التنافس الشديد بين الفضائيات يصل في رمضان إلى ذروته، ومهمة استقطاب المشاهدين في هذا الشهر ليست سهلة البتة، فرؤوس الأموال وإدارة القنوات يسخرون ميزانية ضخمة وكل طاقتهم طوال العام من أجل ثلاثين مساء، حتى الجمهور ينتظر بفارغ الصبر الجديد الذي يشبع رغبته الجامحة بمشاهدة الكوميديا والمسلسل والمسابقات. من يديرون قنوات يعرفون أن المشاهد ليس غبيا وان انتقاله من قناة إلى أخرى بضغط الريموت بمثابة إطلاق رصاصة على القناة المملة. وعلى المستوى المحلي، تحاول القنوات الأهلية على محدوديتها أن تنافس لكسب نوع من التميز.. وفي هذا الحوار يتحدث مدير الإنتاج والبرامج في قناة سهيل عبدالرحمن النمر عن تجهيزات القناة لرمضان والمعوقات التي واجهتها إلى نصه:
حوار/ سفيان جبران • ماذا أعددتم لمشاهدي قناة سهيل في رمضان؟ - اخترنا أن نفاجئ مشاهدينا رغم الألم والجراح بتقديم ما يأنسون له ويتمنونه من برامج متنوعة بقوالب فنية متعددة تلبي احتياجاتهم في رمضان، عاهدنا أنفسنا ان نبذل كل جهدنا وما بوسعنا مستعينين بالله، وأنتجنا خارطة برامجية متنوعة وشيقة، سنقدم لمشاهدينا 15ساعة بث اصلي يوميا. • ما هي خارطة برامجكم في رمضان؟ برنامج «عاكس خط» وهو برنامج يومي مع الشاب محمد الربع، ويحمل طابع سياسي كوميدي ساخر ويشارك الربع في المشاهد التمثيلية كوكبة من شباب الثورة، وهذا البرنامج من إخراج الشاب خليل العامري. كذلك لدينا برنامج «مش معقول» للإعلامي الممثل عبدالكريم الشهاري والكوميدي توفيق الماخذي، والمبدع خالد زاهر، وبمشاركة عدد من شباب الثورة في مختلف المحافظات، هؤلاء سيقدمون دراما محلية سياسية هادفة. ويخرج هذا البرامج سلطان حاتم. وهناك برنامج «سباق المعرفة» للإعلامي محمد القاضي والذي جاب مع مخرجه محمد قحطان عدد من ساحات وميادين التغيير والحرية في مختلف المحافظات، وهذا البرنامج يحتوي على فقرات مسابقاتيه، وجوائز نقدية وفيه وقفات مع مبدعين من ساحات وميادين الحرية والتغيير، وفيه وثائقية محطات مع رواد التغيير في العصر الحديث، ونقدم في رمضان برنامج سياسي تحليلي من ساحة التغيير بصنعاء. كما يقدم الإعلامي الكبير علي صلاح أحمد برنامج «الحكمة يمانية» ويشاركه التقديم صالح الجبري والدكتور محمد المحجري. • هل هناك برامج متنوعة أخرى؟ نعم، سنستخرج في رمضان كنوزا جديدة من حياة الثوار في برنامج «كنوز الثورة» على مدار الشهر الكريم، وضمن برامجنا في رمضان «قناديل الفجر» وهو برنامج وثائقي عن شهداء الثورة اليمنية الشبابية السلمية، هذا البرنامج يحكي بطولات نادرة ومواقف التضحية لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ونالوا الشهادة. أضف إلى ذلك «تقويم الشهر الكريم» وهذا برنامج يرصد الأحداث التي وقعت في أيام رمضان كما دونتها كتب التاريخ وأقلام المؤرخين، ولدينا عدد من الفلاشات الرمضانية بإبداعات أطفال يمنيين أبدعوا لقناة سهيل فلاشات درامية رمضانية، بقوالب فنية مختلفة.
