إنها المرة الأولى التي أدون فيها عبر هذه الإطلالة بعضاً من الذكريات الكروية لنجوم الزمن الجميل في كرة القدم وهي الإطلالة المخصصة لنجوم كرة القدم اليمنية.. أجل إنها المرة الأولى التي أشير فيها للاعب أجنبي احترف في بلادنا إنه النجم الاثيوبي الأسمر ومهاجم نادي الصقر القناص «يوردانوس أباي جيتاون» الذي قدِم إلى الحالمة تعز في مطلع العقد الأول من الألفية الحالية لينخرط في صفوف الصقر في الموسم الكروي 2002-2003م كمهاجم لايشق له غبار فقد استطاع المحترف الرائع يوردانوس أن يلفت الأنظار منذ الوهلة الأولى لانضمامه ضمن الكتيبة الصفراء ودون انتظار طويل بدت إمكاناته التهديفية واضحة للعيان في مجمل المواجهات التي خاضها مع الصقور ليشكل الرقم الأوحد والأصعب في صفوف الفريق وفي مقدمته الهجومية التي ظلت تشكو من ذلكم الفراغ الذي تركه المهاجم الأروع في المسيرة الصقراوية خالد محمد علي ليعيد القنّاص الاثيوبي ذكريات ذلك الزمن الجميل عبر أهدافه الرائعة في عديد المواجهات مع صقر الحالمة ومنذ احترافه في الصقر اعتبر اليوردانوس رحلة احترافه في بلادنا بديلاً لذلك الاحتراف الذي كان مقرراً له أن يكون في الأرجنتين بعد أن شارك مع منتخب بلاده الشاب في منافسات كأس العالم للشباب بالأرجنتين حينما تلقى عرضاً للاحتراف في أحد الأندية البلجيكية لكرة القدم إلا أنه آثر العودة إلى بلاده رافضاً ذلك العرض..ويوردانوس الذي سخر كل مهاراته وعطاءاته لناديه الصقر كان قد استهل حياته الكروية في أولى محطات عشقه الكروي مع «نادي جاركا جارج» في مدينة «دوداوه» أحد أندية الدرجة الممتازة في اثيوبيا ليحرز معه لقب الهداف برصيد 24 هدفاً وواصل يوردانوس عشقه النادر في هز الشباك ليحرز مع نفس الفريق في الموسم التالي اللقب ذاته برصيد 35 هدفاً+ ثمانية أهداف في بطولة الكأس وبعدها انتقل إلى صفوف نادي الكهرباء،واستمر معه مدة موسمين متتاليين أحرز خلالها لقب الهداف برصيد 25 هدفاً وأحرز فريقه البطولة في نفس الموسم وفي الموسم الثاني واصل يوردانوس عشقه التهديفي ليحرز اللقب مجدداً إلا أن فريقه لم يحتل سوى المركز الثالث بعدها مثل يوردانوس منتخب بلاده الاثيوبي في تصفيات المونديال الصغير(كأس العالم للناشئين) حيث ضمن المجموعة اثيوبيا- نيجيريا- تنزانيا- مالي وكانت تلك المشاركة الأولى ليوردانوس بمثابة الانطلاقة الأولى نحو النجومية العالمية،حيث سجل أول أهدافه أمام المنتخب النيجيري ومن ثم في مرمى المنتخب التنزاني ولم تتوقف عطاءات يوردانوس عند هذه المحطة بل واصل ألقه وحضوره ليلازمه الحظ مرة أخرى في ظهور عالمي آخر بعد أن حظي بشرف الانخراط ضمن صفوف المنتخب الشاب لكرة القدم وذلك بعد أن وصل منتخب بلاده إلى نهائيات الأرجنتين للشباب إلى جانب المنتخب المصري مع المجموعة التي ضمت إلى جانبيهما المنتخب الانغولي ولأن قرعة الحظ أوقعت منتخبه الاثيوبي إلى جانب الأكوادور- هولندا- كوستاريكا،فإن مغادرة البطولة كانت مبكرة ومن الدور الأول،لكنه هذه المرة عاد للاحتراف مع أحد أبرز الأندية في بلاده إنه نادي «البن» ولمن لايعرف نادي البن فهو الفريق الاثيوبي الذي أحرج النادي الأهلي المصري في تصفيات الأندية الأفريقية الأبطال حينما تعادل معه سلبياً خلال الأسبوع الماضي بوجود كوكبة من أبرز نجوم الكرة المصرية أمثال وائل جمعة وأبو تريكة والآخرين. وعموماً لم يخفت بريق اليوردانوس خلال محطته الاحترافية الجديدة مع نادي البن،حيث أحرز معه المركز الثالث وازداد بريقة روعة وبهاءً ليحرز اللقب المفضل لديه لقب الهداف وحينما استقر به المقام في العش الصقراوي الأصفر كثاني محترف من القرن الأفريقي يحط رحاله في الصقر بعد ابن جلدته الداهية أنور ياسين أصبح محط اهتمام المراقبين وعشق المحبين للفانلة الصفراء بل كان ومازال في كثير من المواجهات أكثر لاعبي الفريق تصديراً للخوف والقلق إلى نفوس المدافعين والحراس على حد سواء ليسهم مع فريقه في تحقيق الكثير من النجاحات كان أهمها إحراز لقب الهداف في دورينا المحلي وبرصيد 16 هدفاً بعد أن كان بعض المنافقين والمبعسسين قد أعدوا عدتهم لانتزاع اللقب منه وإلصاقه بالمهاجم الأهلاوي علي النونو..ويوردانوس الذي أحرز لقب الهداف مع الصقور تحدث عن المدربين الذين تعامل معهم بشيء من الإيجابية والاحترام إلا أنه ميز المدرب الوطني نبيل مكرم الذي أحرز في ظل قيادته للصقور لقب الهداف،حيث يقول عن بن مكرم:«إنه مدرب جيد ولديه مزايا واضحة يستطيع من خلالها التعامل مع اللاعبين بما يخدم الفريق» ويقول عن نبيل مكرم أيضاً: «إنه يدرك جيداً مايريده اللاعب وهذا مايمكنه من التعامل مع الجميع بوضوح تام» ويضيف قائلاً:«نبيل يخلص في عمله من كل قلبه ولذا فإن اللاعبين يتعاملون معه بكل صدق ويدعمونه قدر مايستطيعون»..ومن ضمن أجمل الأهداف التي أحرزها مع الصقور يقول يوردانوس كان أجملها أمام النادي الأهلي بصنعاء لأنه أكسب الفريق ثلاث نقاط ثمينة أهلته للمنافسة وفي لقاء الصقر أمام شباب البيضاء حينما تمنى ودعا الله أن يحرز هدفاً فتحقق له ماأراد،أما الهدف الآخر والأروع فهو ذلك الهدف الذي أوصل فريقه إلى منصة التتويج ففي كأس الوحدة بحضور الهائل شوقي أحمد هائل ويوردانوس كان دائماً يقول: أريد أن أرد لهذا الرجل شيئاً من الجميل نظير ذلكم الدعم اللامحدود لفريقه ولناديه،ويوردانوس الذي بات يعشق الصقر إلى أبعد الحدود يعشق افريقياً المنتخبين السنغالي والنيجيري،وأوروبياً يميل للمنتخب التركي،أما عالمياً فهو يذوب عشقاً بالمنتخب البرازيلي.
