تقتطع من مصاريف أبنائك من أجل حضور فعالية ما، أن تنزف مدخرات كانت بحوزة العائلة كي تفي بأجور إلى خزينة مالك المطبعة التي ستقوم بطباعة إصدارك .. الأمثلة كثيرة لعشرات المبدعين نزفوا من دمهم من أجل إتمام إصدار كتاب وأعرف ثلة من أدباء محافظتي ممن التقيهم وأتواصل معهم تباعاً منهم بالتأكيد القاص "خالد الحيمي" وصديقينا الآخرين الشاعرين: " محمد المهدي وزياد السالمي"، نلتقي جميعناً بعد صدور أعمالنا الأدبية بأسابيع وكلنا تباغته ضائقة مالية طويلة الأثر، كل ذلك " الحراف" يخوضه معظم من يدفعوا بأعمالهم الأدبية إلى الحيز، بينما تقتصر مساهمة وزارة الثقافة لمن يطبع عملاً أدبياً على ثلاثون ألفاً خاضعة لاستقطاعات ولا تأتي في حينها.

نذكر أن آخر تظاهرة فعلية للمشهد الشعري اليمني كانت في العام 2006م حين احتضنت صنعاء ملتقى الشعراء الشباب العرب بمشاركة واسعة من الشعراء اليمنيين .. انفض الملتقى ولم يعد ثانية وبناءً عليه: تحية إلى وزارة الثقافة التي كلما قطع الأدباء وادياً قطعت وادياً موازياً.. الأدباء هم الضمائر النابضة وطناً وقصائد وإبداع يسمو وعلى الثقافة أن تلتفت إليهم منذ كبيرهم وحتى آخر تفاعلات مبتدئهم.

أين حصص الأدباء في برامج الحكومة والجهات المعنية بأمورهم،... مجرد هامش وهامش في الهامش !!.

نتطلع إلى أن يحظى الأديب برعاية من الجهات القائمة على الإبداع والثقافة ، نتطلع إلى ملتقى سنوي للشعراء ولكل الفعاليات والأطياف الإبداعية، نتطلع إلى تحسين أوضاعنا المعيشية شأننا شأن بقية الفئات مع أن الأديب نبض الأمة وصوتها في معطى استنزافي يذهب لوهميين عبر شئون القبائل وشئون المناضلين وشئون لا آخر لمسمياتها .

نتطلع – وفي يقيني أن هذا مطلب غالبية الأدباء- إلى أن يعود "خالد الرويشان "إلى وزارة الثقافة بوصفه أفضل وزير ثقافة بعيداً عن استثنائية العام 2004م الذي توجت فيه "صنعاء" عاصمة للثقافة العربية, وبعيداً أيضا عن أي مراشقة مني أنا الذي لا يعرفه الرويشان ربما ومطلبنا مشفوع بحقيقة أن "خالد الرويشان"مثلاً ، أحد عناصر المشهدية والأكثر قرباً من تباريح المبدع وهمومه .

بودنا أيضاً أن تقلص الثقافة ومكاتبها من الإنفاق قليلاً على أمسيات السمر المليونية لصالح طباعة أعمال أدبية لمبدعين لا حول لهم ولا قوة عدا منفعلات إبداعاتهم والكتابة.

دولة الشعر لم تسقط !

شاعرنا صدام الزيدي..هناك من يقول بأن دولة الشعر في اليمن سقطت بوفاة الشاعر الكبير عبد الله البردوني،رأيك؟
أنا اعتقد بأن البردوني الشاعر الكبير عندما توفى، إنما صار حياة يجري في خفقان القلوب إلى ابد الآبدين ،الشاعر الكبير عبد الله البردوني، نعم مات ،لكنه خالد يحيا في القلوب المبدعة ، فهو القائل: وتقول لي مت أيها الراوي * فأنسى أن أموت
لذا لا أرى بان دولة الشعر سقطت أو ستسقط في أي زمان أو مكان ،بل هي باقية طالما الشعراء حاضرون ويتناسلون في الرحم الالقي والمودة والحب والتفاعلات الإنسانية العالية ،فالشاعر هو راية خفاقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

