كثيرة هي الأسماء الإبداعية الفنية الشابة التي حجزت لها مساحة كبيرة من الحضور الإبداعي والمتابعة والشهرة أثناء مسيرة الثورة ضيفنا العزيز في هذا الحوار المبدع المتألق المقدم البرامجي والفنان الكوميدي الأستاذ محمد الحاوري من أبرز هذه الأسماء. محمد الحاوري صاحب طريقة تقديمية إعلامية جديدة تتميز بالبساطة وعدم التكلف مطلقاً في الوقوف أمام الكاميرا وهذا ماظهر به من خلال برنامجه الشهير كنوز الثورة على قناة سهيل فكرة البرنامج جديدة وطريقة تصوير الحلقات أيضاً فيها تنوع فيها كوميديا وفيها إبداع في طريقة التقديم أو حتى في الموسيقا التصويرية المرافقة.. عوامل كثيرة لايسعنا في هذا التقديم بالفنان محمد الحاوري أن نتعرضها. مجمل كل هذا جعل كنوز الثورة بمحمد الحاوري متميز ونال المتابعة والشهرة محمد الحاوري صاحب روح مرحة كوميديا تحمل قضية ولذلك وجدنا رسالته الإعلامية من خلال كنوز الثورة تصل بكل وضوح إلى الجميع ويكون لها التأثير الإيجابي الرائع لدى الجميع خصوصاً لمن لم يدخل الساحات وللعالم الخارج يأطهر الحاوري المجتمع الثوري الجميل والمتنوع والمبدع داخل ساحة التغيير بصنعاء. حبينا أن يكون محمد الحاوري ضيفاً في هذا العدد فلبى الدعوة بكل سرور وخصوصاً أنها الصفحة في الجمهورية التي قال عنها أنها نموذج للإعلام الحر. دردشنا معه في عجالة وخرجنا بهذا الحوار: عرفنا بك كإنسان؟ محمد علي حمود الحاوري من مواليد قرية الحاوري همدان، محافظة صنعاء متزوج ولي ابنتان وولد وهم بنان وبنيان وإبراهيم أدرس إعلام علاقات عامة جامعة العلوم والتكنولوجيا مستوى رابع تاريخ الميلاد 1986م أحب الخير للغير وأحب أن أدخل السرور على الآخرين بما أعطاني الله من مواهب وقدرات هذا هو محمد الحاوري أبو الوجه الدائري. أين أنت من قبل برنامج كنوز الثورة كإعلامي؟ بداياتي كانت في المخيمات الصيفية وإحياء الأعراس من خلال الأسمار ومن ثم شاركت في عدة برامج تلفزيونية فقررت أن أقوم بإعداد برنامج خاص بدلاً من المشاركات فقط فجلست مع والدي الفاضل وقمنا بإعداد برنامج ريفي ميداني شعبي سياحي يعرف بعادات وتقاليد البلاد ويربطها بالشرع الإسلامي ويظهر اليمن الحبيب بالمظهر اللائق بها لأنها لم تُعطى حقها في الإعلام الرسمي السابق وكان اسم البرنامج “الريف بين العرف والتعريف” وقد تم تصويره قبل عامين وتم بث ثلاث حلقات وبعد اندلاع الثورة قررت أن اتوقف وأنزل الساحة وتم تعليق بث بقية الحلقات حتى تنجح الثورة وإن شاء الله ستبث في الأيام القادمة إن شاء الله. والدك إعلامي؟ نعم والدي العزيز كان مؤسس لفرق المسرح في محافظة صنعاء نهاية الثمانينات كانوا من خلال المسرح يعالجوا أكثر المشاكل الاجتماعية وكان الدافع ذاتي وبدون مقابل سوى أرضا الله. يعني أنت تأثرت بوالدك في هذا المجال؟ كنت أشاهد مسرحيات والدي في الفيديو. كان ذلك دافعاً وحافزاً لي أن أسير في نفس هذا المجال رغم أن والدي كان لايريد أن أتعمق في هذا المجال كثيراً لأنه يريدني حافظاً للقرآن وليس ممثلاً ولكنه في الأخير أقتنع بالواقع فشجع. يعني أن والدك في بداياتك لم يشجعك للاحتراف في هذا الفن؟ كان سبب اعتراضه لي هو تقليد الأصوات لأنه حريص على أن لايخالف نظر الشرع لأنه كان يقول لايجوز أن استهزئ وكان حريصاً أن أكون خطيباً في قريتنا وطاعة له وليس رغبة قمت بالخطابة سنة كاملة في مسجد القرية وكنت مديراً لمركز تحفيظ القرآن بالقرية لمدة أربع سنوات كانت بيئة قريتي على أنني لا أستطيع أن أبوح بما يحتقن داخلي من رغبة في الكوميديا لكن بمجرد خروجي من القرية أتغير تماماً تلقائياً حتى أن أصدقائي عندما كانوا يزوروني إلى القرية يستغربون هدوئي وخاصة عند والدي حتى قال الأضرعي ذات مرة إذا واحد يريد معرفة صوت محمد الحاوري الحقيقي يسمعه وهو عند والده. أصدقاء من خارج صنعاء يزوروك إلى قريتك كان لك تواجد قبل ذلك على إطار همدان كطالب أو مشاركات مسرحية أو ماذا؟ أنا درست في قسم داخلي في بيت مران أرحب وهناك كان تواجد طلاب من مختلف مناطق اليمن وطلاب من الدول العربية والإسلامية وكانت تربطني بهم صداقات وكانوا يأتون في زيارتي إلى قريتي رعاها الله تلك الأيام فهي أحب الأيام إلى قلبي طبعاً بعد أيام الثورة التي مازلنا نعيشها. متى كان ذلك؟ عام 2002م وأنا أدرس في الصف الثاني والثالث الثانوي؟ كيف بدأت فكرة برنامج كنوز الثورة؟ بعد أن نزلنا الساحة قمنا بالمشاركة في المنصة من خلال الفن الساخر وكنت قبل ذلك وأنا أشاهد ميدان التحرير وشباب مصر معتصمين ومخيمين كنت أتمنى أن الكاميرا تنزل وتدخل الميدان لكي يعرف الجميع تفاصيل حياة الناس في خيامهم واعتصامهم فقررت أنا وصديقي خباب الذيب أن نعمل برنامج وعندما تقوم ثورة اليمن والتي كانت تباشيرها بادية ونسمي هذا البرنامج “الخيمة” لكي ننقل الحياة والأنشطة الثورية ونعمق روح الوحدة الوطنية من خلال الزيارات. فكتبنا دراسة جدوى بالبرنامج وقدمناه لقناة سهيل. ولكن سهيل كانت منشغلة بتغطية الأحداث الساخنة تلك الأيام يمكن نسوا أو كيف.. حينها كان الإعلام الرسمي يهاجم الساحة ويشوه صورتها الرائعة البهية كانوا يكذبون على المشاهدين بأن في الخيام أسلحة و و وحتى تطاولوا على الأعراض للأسف الشديد حينها أنبني ضميري بأن أشرع في تصوير البرنامج فتواصلت مع الأستاذ عبدالرحمن النمر فأرسل المخرج ياسر الظاهري إلى عندي وأقنعني أن لا أقتصر على الخيام فقط وإنما يكون عام وبدون أي تكلف فجربنا تصوير حلقه وكانت بتوفيق الله سبحانه وتعالى رائعة فتناقشنا حول تغيير الاسم حتى أجمعنا على أسم كنوز الثورة. حققت شهرة واسعة من خلال برنامج عبده فشفش كيف كانت هذه التجربة الكوميدية الساخرة وكيف تلقيت ردود الناس؟ تقليدي لعبده الجندي ليس انتقاماً شخصياً أو استهزاء وإنما انتقام لدماء الشهداء وللعلم بأني لا أجيد تقليد صوت الجندي مثل تقليدي لأصوات أخرى أجيدها ولكن كانت فكرة مؤتمر للفشفش من قبل أحد الأصدقاء عندما كنا في جلسة مقيل وحينها أعجب بتقليدي لكثير من الشخصيات وقال يا أخي لو تعمل مؤتمر تقلد فيه الجندي ترد على أكاذيبه وشبهاته وشائعاته وأصر الجميع علي فقلت يا أحبائي والله ما أقدر أجيد صوته لكنهم قالوا ضروري تشاهد بعض مقاطع الفيديو من النت لبعض مؤتمرات الجندي. فتجاهلت الفكرة حتى شاهدت مؤتمر جديد للجندي أسرف بمبالغته في الكذب والاستهزاء فأنبني ضميري واتصل بي أكثر من شخص يلوموني ليش مابدأت في التنفيذ فاستعنت بالله وقلت يارب الحنجرة بيدك هل يرضيك أن يستهزأ بشهدائنا فصورنا حلقه تجربة فكانت أروع حلقة حسب تقييم الناس لأن القبول والإبداع بيد الله سبحانه وتعالى فإذا أخلص الشخص لله وفقه. البعض يعيب على برنامج كنوز الثورة أنه اقتصر على ساحة التغيير بصنعاء فقط فلم نره في تعز وعدن والحديدة وغيرها من المحافظات التي فيها ساحات ثورية. كان أحد أهداف البرنامج وقد كنا استعدينا للسفر في المحافظات ولكن بسبب الظروف الأمنية آنذاك وقد تم تصوير من تعز والحديدة بتقديم المبدعين نبيل السمح وصلاح الوافي لكن لم أتمكن أنا شخصياً. هل سيستمر برنامج عبده فشفش مستقبلاً؟ لا لأنه ليس انتقاماً شخصياً لا داعي للاستمرار لأنه لايستحق كونه لم يعد ناطقاً باسم الحكومة بصقه رسميته. هل ستستمر في التقديم البرامجي فقط يعني لن نراك في أعمال درامية؟ إن شاء الله سبحانه وتعالى سنستمر في إعداد وتقديم برامج هادفة وبأسلوب كوميدي لجذب المشاهد. أما العمل الدرامي فكل ميسر لما خلق له ولا أرغب أن أتشتت. ماهو سر تألق محمد الحاوري بهذا الشكل رغم عمره الإعلامي القصير؟ ذلك فضل الله ليبلوني أأشكر أم أكفر الوقوف مع الحق لأن الحق كبير والذي مع الحق يكبر كبر الحق نسأل الله أن يثبتنا على الحق وأن لا يستخدمنا ولا يستبدلنا لأن الشهرة نعمة ونقمة في نفس الوقت فإذا سخرت في مايرضي الله ويسعد الناس تكون نعمة. وإذا تغلغل الغرور وحس المشهور بأنه الوحيد القادر على ذلك الدور يكيله الله إلى نفسه فينزع القبول مهما كان إبداعه والذي يشكر يزيده من خزائنه وما أوسعها. قلت أنك ستعاود تصوير برنامج ريفي هل سنراك في برنامجك الريفي في تصوير أولى الحلقات في تعز؟ طبعاً قد تم تصوير 15 حلقة وهي جاهزة للبث وستبث في الخارطة البرامجية القادمة لقناة سهيل. والآن أنا بصدد النزول إلى المحافظات في برنامج جديد يهدف للتوافق والتسامح بين جميع أطياف الشعب وسنبدأ بتعز العز إن شاء الله. في برنامجك الريفي المشاهد أمام نكهة برنامج فرسان الميدان هل أنت متأثر بأسلوب فارس الإعلام اليمني يحيى علاو الإعلامي؟ كثيييير جداً. رحمة الله تغشاه لأنه صاحب هدف ومبدأ وفكر وقضية زرع حبه في قلوب الجميع وكان دوره في إظهار اليمن سياحياً أكثر بكثير من دور وزارة السياحة. هل أرهقتك بالأسئلة هل نتوقف؟ لا بالعكس أنا مستمتع بأسئلتك جداً وشاكراً لك. كيف تنظر إلى مستقبل اليمن والفن بدون علي صالح؟ لقد تنفسنا الصعداء منذ يوم 21 فبراير ولو أن هناك منغصات بسبب عدم هيكلة الجيش لكن لدينا تفاؤل كبير ولو بنفس طويل وبسياسة التدرج أما الفن فستفجر المواهب على اختلاف المذاهب. لأنه قد رحل السارق والناهب وسنذهل العالم بإبداعات اليمنيين إذا تهيأت ظروفهم المعيشية في عهد علي صالح كان الفنان والمبدع شغله الشاغل هو توفير لقمة العيش لذلك كيف سيفكر ويبدع. ورغم تلك الظروف إلا أن المبدع وضع النقاط على الحروف وشق طريقه بصعوبة فاعتبر المبدعين مجاهدين. ينتقد البعض قناة سهيل أنها قدمت من هم منتمين للإصلاح في برامجها ولذلك الشاب الثوري المبدع الملحن أو المخرج أو المسرحي أو الكوميدي أو المنشد الفنان عموماً كان خارج نطاق اهتمامات سهيل كيف ترد على ذلك ؟ أولاً : أنا لست موظفاً في قناة سهيل حتى أرد. ثانياً : أقول لكل مبدع أن لا ينتظر من يهتم به وإنما لازم يتحرك ويسعى حتى يخرج إبداعه لحيز الوجود أنا كنت أعاني ذهاباً وإياباً ومتابعة حتى يتم قبول الفكرة وكنت من يشكل بأنه تعب متابعة لكني كنت أقول له الإصرار والعزيمة وعدم الشعور بالهزيمة حتماً ستتوفق أيها المبدع وجرب اطرح فكرتك لأكثر من قناة وستنطلق لأن لكل قناة سياستها وصاحب المشروع ينطلق ولا ينتظر حتى يأتي إعلام الشعب الممول من أموال الشعب ينزل نزولاً ميدانياً يبحث عن مبدعي الوطن والصراحة قد بدأ الإعلام الرسمي في قنواته وصحفه وأنتم في صحيفة الجمهورية نموذج للإعلام الحر. الفنان الكوميدي محمد الأضرعي فتح مؤخراً حساب على الفيس بوك أختار صورتك معه كصورة شخصية لصفحته حدثني عن علاقتك به؟ الفنان الكبير الثائر محمد الأضرعي يعتبر أستاذي وخاصة في أسلوب تقديمي لبرنامج كنوز الثورة فكان واضحاً تأثري بأسلوبه وعلاقتي به تعمقت أكثر من أول يوم في الثورة إلى اليوم وهو رجل يحمل أفكاراً وإبداعات كثيرة تغطي قناة مخصصة لكوميديا الأضرعي وقد طرحت عليه الفكرة وإن شاء الله سترى النور قريباً. طموحنا لقناة إن شاء الله وقد تكون قناة أطفال مؤثرة . المقداد صاحب قناة طيور الجنة بايزعل منكم باتشلوا عليه جمهور اليمن؟ هههههه؟ يضحك كل واحد له جمهوره وألف قناة على كنف الإله. يعني بتكون قناة كوميدية خاصة بالطفل ؟ مجرد طموح مقترح لتحقيقه بتوفيق الله لأنه لا مستحيييل وفقكم الله هل لك كلمة أخيرة شرط أن تكون سجعاً مشكور أيها الشرعبي على ذوقك الأدبي في أمان الله وحفظه أخي محمد أمين وشكراً لحوارك الثمين.