• وفي الجانب الشبابي الديني ؟ في رمضان برنامج «عرفت ربي» إعداد وتقديم المهندس شهاب العريقي. وبرنامج «من القلب» للدكتور نبيل اسكندر، وهو عبارة عن خواطر دعوية تلامس هموم الناس وتوثق علاقتهم بالله وتقوي عزائمهم ونبيل اسكندر من الشباب المتواجدين في ساحة التغيير من اللحظة الأولى. ولدينا في رمضان برنامج «قارئ اليمن 3» يقدمه المذيع خالد عليان وهو من اقدر المذيعين في قناة اليمن ومن أوائل الإعلاميين المنظمين للثورة تم إنتاج هذا البرنامج بالتعاون مع مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية. «مكارم الأخلاق» للشيخ الشاب صلاح باتيس، وهو أحد شباب الثورة في ساحة التغيير بحضرموت. وللمشاهدين في رمضان وقفات عملية وممتعة مع أجمل وأطرف المواقف التي اتسم فيها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، ويتحفنا فيها الداعية الدكتور عبد الرقيب عباد، وفي شهر رمضان يلتقي مشاهدي قناة سهيل كبار العلماء والدعاة في برنامج القوانين الإلهية، ويقدمه الخضر بن حليس، ولا ننسى هنا محمد راتب النابلسي في برنامج «عقل وقلب» وهو من البرامج الدينية المتميزة والذي ينتظرها جمهور سهيل لعلاقتهم بالدكتور النابلسي بأسلوبه الجميل. وعرضه المتميز أضف إلى ذلك خواطر دعوية لعدد من مشائخ اليمن في برنامج رسائل رمضانية، وومضات إيمانية لا يزيد وقته عن خمس دقائق، ويقدمه عدد من الدعاة، إلى جانب إرشادات رمضانية لعدد من الدعاة في ساحات الحرية والتغيير. • وماذا عن الدراما غير اليمنية؟ على مدار شهر رمضان سنشاهد دراما سورية تاريخية اجتماعية تعرض لأول مرة وهو مسلسل «راية الحق» وهو برنامج تاريخي إسلامي يعرض بطولات الأوائل الذين رسخوا قيم الحق والعدل والبناء، وستقدم شاشة سهيل «من نبع الحب» وهو عبارة عن دراما اجتماعية إنسانية إنتاج أردني، يعالج قضايا الشباب في مجالات مختلفة. • وماذا عن بقية الخارطة البرامجية؟ - خصصنا مساحة للجانب الخيري الإنساني، مثلا برنامج «دليل الخير» برنامج تنموي اجتماعي إنساني يعرض مجالات التنمية وأعمال البناء الإنساني والعطاء الخيري لأكبر معلم انساني وخيري في اليمن جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية. إلى جانب برنامج «سفير الخير» والذي يتجول فيه الإعلامي عبد الرحمن النهاري في ينابيع الخير المختلفة بعموم اليمن، يلتقي رموز العمل الإنساني ومؤسسي العمل الطوعي وما قدموه لليمن. • هل القناة قادرة على إشباع رغبات الجمهور في رمضان؟ - أعددنا أنفسنا لنكون عند مستوى رغبات الجمهور، لدينا دراما محلية سياسية اجتماعية ساخرة، ومسابقات وخواطر، وبرامج متنوعة أتوقع ان جمهورنا يقبل منا ما بذلناه، أتوقع النجاح الكبير لسهيل في رمضان. • لماذا؟ - برامجنا في رمضان جمعت الروح الثورية والسياسية الساخرة والاجتماعية البناءة والترفيه والحيوية. وستلبي رغبات الجمهور بقوالب فنية متعددة. • ما الذي ينتظره شباب الثورة من سهيل؟ - برامجنا من قلب الثورة، ومن أداء شباب الثورة، إن وفقنا في تلبية رغباتهم ذلك ما نريد، وان قصرنا نطلب العذر. • رمضان شهر التغيير، هل هذا شعار سهيل في رمضان؟ - لارتباط هذا الشعار بالثورة وهو مطلب الجماهير في ميادين التغيير.. وسهيل قناة الثورة بالإضافة إلى أن رمضان محطة مهمة للتغيير في مجالات مختلفة.
• الكثير شهد لقناة سهيل بالتميز في تغطيتها للثورة اليمنية؟ - مع انطلاق الثورة غيرنا خارطتنا البرامجية لتواكب الثورة وطوعنا برامجنا الثابتة لمتابعة الأحداث في الثورة اليمنية، واستحدثنا برامج جديدة من واقع الثورة وساحاتها وميادينها، أخذت الثورة جهدنا وتفكيرنا ووقتنا ونأمل أن نكون بإمكانياتنا البسيطة قدمنا لثورتنا ما يجب علينا، وتشرفنا بوسام الثوار بأننا قناة الثورة، ودفعنا ضريبة انتمائنا للثورة، تعرضت شركة سماء للإعلام الدولي الوكيل الحصري للقناة ومكتب سهيل في صنعاء للقصف والنهب والإحراق أعدموا كل ما لدينا، توقعوا إن القناة تعرض للنهب فريقها أصابهم الجبن والخور، لكننا فاجأناهم بعد 12 ساعة من توقف القناة بمعاودة البث وتميز الأداء وحسن العمل وبنفس الزخم الثوري، من قلب الأحداث رغم المعاناة وقلة الإمكانات.
• ننتقل الى محور الصعوبات التي واجهتكم أيام الثورة؟ - التحديات كثيرة أبرزها اننا نواجه حربا ضروس، القناة وطاقمها ابتداء من البث المباشر وفي تصاريح العمل، وفي الجانب المالي وما يمارسه النظام ليل نهار من أجل اسكات قناة سهيل واخفاء صوتها، فشل في ايقافها عبر المضايقات والخطف، والتهديد، والقتل المباشر والتحريض الدائم، حتى وصل به الامر الى نهب وسلب واحراق المكاتب. ونعمل الان من خيم الثوار، ولن نخضع الا لله. • العراقيل التي واجهتموها خلال انتاج برامج رمضان؟ - الترصد لطواقمنا ومنعها من ممارسة العمل في كثير من الاماكن، تمنينا ان يطوف طاقم سهيل اليمن لانتاج مواد من ادخل المدن والمديريات لكن الرقابة الإرهابية على الكاميرات والمعدين والمصورين والممثلين حالت دون تنفيذ برامجنا في حضرموت والمهرة ومأرب شبوة وأبين وغيرها، وانتاجنا لم يتعدى ساحة التغيير لكننا حرصنا على التميز مهما كانت الأسباب.