أهدي فوزي بجائزة الرئيس لوكالة الشعر!
قبل أيام قلائل ،احتفلت محافظة المحويت بفوزك بجائزة الرئيس بمجال الشعر،تعليقك؟

الحمد لله ،لقد فزت بالجائزة بمجال الشعر بامتياز ،وهذا شرف كبير بالنسبة لي ،وأهدي فوزي الثمين هذا إلى وكالة أنباء الشعر العربي، المنبر الإعلامي الذي أنتشل الشعراء والأدباء والمبدعين الشباب من دائرة التهميش والإهمال إلى دائرة الأضواء ،فكانت "طوق النجاة" لهم.

لنتحدث عن جوائز رئيس الجمهورية للشباب اليمني المبدع.. كيف تقيم مخرجات ومتواليات هذا النشاط؟ وماذا عنك : هل تقدمت للجائزة؟
شخصياً أرى أن تفاعلات جوائز رئيس الجمهورية للشباب منذ انطلاقتها قبل عقد من الزمن وحتى الآن تقدم ملمحاً أظنه جميلاً ومشرقاً ويكفي أن عشرات الأدباء من مختلف المنوالات الإبداعية عبروا من بوابات هذه الجائزة .

دورة الجائزة لهذا العام بدأت بشروع الأمانة العامة للجائزة في خطط تطويرية تدفع بمجالات التنافس وترفع من قيمة الجوائز وإلى هنا المسابقة متميزة.

كانت السنوات العشر الماضية حافلة بتناغمات تبعث الأمل في الروح غير أن حتمية التطوير والمواكبة العصرية تفرض على إدارة الجائزة ممثلة بالأمانة العامة ومجلس الأمناء الرئيس على بلورة عديد نقاط إلى بلاط التنفيذ كأن تُخصّص موازنات إلى جانب الموازنة السنوية للمسابقة للتطوير الأدبي والتأهيل الإبداعي استثماراً في الطاقات يتم توجيهه للكفاءات المبدعة بما يضمن تحسين معيشتهم والارتقاء بهم مروراً بتخصيص نسب في قوائم التوظيف للفائزين بالجوائز وإطلاق تطلعات تبدأ بإبتعاث عدد محدد -سنوياً- من الفائزين المؤهلين علمياً إلى الخارج للدراسة.

"أمير الشعراء" و"شاعر المليون" حكاية التألق!
· من خلال متابعتك لمسابقة "أمير الشعراء" و"شاعر المليون" كيف هي انطباعاتك عن هاتين المسابقتين الكبيرتين ؟ ثم أين هي الساحة الثقافية اليمنية من مسابقات وتفاعلات تُعنى بالشعر وأهله ؟

ما الذي تريدني أن أقوله عن مسابقة شعرية ناجحة وكبيرة كمسابقة "أمير الشعراء" التي تصفق لها أوردتي صباح مساء وأجد في مطلعها نبض التفاعلات والقصائد تشق الطريق وثبة تتألق باتجاه المصافات الذائقية العالية.

" أمير الشعراء" بكل تأكيد هو البرنامج الشعري التنافسي الأول والرائد في ليل تفاعلاتنا العربية، ألق من هناك، من "أبو ظبي" يمطرنا ويشحذ في الروح ألف أغنية وقصيدة.

لا أملك إلا أن أهنئ الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعباً وأدباء ومثقفين على هذا الإنجاز الاستثنائي الذي ينتصر للشعر ويهتم لمجد الكلمة.أنا من متابعي "أمير الشعراء" ويقيني أن هذه الإطلالة تجيء بما عجزت وزارات للثقافة في بلدان عربية مجتمعة أن تأتي به.. يكفي الإمارات العزيزة على قلوبنا أبداً ويكفي مؤسس انطلاقتها الشيخ الراحل " زايد آل نهيان" ورئيسها المفدى وكل القائمين على هذه التفاعلات،ولجنة تحكيم نخبوية بامتياز, إننا ندين لهم لهذا الفعل الثقافي المبين .

