أكد أمين عام اللجنة الوطنية لدعم تنفيذ المبادرة الخليجية، نبيل الخامري ، ان استمرار الخلافات السياسية والمكايدات الصغيرة سيكون لها نتائج كارثية، مهيبا بالرئيس هادي وحكومة الوفاق تحمل مسؤولياتهم التاريخية، والعمل على تهيئة الأجواء لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني. لماذا تأخر تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية ؟ - أعتقد أن انقسام الجيش يقف حجر عثرة أمام بدء تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية ، وهناك أطراف تسعى لعرقلة التسوية السياسية وتأزيم الوضع وجر البلاد إلى مربع العنف والاقتتال الأهلي. ونحن نرى انه يجب أولا تهيئة الأجواء المناسبة قبل الدخول في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، وينبغي البدء في مشروع هيكلة الجيش وإزالة عوامل التوتر السياسي بين طرفي حكومة الوفاق والتزام التهدئة الإعلامية. من هي الأطراف التي تسعى إلى إفشال تنفيذ المبادرة؟ - هناك أطراف سياسية وجماعات لها أهداف خاصة تريد عرقلة تنفيذ المبادرة ، لكن مسؤولية نجاح أو فشل المبادرة يتحملها الرئيس وحكومة الوفاق والدول الراعية للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية. وأنا أهيب بالرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق تحمل مسؤولياتهم التاريخية والعمل الصادق والمخلص على إزالة عوامل التوتر السياسي وتهيئة الأجواء لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني بمشاركة جميع الأطراف الفاعلة ودون استثناء أحد . وعلى رعاة المبادرة التدخل بقوة والضغط على الأطراف السياسية الالتزام المسؤول بتنفيذ المبادرة وآلياتها التنفيذية. استمرار الخلافات السياسية كيف يؤثر على نجاح التسوية السياسية؟ - الأحزاب السياسية تلعب بالنار ، واستمرار التوتر السياسي بين طرفي حكومة الوفاق قد يعيد الوضع إلى المربع الأول ، ونتائج اللعب بالنار واستمرار الصراعات والمكايدات الصغيرة ، ستكون كارثية على البلد الذي يعاني أزمات سياسية واقتصادية وإنسانية ، ويواجه مخاطر تمدد تنظيم القاعدة. هل تعتقد أن التوتر السياسي يثير المخاوف من حدوث فوضى وحرب أهلية؟ - تعاني اليمن من استمرار التوتر السياسي والعسكري ، وهناك انفلات أمني وانتشار مخيف للجماعات المسلحة، رغم ذلك لن يحدث اقتتال داخلي او حرب أهلية لأن الشعب الذي ثار على الظلم والفساد وسوء الإدارة، لن يسمح بجر البلاد إلى هاوية الحرب، لقد ساهمت الثورة في رفع وعي الناس بشكل يدعو للتفاؤل. اثق أن ما يجمع اليمنيين أكثر مما يفرقهم.وأنا متفائل بقدرة اليمنيين على مواجهة التحديات وتجاوز الصعوبات والانطلاق نحو اليمن الجديد الذي يقوم على أسس الشراكة والمواطنة المتساوية ويحقق تطلعات جميع أبناء الوطن. كيف تمارس لجنتكم مهامها في دعم تنفيذ المبادرة؟ - اللجنة تضم شخصيات وقيادات معروفة من جميع المحافظات اليمنية ومن أطياف سياسية مختلفة، وهي تقوم عبر أقسامها المختلفة بمتابعة مستوى تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ورصد جميع المعوقات، من جميع الأطراف. واللجنة أنشئت كمبادرة وطنية من منطلق الحرص المسؤول على إنجاح تنفيذ المبادرة التي جنبت بلدنا شبح الاقتتال الأهلي، وحققت أول أهداف الثورة في الانتقال السلمي للسلطة. هل هناك قنوات تواصل بين اللجنة والدول الراعية للمبادرة؟ - نعم ، هناك تواصل مستمر مع أمانة مجلس التعاون الخليجي ومع مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن. وأنا كنت على تواصل مع أمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، عقب التوترات الأخيرة، وأكد لي بأن نجاح المبادرة يعني نجاح مجلس التعاون في انقاذ اليمن وتجنيبه ويلات الحرب والاقتتال، ولذلك سيتم التعامل بحزم مع أي طرف يحاول عرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية. برأيكم ، كيف يمكن إنجاح مؤتمر الحوار الوطني؟ - الحوار الوطني يمثل فرصة تاريخية للانطلاق صوب اليمن الجديد من خلال إيجاد معالجات حقيقية لكل القضايا العالقة والملفات الشائكة. ونحن ندعو جميع الأطراف الفاعلة على الساحة اليمنية وبالأخص الحراك الجنوبي وجماعة الحوثي، إلى المشاركة ، لأن مقاطعة الحوار الوطني لا يخدم أحداً سوى الفوضى وتجار الأزمات والحروب الذين يريدون استمرار الانقسام في الشارع اليمني. وعلى الجميع الإدراك بأن الدعوة للحوار الوطني ستأتي من قيادة جديدة وفي عهد جديد ، فمن الإجحاف اصدار الاحكام على قيادة جديدة مسبقاً، وعلينا ان نجتمع حول ما يوحدنا ونبحث عن القاسم المشترك بين اليمنيين وهو التطلع إلى التغيير والعدالة والمواطنة المتساوية. هل تجد أن الرئيس هادي قادر على قيادة المرحلة الانتقالية بنجاح؟ - أنا متفائل بقدرة الرئيس هادي على تجاوز العراقيل وقيادة المرحلة الانتقالية بنجاح باعتباره قيادياً وسياسياً محنكاً يحظى بإجماع شعبي كبير، ومساندة إقليمية ودعم دولي، وهذه ميزة لم يحظ بها أي رئيس يمني من قبل وتساعده على اتخاذ جميع القرارات التي تصب في مصلحة اليمن واليمنيين. والشارع اليمني ينتظر من الرئيس هادي قرارات قوية وحاسمة تلبي تطلعات التغيير وتعيد الأمل للناس الذين دعموه وانتخبوه وهم مصدر شرعيته وقوته. وأعتقد أن على الرئيس هادي ان يستفيد من أخطاء الماضي ، وان يكون بجانبه كادر استشاري من ذوي الخبرة والذين يقدمون مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية ويجيدون تقديم النصح والمشورة بصدق وإخلاص ، لا المديح والنفاق. ونتمنى أن يكون الرئيس هادي في منصبه الجديد أن يكون عاملاً موحداً للشعب. ماهو تقييمك لأداء حكومة الوفاق حتى الآن؟ - حكومة الوفاق حتى الآن لازالت خطواتها بطيئة وقراراتها غير مقنعة، وعليها ان تدرك أنها أمام منعطف خطير ، وان مهمتها ليس تسيير الأعمال وإنما إنجاز الأعمال وتحقيق نتائج ايجابية ملموسة لدى الشارع اليمني. يجب مواجهة التحديات وإيجاد حلول عاجلة للمشكلات وعدم تأجيلها، لأن التساهل وتأجيل الأزمات وعدم إيجاد حلول جذرية لم يعد مقبولاً ، نحن أمام قنبلة موقوتة إذا لم ننزع فتيلها اليوم ستنفجر غداَ.