حضرت حفل تخرج 31 مدربة ومدرب.. وهنا أتعمد تقديم المؤنث على المذكر لسبب بسيط هو أن المتدربات كن أكثر من المتدربين في البرنامج التدريبي النوعي الذي أقامه نادي الأسرة خلال الأسابيع الماضية وحمل شعار (بنحبك يا يمن)، حقيقة انتابني شعور فرائحي وأنا أدخل قاعة الاحتفال المتواضعة في نادي الأسرة وأصوات فرائحية تتردد من مكبر الصوت ، والأخوات المتدربات يعطين للمكان حيوية ونشاطاً بالأدوار المقسمة بينهن لإنجاح الحفل التكريمي . رأيت الفرحة في وجه زوجتي الغالية وهى تتباهى بوشاح كتب عليه اسمها ورقم الدفعة التي اشتركت فيها لأول مرة لتصبح مدربة إن شاء الله، الفرحة والبساطة في وجهها كانت وفي وجوه زميلاتها في هذه الدفعة التي لم تيأس من الظروف والتكاليف فساهم الكل في دفع قسط لإقامة الحفل البهيج، فمن على منصة وضعت في المقدمة، أو مؤخرة القاعة - المهم أن هناك منصة - اعتلى عليها أخوات رائعات كتبن خواطرهن وسطرن أحاسيس النهاية للأيام التدريبية التي استفاد فيها الكل من الكل، والكل قيم الكل ، والكل نصح الكل، فلم تكن هذه الدفعة مملة والدليل أن الحفل أزاح كآبة النهاية، وحل محلها الفرح والسرور فكان النسوة أكثر فرحاً باعتلاء منصة النجاح وتسلمهن لشهادات التخرج من البرنامج، وكم كان موقف تلك المرأة عظيماً وهى تخرج عقد الفل الذي ربما تكون قد ادخرت قيمته من مصروف بيتها أو من حسابها الخاص ووضعته على رقبة زوجها المتخرج مع كم المتخرجات، أكبرت فيها الموقف الرائع وبسببها شعرت بحرج كبير أني لم أقم بما قامت به تلك المرأة مع زوجها، وددت أن اسحب عقد الفل ذاك من عنقه وأهديه لزوجتي (كفى) التي رغم فرحتها بوجودي معها إلا إنني لم أفكر في أن أقدم لها مفاجأة تشعرها بعظمة الفرحة معها، وهى تشعر إنها تحقق ذاتها وتضع قدمها على أول سلم التعلم الحقيقي، فالتدريب ليس بحثاَ عن مال بقدر ما هو رسالة تؤدى وتخدم المجتمع ومجالاً يجبر المعلم والمدرب أن يعود للتعلم من جديد. عفواً أيها الأعزاء الرجال إني تناسيتكم في خواطري هذه، عفواً أيها المدربون القادمون على بساط الجدارة إن شاء الله ، إن كانت المساحة لكم هنا عدة سطور رغم إنكم كنتم رائعين، وأنتم تظهرون فرحتكم مع فرحة أخواتكم المتدربات إلا إن قوة وصبر المرأة وإقدامها على تخطي عقبات التخلف جعلني أشد رحال قلمي إليهن وأتركه يسطر شعور اللحظة وابتهاج الزمن القادم بقدوم حواء (الأم – الأخت – الزوجة – البنت – المربية) إلى عالم كان يظن (أبو شنب) إنه لا منافس له، وإنه لن يزحزحه أحد من موقعه كمدرب، لتخرج له المرأة من شرنقة الخوف وكهف القهر والظلم وتزيح عتمة الليل عن عقلها وقلبها لتقول له بكل أدب واحترام: لو سمحت افسح المجال لشقيقتك لتحمل معك هم البناء والتطوير والتنمية. حواء الرقيقة ستبقى رقيقة وهادئة وخجولة كما هي لكنها لن تترك حقها في الحياة ولن تترك الفرصة المتاحة لها لتقول للعالم إنه لم يعد هناك مفهوم (وراء كل رجل عظيم امرأة) بل صار التقاسم في المفاهيم حق مشروع لها فتلك المرأة التي وضعت عقد الفل على عنق زوجها فرحاً به كان هناك شخص آخر حمل وردة وقدمها لقريبة له فكان المشهد متقارب الوضوح في رسالته أن المرأة والرجل لم يعد يحكمهما (البهررة والغلظة في القول) بل تعدلت النظرة وصار الود والتفاهم والحب هو شعار المرحلة، فبدون تلك الشعارات سيكون التراجع وعدم التقدم في مهمة التدريب. من تلك الصور التي رسمتها نساء نادي الأسرة السعيدة تولد لدي شعور أن المرأة قادمة بكل فخر إلى عالم كان يسكنه ويسيطر عليه الرجل فقط، ولذلك وأنا أتصفح دبلوم (الإرشاد الزواجي) للنادي، وجدت أن الرجل نصيبه فيه مثل نصيب المرأة في التدريب، فلم يكن هناك تحججاً بأن سهم الرجل مضاعف كونه رجل يحمل عقل وفكر، بالعكس فقد صارت المرأة منافسه له تحمل أفكاراً وعقولاً يجمعها عقل وجوارح تفوق الرجل في كثير من المواقف.. هنيئاً لكن أيتها النساء عهدكن المجيد والجديد.