ساحتنا الثقافية في اليمن تشهد كل رمضان البرنامج المسابقاتي " صدى القوافي " على "قناة اليمن" وفي رأيي أن الكثير جداً من أدوات البرامج المسابقاتية لا بد أن تضاف إلى تفاعلية هذا البرنامج وفي المقابل تواصل قناة " العقيق " مسابقة "شاعر اليمن" ، حسنٌ هذا الفعل من قناة ناشئة لكن صارت شركات للهاتف النقال أكثر استفادة من طوابير الشعراء الشعبيين.

المسابقة أبرزت عشرات من فرسان الشعر الشعبي اليمني لكن من يتابع هذه المسابقة باهتمام ومنهجية تفاعلية يحتفظ بعشرات الملاحظات على مسابقة كان لا بد أن تتميز في مطلعها الإعلامي بدلاً من هفوات فنية واعتباطية تصيب الشعراء في مقتل .. لدي ما يكفي للوجع عن هذه المسابقة لكن وحرصاً على الإنصاف أرى بأن الإيجابية الوحيدة لهذا الفعل المسابقاتي تكمن في ثلاثية لجنة التحكيم الذين جميعهم من أبرز النقاد ومن أكفأ المشتغلين في النقد الأدبي لهم التحية ولقناة العقيق كل النكوص لإصرارها على تنفيذ مسابقة كبيرة ونوعية بأدوات ورؤى مهنية لا ترقى ولا تعتمد على آلية للتصويت مقبولة ومهنية.

المحويت.."حكاية العشق!
· تنتمي إلى محافظة المحويت وتقيم فيها وللمحويت حكايات في الترافة الملمحية الساحرة والطبيعة الاستثنائية الملهمة لقرائح الأدباء والكتاب ومنهم العالمي " غونتر غراس" والشاعر " عبد العزيز المقالح" لنتحدث عنك كشاعر : هل ثمة حكاية تتبادلانها عشقاً أنت وهذه المحويت؟

شكراً.. سؤالك القريب حد العشق من تفاعلات الكائن المأخوذ ببلاد تتجول في الذرى وتهمي في القلوب تباريح بقعة ساحرة, المحويت كمكان: تأخذني وتسكنني وتمنحني ألقاً وانتشاء قريحة عاشقة, أنا من بلاد قروية تتبع إدارياً مديرية بني سعد الواقعة إلى جنوب المحافظة.

حكايتي مع المكان أزلية ولا منتهى لمطلعها والعناق, أجدني أحد عشاق هذه المحويت, التي تمنحني أملاً خرافياً على الدوام حين أهرب كل مساء إلى ليلها والنسائم الباردة الحالمة, من يوغل في تواصلية الأرض الضبابية الساحرة في المحويت, يلتقي تماماً مع الرؤى تجهد على ومض أغنية في الجبال.!! تربطني بالمكان عادة تواشجية عشقية أحتفظ بها لأرق الذات وانهبابة الروح .المحويت ومعها عديد أمكنة يمنية, تمدني بالفضاء التنبؤي مفردة وكتابة.

ولي بعض كتابة ستنشر قريباً ضمن مادة أمكنة واستطلاعات سياحية منها هذه المعزوفة النصية الطاغية عشقاً وجبلاً:

..." يشيرون إليها صلاة نسائم أخرى, يقولون: "محويت" عشقاً, فتحنو على سعيهم بعض رقصٍ ضبابيِ أنيق يغازل , مغرورة من "سبأ", في الأعالي, انخطافة دهشِ ولما يراودها البساط أخضر, تطل سحاباً من الزرع والغيم, لها ألف سحر ولغزٍ وحصن الخرافة ينثر ألوانها في الفضاء/ارتحال الحضارات.. نهاراتها مذاق الحنايا معفرة بالرجاء, عرس ذاهلة تحت أهدابها والأماسي سماء.. للعاشقين, إليها, انتشاء الأغاريد مأخوذة بالخفقات, إذا التمعت لإشتياق ذراها القلوب.

يجيئونها من كل صوبٍ, زيارة فوج حبيب وملتاع, في مقلتيها ارتحالات " مصنعةٍ" ومرأى التباريح مجتثة من دم الود, سافرة الوجنات, فاتنة الحيد والهضبات المعاريج.!!