• كيف تنال القناة احترام المشاهدين؟ - فزنا بأكبر قدر من المشاهدين لأننا انتمينا الى الوطن وركزنا على قضية الشعب وسرنا بصف الثورة بصدق ومهنية ووضوح وشفافية، وصدق الكلمة والصورة والطرح الواضح والجريء، كسرنا الروتين فلم نمجد الأشخاص، نقلنا صوت المحكوم ليسمعه الحاكم لا العكس، أوصلنا اراء الناس، أي إعلام يمجد القائد والمسؤولين إعلام عفى عليه الزمن.
• هل لك ان تطلعنا على الميزانية التي رصدتموها لإعداد برامج رمضان؟ - نعمل بإرادة وتحدي رغم ان المال مهم في العمل التلفزيوني، فريق سهيل يحكم أدائهم الانتماء لهذا الوطن وإيمانهم بالرسالة التي يقومون بها.
• الإمكانات المادية هل كانت بالمستوى المطلوب؟ - لم تكن بالمستوى المطلوب لكن الارادة والعزيمة والإصرار والتحدي رأس مال كبير وحدة الفريق وإيمانهم بما يقومون به هو المال الحقيقي الذي يصنع الانجاز.
• على ماذا تعتمدون في مواردكم في قناة سهيل؟ - على الله ثم على فريقنا المنتمي لهذه المؤسسة، وجمهورنا الكريم الذي احببناه وبادلنا نفس الشعور، ولا ننسى مجلس إدارة القناة الذين يتعبدون الله بدعمهم لهذه القناة لا يبتغون جزاء ولا شكورا، وعلى رأسهم المناضل الثائر الشيخ حميد الأحمر، الذي يقدم الكثير لإنجاح هذه القناة.
• لماذا يعزف رؤوس الاموال في اليمن عن الترويج لتجارتهم على شاشة سهيل؟ - النظام في المرحلة السابقة فرض قيودا وهدد بشكل واضح وصريح كل من يعلن في قناة سهيل، ونتيجة لذلك الارهاب امتنع رؤوس الاموال عن الاعلان في سهيل، غير ان الواقع تغير والحال تبدل، والحرية عز وتمكين والنظام المستبد انتهى الى غير رجعة، والثورة ستأتي بواقع جديد يستطيع التاجر ان يختار وسيلته الإعلامية المفضلة دون خوف من أحد وفق نسب المشاهدة وقوة القناة التي ستصل بالمعلن الى اكبر شريحة من الجماهير. الايام القادمة اتوقع ان سهيل ستكون القناة الأولى للمعلن في اليمن.
• هل لازلتم تبثون من بريطانيا؟ - نعم.
• كيف يتم ارسال المواد؟ - وفق وسائط الكترونية متعددة تعتمد على الانترنت.
• انفردت سهيل بتغطية قمع القوات الحكومية في صنعاءوتعز، بنقلها المباشر لصور جثث الشهداء، والجرحى، بل أنها أصبحت مصدرا ثريا للصورة تنقل عنها كبريات القنوات العربية، وتسببت بتقديم أفرادا كثر من الحزب الحاكم والتحاقهم بالثورة.. لماذا توقف البث المباشر الفترة الأخيرة؟ - قصف مقر القناة وأحرق تماما، كذلك أحرق مكتب القناة في تعز حيث كان مجهزا كمكتب بديل جاهز للبث، بالإضافة إلى قطع الانترنت والتضييق المستمر علينا.
• هل سنشاهد بثا مباشرا لسهيل في القريب العاجل؟ - اعددنا انفسنا ان نبث مباشر، من اول أيام الشهر الكريم، سننقل صلاة التراويح مباشر من ساحة التغيير بصنعاء، إضافة الى برنامج حكمة يمانية يستضيف فيه الاعلامي علي صلاح احمد نخب سياسيه مع عدد من الاحرار والحرائر في ساحات الحرية ميادين التنغيير ونامل في نقل شعائر صلاة المغرب والعشاء من الساحة.
• أبرز الانتقادات التي تتلقونها كقائمين على قناة سهيل؟ - نرحب بالانتقادات الايجابية التي تسهم في إصلاح الأخطاء، ونستمع بشكل مستمر لملاحظات المشاهدين.
• كلمة أخيرة لمشاهدين سهيل عبر المصدر اونلاين؟ - نتمنى إرضاء المشاهدين، سنعمل بوتيرة عالية من أجل تلبية رغباتهم، وسنفتح قلوبنا للنقد ومستعدون للتغيير.
