الأول من مايو هي المناسبة السنوية التي من خلالها يحظى العمال المبرزون, في كافة مرافق العمل والإنتاج والبناء والتنمية بالتكريم تقديراً لدورهم وجهودهم المتميزة خلال سنوات العطاء. لكن هناك من العمال من لا يخفي دور المحسوبية والمجاملة في عملية التكريم، ناهيكم عن غياب الأسس والمعايير في هذا المجال؛ فالذين يعملون بجد وصمت لا أحد يلتفت لهم كما قال لنا أحد العمال.“الجمهورية” شاركت العمال احتفالهم التكريمي والتقت بالعديد من العمال والذين عبروا عن آرائهم المختلفة بمناسبة الأول من مايو عيد العمال العالمي. مناسبة تقليدية في البداية تحدث الأخ. عبدالحميد الصوفي نائب مدير عام المؤسسة الاقتصادية قائلاً: إن الاحتفال بالأول من مايو عيد العمال العالمي هو احتفال تقليدي يمتاز به عمال العالم بصفة عامة وعمال اليمن بصفة خاصة ويعتبر يوما للتكريم، ولكن لايعني أن المكرمين هم فقط الذين صنعوا التنمية أو هم الوحيدون الذين يستحقون دون غيرهم التكريم، بل هناك عمال كثيرون لم يحالفهم حظ التكريم هذا العام. فالعمال هم أساس التنمية والركيزة الأساسية لبناء الأوطان؛ لذلك يجب أن ينالوا حقهم في الحياة الكريمة. أما الأخ. ناجي بن صالح القوسي عضو مجلس النواب فيقول: أنا من الناس الذين يحرصون على المشاركة في تكريم العمال في هذا اليوم العالمي؛ نظراً لدورهم الفاعل في عملية التنمية والذي ينعكس على تحقيق الرفاهية للمواطن اليمني.. فالتكريم اليوم هو حافز لتحقيق مزيد من العطاء وعرفان بالمجهود الذي قاموا به. أما الأخ. علي محمد درويش سائق نظافة في منطقة حدة أمانة العاصمة، فانتقد المحاباة والانتقائية في التكريم للعمال، معتبراً أن المجاملة هي سيدة الموقف ويقول في هذا الصدد: شكوك أنا لست من المكرمين غير أني شاهد على الانتقائية التي تمارسها الجهات في تكريم عمالها, فتلك الجهات لاتختار للتكريم إلا العاملين الأكثر مشاكسة واعتراضا على العمل أو من يتسببون في افتعال المشاكل لبعض المسؤولين الذين بيدهم رفع العمال المكرمين ويضيف بالقول: العمال الذين يعملون بجد وصمت لا يعرفونهم ولا يتم الالتفات لهم في مثل هذه المناسبة؛ إذ لاتوجد معايير محددة يتم خلالها اختيار العمال للتكريم ولا ينسى درويش أن يتهم النقابة المعنية لديهم بالتقصير في المطالبة بحقوقهم المشروعة كعمال نظافة، مثل توفير السكن، وتسهيل تلقي العلاج في المستشفيات الحكومية، والتي عادة ما تطالب برسوم مقابل الخدمات الطبية، وكذلك اعتماد بدل مخاطر. ويقول: هناك زملاء لنا توفوا أثناء العمل؛ ولأنهم عمال بالأجر اليومي ضاعت حقوقهم وأوقفت مرتباتهم بالرغم من سنوات الخدمة في هذا المجال. الأخ. قائد الحرازي موظف في البلدية بمنطقة بيت معياد يتفق مع ما طرحه درويش ويقول في هذا السياق: أنا أعمل بالأجر اليومي منذ عشرين عاماً وأتقاضى (25) ألف ريال لذلك أشعر بالحزن في هذا اليوم؛ لأنه يأني ولم أحصل على حقي في التثبيت ورفع مرتبي لتتحسن معيشتي.. وهكذا من عام إلى آخر دون جدوى. مطالب واقعية أما محمد صادق الورافي رئيس قسم عمليات النظافة بمنطقة السبعين يعمل أيضاً بالأجر اليومي، فقد طالب بمنح عمال النظافة التعويضات اللازمة والتأمين كبقية عمال اليمن, وسرعة التثبيت واعتماد بدل مخاطر لعمال النظافة. العامل علي أحمد الخدر، يؤكد بأن العامل أصبح غير قادر على توفير أبسط مقومات المعيشة له ولأسرته جراء انخفاض الدخل وارتفاع الأسعار ويطالب بتحسين الوضع المعيشي للعامل اليمني وتقديم الرعاية اللازمة له. فيما يضيف لنا عبدالله غالب قاسم سائق في المؤسسة المحلية للنقل البري وهو يتكرم في هذا اليوم فيقول: تغمرني الفرحة والسعادة في هذا اليوم، والذي أحصل على التكريم فيه وهو التكريم الأول في حياته العملية، معتبراً أن ذلك لفتة كريمة من الجهات المعنية تعزز في نفسه روح الإخلاص والتفاني في عمله وتشجعه على المزيد, وتحقيق النجاحات. شعار حقوقي هنا الأخت مايسة عبدالملك اليوسفي الإدارة القانونية بالمؤسسة العامة للتأمينات تقول: إن احتفال هذا العام بعيد العمال جاء تحت شعار”حماية الحقوق والحريات النقابية” وهو أهم المطالب بالنسبة لي؛ لأني نقابية تكمن مهمتي في الدفاع عن حقوق العاملين في مسؤوليتي. وتضيف قائلة: أشعر بالسعادة بهذا التكريم وأعتبر أن ذلك أكبر هدية تقدمها قيادة المؤسسة لي عرفاناً بخدماتي طوال(19) عاماً, وهذا يدفعني للقيام بعملي بكل إخلاص؛ لما فيه مصلحة العمال في المؤسسة العامة للتأمين. الأخ. سلطان علي مقبل مشرف خدمات الموارد البشرية بشركة الشرق الأوسط بتعز يقول: إن الفرحة والسعادة تغمره في هذا اليوم العالمي والذي يتكرم فيه كل العمال الذين بذلوا جهوداً في مرافقهم الإنتاجية.. وهو بالطبع أحد الذين شملهم التكريم بعيد الأول من مايو عيد العمال العالمي بهذا العام.