حنيني إليها طغى واستبد, على أنني في مراح تلافيفها والقرى حاضر منذ الخواصروالبدء, لكنها غائبة وأشتاق لثم عناقيد مبسمها الحميري المهاجس, سارية في دمي والمتاهات..

سأكتبني عاشقاً خلف غروب شواهقها, في الأصيل, عسى نجمة الليل تروي لتبانة الله مهوي فؤادي اليتيم إليها, وترقص في البرزخات صبابات هذا الوجيب."

الحكاية لا تنتهي هنا وتبقى المحويت معزوفة في الأوتار الداخلية للأديب العالمي "غونتر غراس" الذي وقع في حبها منذ زيارة واحدة وكتب لمطلعها الجبلي الوارف.

الحكاية عند المطلع العاشق للقريحة/ الضوء ويعرف الجميع كم أن شاعر اليمن الكبير عبد العزيز المقالح يحتفظ بتواصلية ألق عشقي اسمه: جبال المحويت و"الريادي" الفاتنة.

ليلى العثمان وعلي عقله عرسان والشاعر السوري الكبير: سليمان العيسى وخالد الرويشان وجميل مفرح وأنا وأناملي ونصي العاشق الأزرق وآخرين من أصقاع المعمورة أخذتهم المحويت واستوطنت مخيلاتهم حكايات مودة ووئام.

تسألني أخي محمد عن المحويت وأنت أصدق عشاقها. تحية إلى القرائح المسكونة بصباحات المحويت,

تحية إلى ضباب نهاري يغسل القلب هنا في البلاد الاستثنائية التي تنتظر من الحكومة والسلطات المحلية الكثير من أجل متوالية تنهض بالسياحة في محافظة جديرة بأن تحج إليها القلوب وتصلي على الشرفات قصائد عشاقها والحكايا. المحويت: أسطورة وبلاد تطير, لها كل قلبي ونبضي , ونصي – الذي- إليها يسير.


مشهد يتداعى ويختفي!
· كنت تكتب عموداً أسبوعيا في صحيفة الثورة اليمنية بعنوان " خواطر إذاعية " :تناولات تُعنى بنقد وتحليل البرامج والمواد الإذاعية وشؤون المهنة الصحفية.. لماذا احتجبت الخواطر؟
ربما لأن أناملي ما استطاعت تفي بمواكبة فعلية ضمن مشهد يتداعى ويختنق, تداعيات الكتابة في هذه المنوالات تسكنني دائماً وأفضل أن أكون مسكونا بالنص وإليه أتداعى عن أن أكتب تفاعلية تنتقد هذا البرنامج أو ذاك في معطى لا يقبل بالنقد والتحليل المنهجي بقدر ما ينسب إلى صاحبه حكايات تمتح من الوهم وتغرر بالطلعة الواثبة.

أحتفظ بآلاف الخواطر والرؤى لموعد سيأتي بالتأكيد.

بعد "... نخّالة المطر" إلى أين يتجه "صدام الزيدي"؟

هناك أعمال ومشاريع أدبية وصحافية ستأتي في موعدها مهما عاندت الإمكانات.

أما إلى أين يتجه "صدام الزيدي"؟

إلى رفسةٍ في الغياب العتيق!!!.

بطاقة تعريفية:
صدام محمد الزيدي
شاعر وإعلامي من اليمن, من مواليد 1982م بقرية القعاميص بني زيد بمديرية بني سعد, محافظة المحويت.
بكالوريوس في اللغة الإنجليزية من تربية المحويت – جامعة صنعاء- 2003م/2004م.
عمل محرراً بوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بمكتب المحويت ومراسلاً لصحف: (الوحدوي وأخبار اليوم و22مايو ومديراً لتحرير صحيفة المحويت).
يعمل حالياً مراسلاً لصحيفة 14أكتوبر اليومية في المحويت وإذاعتي عدن والمكلا.
صدر له عن دارعبادي للنشر بصنعاء مؤخراً " صوب نخّالة المطر": مجموعة شعرية أولى.
عضو مؤسس لمنتدى ضباب الثقافي الإبداعي ورابطة الصحافيين بمحافظة المحويت, قيد التأسيس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.