نحن أعزائي القراء في هذا الحوار في حضرة أفضل برنامج تلفزيوني ثوري” عاكس خط” المبدع المتألق الأستاذ محمد الربع المخرج ومقدم البرامج والممثل فهو شاب أثبت أن لكل مجتهد نصيب من خلال اجتهاده في العمل التلفزيوني كمخرج ومعد ومقدم برامج فلا يكاد يخلوا أي عمل إخراجي فني أو درامي في سهيل إلا ولهذا الاسم له فيه حضور.. يكفيه فقط ما قدمه للمواطن اليمني من خلال برنامج خط من كشف حقائق النظام وتعرية تناقضاته السياسية. محمد الربع يقول أن فرحه يكون عندما يوجد في بيته دبة غاز ويحزن جداً عندما يرى في فاتورة الكهرباء إشعار بفصل التيار لا تختلف شخصية محمد الربع عند أسلوب تقديمه الجميل والهادي والمبسط من خلال برنامج”عاكس خط” دفع ثمن ما قدم من أعمال فنية إبداعية ضد الظلم والطغيان أن تم مطاردته وقصف بيته ووضع اسمه من ضمن قائمة الممنوعين من السفر خارج اليمن. التقيناه ذات مساء مثقل بالنوم..فكان رائعاً في تقبله الدعوة للحوار ورائع أيضاً في إجاباته فإلى نص الحوار. أهلاً وسهلاً أستاذ محمد ضيفاً على صحيفة الجمهورية كيف الحال؟ حياكم الله وأشكر لكم استضافتكم وتحية لكم وللقراء جميعاً. ألا ترى أن تكون البداية في أن تعرف القارئ بك الإنسان؟ أنا إنسان بسيط من عائلة متواضعة أفرح إذا توفرت دبة الغاز لنا وأحزن إذا شفت في فاتورة الكهرباء إشعار إنذار بفصل التيار.أسهر إذا سمعت أنين جاري وأفرح إذا وجدته شبعان. أدرس إعلام وأسكن في بيت إيجار ومفروض علي شبه إقامة جبرية إلى أن يفهم البعض أيش معنى حرية التعبير والرأي. أفهم من كلامك السابق أنك تعيش شبه إقامة جبرية أنك لا تستطيع التحرك كما تريد أو ماذا؟ إذا كان المواطن العادي الساكت والماشي جنب الحيط لا يأمن على نفسه وماله فقط وهو ساكت وليس مؤيد لحيتان الفساد فما بالك بشخص وضع نفسه في مواجهة علي بابا والأربعين حرامي. أين محلك من الإعلام قبل انطلاق بث قناة سهيل؟ أنا في الأساس كنت أعمل في المسرح والتمثيل وشاركت في عدة مهرجانات ومسارح رسمية وشعبية ثم دخلت مجال الإخراج التلفزيوني وقمت بإخراج أول فيديو كليب إنشادي في اليمن وكان كليب بعنوان”قل لي لماذا لا تصلي” كان لشركة إنتاج عمانية ثم اشتغلت برنامج أطفال لقناة المجد إلى أن تم إنشاء شركة سما للإعلام الدولي وقناة سهيل فكنت أحد مؤسسيها. لم يكن لك تجربة إعلامية كمقدم برامج من قبل؟ لا أنا لم أكن أفكر أن أقدم برامج ولست مقدم برامج ولكني كنت أشتغل خلف الكاميرا ثم أقترح عليّ أن أعمل أمام الكاميرا بحكم أني أجيد التعامل مع الكاميرا وخضت التجربة ولقيت إشادات من الناس والكل أصر أن استمر وأنا حيث أجد نفسي أخدم الناس وأساعد في تقديم شيء يفيدهم أستمر سواءً كان خلف الكاميرا أو أمامها. أو حتى عامل نظافة المهم أقدم شيئاً وماذا أقدمه للناس ولا أعتبر نفسي مقدم برامج احترافي قد أكون أنا ناقد ساخر ولدي أسلوبي في توصيل رسالتي للناس بشكل مبسط وسلس وأحاول أن أخاطب المشاهد على أني صديقه أو أخوه ولست مقدم برنامج تلفزيوني فلا أخاطبه باستعلاء أو على أنني أفهم منه وأعلم منه بل أخاطبه كزميل له أو صديق ناصح له ومحفز. عرفناك من خلال قناة سهيل مخرج وممثل ومقدم برامج فمن أنت بالضبط؟ من وجهة نظري أقول أن الإبداع هو أن أصل أنا للناس وأوصل الناس إلى معرفتهم بما لهم وما عليهم. فالإبداع ليس أن أحقق شهرة ولكن أن أوصل الرسالة فالشهرة قد يحققها أي أحد عن طريق فعل سلبي ولكن اعتقد له إبداع. “عاكس خط” فكرة إعلامية رائعة كيف كانت البداية وهل وجدت معوقات أياً كانت في البداية؟ “عاكس خط” صاحب الفكرة عبده الجندي كانت في البداية عبارة عن حلقة واحدة خصصت للرد على تصريحاته ولكن اكتشفنا أنه ليس هو الوحيد عاكساً للخط فاستمرينا في البرنامج إلى أن وصل إلى قرابة الخمسين حلقة والآن نعد الجزء الثاني لرمضان القادم. خبرنا عن استعدادك لبرنامج عاكس خط القادم؟ نقوم الآن بإعداد النصوص وتجهيز الفقرات واختيار المواضيع التي سوف نناقشها بالإضافة إلى أن هذا الجزء سوف يضم فيه عدة نجوم ووجوه تلفزيونية وسيكون مختلفاً في الشكل وتجديد في المضمون. شكل التجديد في ماذا بالضبط ؟ التجديد في الفقرات والإخراج والديكور بالإضافة أننا نفكر بإدخال كليب غنائي نهاية كل حلقة وأيضاً سيكون هناك فقرة جديدة عبارة عن مذكرات الرئيس السابق علي عبدالله صالح ولا أريد أن أستبق البرنامج وأشرح كل تفاصيله ونحن ما زلنا في طور الإعداد والتجهيز ولم نتفق على الشكل النهائي للبرنامج. قلت في كلامك السابق الرئيس السابق أليس المخلوع لأنه لم يتنح بمحض إرادته بل من خلال نضال ثوري أستمر أكثر من سنة سألت فيه الدماء فلماذا نضفي عليه السابق وكأنه سلم السلطة بعد انتهاء فترة رئاسته الأربع السنوات بتداول سلمي؟ مخلوع أو سابق المهم أنه غادر رحل ودماء الشهداء سألت من أجل بناء يمن جديد ومن أجل استعادة دولته وليس من أجل أن يسمى صالح بسابق أو مخلوع حتى الثورة لم تقم ضد علي صالح كشخص ولكن قامت ضده لأنه كان يمثل نظام فاسد حجر عثرة أمام تطلعات الشعب. وأصبح الشعب في خدمته وليس هو في خدمة الشعب. حدثنا عن بداية فكرة عاكس خط أقصد بداية العمل فيه والمعوقات التي واجهتكم في سبيل إنجاح أو إخراج “عاكس خط” للمشاهد؟ كنا في البداية نبحث عن فكرة برنامج توصل لعامة الناس وتخاطب كل الشرائح لأن أغلب البرامج في سهيل أو غيرها تجدها تخاطب النخبة مع أن النخبة أكثر فهماً لما يدور حولها ومحددة توجهها سواءً يمين أو يسار ولكن غالبية الشعب والشريحة الكبيرة منه مازالت بعيدة عن الخطاب الإعلامي إلا فيما ندر وكان الإعلام الرسمي المرئي سباق في التركيز على هذه الشريحة لأنها غالبية الشعب. فتوصلنا إلى هذا الشكل من البرنامج و المعوقات أكيد موجودة وخصوصاً عاكس خط كان معتمد على الرصد والإعداد الدقيق وكنا نبذل فيه جهد كبير لكي توضح الصورة الحقيقية للمشاهد. أيضاً البعض نعتقد أننا نستلم مبالغ كبيرة مقابل هذا العمل لكن أحياناً نفرح أن الحلقة تعرض ونحن مش مديونين. كنت شجاعاً وجريئاً في طرح برنامج “عاكس خط” وخاصة في تناول علي صالح هل كانت هناك ردود أفعال ضدك من إياهم؟ ماجعلني جريئاً في الطرح أو شجاعاً كما تقول هو أني لا أفتري على أحد وأتحرى الصدق فيما أقوله وكل ما فعلته أني جعلت المشاهد يحكم عقله ويعيد حساباته. وأقنعه أنه ليس كل ما يقال يصدق حتى أتباع النظام السابق عندما أتحاور معهم مقتنعين بما أقوله ومتابعين للبرنامج أكثر من المؤيدين للثورة فقط هم ينتقدوا أني أتكلم عن شخص يقولوا أنه هامة وطنية لا يصح المساس بها. وأدخل في تفاصيل لم يجرأ أحد الخوض فيها فمثلاً في مصر أو تونس انتقد الرئيس بجراءة بعد ما رحل أما أنا انتقده بتلك الطريقة وهو مازال في حينها يحكم. لم تجاوبني هل وجدت مضايقات وتهديدات كما سمعنا أن منزلك تعرض للقصف؟ أنا قبل “عاكس خط” عملت مقابلة افتراضية مع علي صالح بعدها تم مداهمة منزلي ثم انتقلت إلى منزل آخر وتم رصده ثم تعرض لقصف بقذيفة والحمد لله لم يصب أحد لأننا كنا في غرفة أخرى بعدها فكرت أنقل لبيت آخر ولكن لم يوافق أحد أن يؤجرني شقة عنده خوف يصير لبيته شيء بسببي. أما الاتصالات والرسائل لا يخلو منها جوالي ولا بريدي الالكتروني حتى أني أصبحت أقيس مدى نجاح الحلقة التي أقدمها وقوتها من ردة فعلها ومن كثر التهديدات أو السب والشتائم ما عرف حينها أني وضعت يدي على الجرح وإذا ما فيش تهديد ووعيد فأعتبر الحلقة ضعيفة. هههههه يعني أفضل وأروع حلقة ناجحة حصلت من ورائها تهديدات هي حلقة المناظرة بين علي صالح وعلي عفاش؟ لا كانت حلقة الخبير الاستراتيجي وحلقة العلماء. أخ محمد أفضل معلومة عرفناها من خلال عاكس خط هي “البركاني ووزن الريشة”؟ نعم اكتشفنا أنه ينافس في وزن الريشة وبطل العالم في قلع العداد. هناك اليوم من يحاول تقليد برنامج عاكس خط ولكن خبابير من صدق كيف تنظر أنت لذلك؟ لا أمانع من هذا الشيء المهم ماذا يقدم للناس هل يفيدهم أن يفيد نفسه على حسابهم.. الشعب شبع من التزلف والمدح الناس أصبحوا يطالبون بالحرية وليس بتحسين شروط العبودية. المشاهد أصبح اليوم يبحث عن من يوصل صوته ومن يناقش همومه ومن يتلمس احتياجاته أتمنى من أي وسيلة إعلامية أن تجعل من المشاهد أو المتلقي هو مدير هذه الوسيلة تراعي احتياجاته وتهتم به. وإلا العالم والفضاء مفتوح ولدى المشاهد ألف بديل ولن يلتف له أحد. منذ مايزيد عن شهر أو أكثر ربما لم نراك على قناة سهيل أين أنت؟ أنا موجود في قناة سهيل ولكن خلف الكاميرا أنا مخرج الأخبار وبعض البرامج الأخرى وأنتج بعض الكليبات الثورية وأحضر لبرنامج لبعد رمضان بيكون أسبوعي يناقش هموم الناس واحتياجاتهم. برنامج حواري ؟ حواري درامي كوميدي سمعنا أنك سافرت خارج اليمن لفترة ما ولأسباب غير معلومة هل هذا صحيح ؟ نعم سافرت.. كانت عبارة عن دعوة من إدارة قناة الهدى الناطقة بالانجليزية والمركز الإسلامي بسيرلانكا. - هل وجدت أي صعوبة في السفر؟ الحمد لله استطعت الخروج من المطار بعد أن تم إبلاغي أني من بين خمسة ممنوعين من السفر ولكن مثلما في الأمن المركزي والحرس الجمهوري شرفاء أيضاً في هناك الأمن القومي واحدهم هو من سهل خروجي ورجوعي. معظم الأعمال الدرامية اليمنية كوميدية ألا تعتقد أننا بحاجة إلى الدراما التراجيدية التي تتناول القضايا الاجتماعية والسياسية بشكل جاد؟ نعم نحن بحاجة إلى الأعمال الجادة التاريخية وحتى إلى إنتاج أعمال سينمائية الفن هو مرآة الشعوب وأصبح الفن اليوم صناعة ولكن اقتصار الإنتاج الدرامي على الكوميديا لأن أغلب الأعمال محصورة بشهر رمضان وأصبح السائد عند الناس أن رمضان فيه يردي الناس تضحك فهو ليس وقتاً للهموم. ولكن ما أحوجنا الآن إلى مناقشة هموم بلدنا وكيف ننمي وعي الشعب فلا مجال للأعمال التي تنتج من اجل الضحك والضحك فقط في الوقت الذي نجد من يتعبد الله بضرب خطوط الكهرباء. يتخوف البعض من صعود التيارات الإسلامية المعتدلة أو المتشددة على مستقبل الفن عموماً فكيف ترى أنت ذلك؟ لا نستطيع أن نحكم عليهم إلا بعد أن نجربهم والفن سلاح قوي بحد ذاته ومن مصلحة الإسلاميين أوغيرهم الاستفادة منه وليس التصادم مع من يمثلون الفن. كيف تنظر إلى الإعلام الرسمي المرئي اليوم؟ الإعلام المرئي الرسمي للأسف مازال لا يستحق المتابعة ويحتاج إلى إعادة صياغة من جديد لكي يقوم بدوره ويصبح عنصراً للبناء وليس للهدم أو لصناعة الطواغيت فلا تنمية ولا استقرار وتقدم بدون إعلام يساعدك على ذلك فالإعلام ليس للتخوين بقدر ما هو توعية وترشيد وتثقيف وصناعة وعي. على من العتب إذن؟ وزير الإعلام مثله مثل غير تحركاتهم اقل من المؤمل قبل يومين مثلاً تم اجتزاء من خطاب باسندوة جملة قال فيها أن من يقصف خطوط الكهرباء مجرم ومن يقف وراءه مجرم فتم حذف “ومن يقف وراءه مجرم” فالذي كان وراء اجتزاء هذه الجملة هو نفسه من يقف وراء قصف أبراج الكهرباء فلو تغير الوزير فما زال هناك من يريد الإعلام. كمخرج كم رصيدك الإخراجي؟ أخرجت أكثر من عشرين برنامج تلفزيوني ما بين حواري ومسابقاتي ودرامي وأطفال بالإضافة إلى عشرات الكليبات والجلسات الفنية لعدة قنوات محلية وخارجية وأيضاً أخرجت مهرجانات فنية ومسرحيات. فيما يخص الثورة؟ اشتغلت وأشرفت على كليبات كثيرة ولو أن أغلبها لا أضع أسمي بالإضافة إلى”عاكس خط” و«وصل صوتك» وفلاشات توعوية وأعمال أخرى أتمنى من الله أن ينفع بها. ماهو سر تميز وتألق محمد الربع خلال هذه الفترة القصيرة؟ أتمنى من الله أن أكون عند حسن ظن الجميع وإن شاء الله أكون نجحت فعلاً ولو أني ما زالت في بداية المشوار ولكن ربما من الأسباب أني بسيط ولا أحب التكلف واني خرجت للناس من بين المعاناة التي يعانيها هم. فأنا لست ابن وزير ولا مدير ولا عمي أو خالي توسط لي ولذا ستجدني إن شاء الله مدافعاً عن الناس البسطاء وأحاول أوصل صوتهم للناس بقدر ما استطيع وما منحني الله من عمر. ماهي تطلعاتك المستقبلية كمقدم برامج وكمخرج؟ أتمنى من الله أن أجد في بلادي إعلاماً يقدم مصلحة الوطن على مصلحة من يديره وأن نجد إعلاماً يعكس حضارة هذه البلد. هل أنت مع ألقاب منشد الثورة فنان الثورة خطيب الثورة مؤذن الثورة ...الخ أليس هذا احتكار جهد ما قام به الكثير على فرد؟ والله هذه أسماء يطلقها الناس على من يقدم مجهوداً ما وبرز فيه مع أن هناك الكثير من قدموا للثورة وضحوا من اجلها ولكن لم يسلط عليهم الإعلام أما أنا فشرف لي أن أكون خادماً للثورة والثوار. كيف تنظر إلى مستقبل الفن في بلادنا اقصد في يمن ما بعد علي صالح؟ متفائل جداً ولن يكون القادم أسوأ مما كان والدليل أني اليوم أنا في لقاء صحفي مع صحيفة الجمهورية التي كنت أتوقع من قبل أجد يوماً ما صورتي فيها تحت عنوان مطلوب للعدالة لذا أنا متفائل بالمستقبل. ماهي كلمتك الأخيرة؟ كلمتي للجمهور أتمنى أن لا نيأس أو نسكت بعد اليوم ونرضى بالواقع وأقول إذا لم نصلح نحن أوضاع بلدنا فمن سيتبرع لنا ليصلحها لنا شكراً لصحيفتكم وشكراً لاستضافتكم صحيفة الجمهورية عادت إلى الأصل فعندما افتح الصحيفة واقلب صفحاتها أقول لابد للفرع أن يعود للأصل والذي هو الشعب وأخيراً شكراً من ساندني ومن انتقدني.