الحوار الوطني .. خيار استراتيجي مهم لإخراج الوطن من أزماته ومشاكله المختلفة وأهمية قصوى في تماسك المجتمع وتحقيق المصلحة العليا للوطن.. مناقشة جميع القضايا القاضي هزاع اليوسفي أمين عام مجلس القضاء الأعلى تحدث بالقول: الحوار مطلب شرعي في جميع الظروف ولاتنجح الحياة إلا بالحوار، والله سبحانه وتعالى أمر الناس جميعاً بالتفاهم والحوار ومن نتائج الحوار التعاضد والإخاء، ويجب أن يتم الحوار بطرح كل المشاكل المهمة لكي يخرج الناس بحلول لها، سواءً كان هذا الحوار على مستوى الأحزاب الموقعة على المبادرة الخليجية أو من لم يوقعوا عليها، وكذلك الشخصيات التي لها مطالب أو أفكار يمكن أن يستفيد منها الوطن، وتعالج مشاكلهم سواء كانوا في شمال الشمال أو في جنوباليمن أو في غيرها. لا شروط مسبقة ولا سقف للحوار وأضاف: لامخرج لنا من الأزمة التي نحن فيها إلا بالحوار، كما يجب أن لا نضع شروطاً قبل الحوار وألا نضع سقفاً لهذا الحوار، فيجب أن يكون الحوار شاملاً للجميع وأن يتحاور الجميع بشفافية وأن يكون هدف الحوار الخروج من هذه الأزمة التي نحن فيها ويكون أيضاً هدف الحوار بناء اليمن التي نريدها، وإزالة الأسباب التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه، وكذا أن يكون الهدف من الحوار إيجاد مجتمع متراحم ومتعاون. حوار لرسم سياسة مستقبلية واختتم القاضي هزاع اليوسفي بالقول: يجب تصحيح المسار لبناء دولة النظام والقانون، ويجب أن يكون الهدف من الحوار إيجاد دستور يراعي مصلحة اليمن أولاً، كما يجب قبل إقدامنا على الحوار أن نجرد أنفسنا من الأهواء الفردية وأن نوطّن أنفسنا على أن يكون لهذا الحوار ثمرة وألا يكون الحوار عبارة عن مجادلة بالباطل أو مجرد “صراع أفكار” بل يجب أن يكون حواراً بناءً ومثمراً ينتج عنه دستور للجمهورية اليمنية ينتج عنه رسم سياسة مستقبلية لوطن آمن مستقر يعيش فيه الناس سواسية تحت حكم عادل يضمن للناس حقوقهم وحرياتهم. تهيئة ظروف الحوار عبدالعزيز الحمزة الأمين العام للمجلس الثوري بمحافظة أبين من جانبه قال: نحن نعتبر تهيئة الظروف المناسبة للحوار مطلب بالغ الأهمية، فأنا لا أستطيع أن أتحاور وأنا من أبناء أبين وأضع تصورات لحوار وطني ناجح وأنا مطرود ونازح من أرضي، لا أستطيع أن أصل لبيتي أو أدخل مدينتي بسبب الظروف الاستثنائية التي تعيشها محافظة أبين.. لذا فأرى أن من الأولويات التي ينبغي أن تسبق موضوع الحوار الوطني هي تحقيق الأمن والاستقرار الحقيقي والفعلي.. وأنا كمواطن من أبناء عدن لا أستطيع الوصول إلى أبسط الأشياء، لأن هناك بلاطجة يقطعون الطريق أو متطرفين من هذا التيار أو ذاك يمارسون أعمالاً تخل بالأمن والاستقرار، فتحقيق الأمن والاستقرار الفعلي الحقيقي هو مطلب أساسي قبل أن ندخل في الحوار الوطني. إجراءات ضرورية وأضاف: أمر آخر وهو ضرورة التأكيد على أنه إذا لم يلمس المواطنون أو شباب الثورة بعض الإجراءات التي ستجعل من حكومة الوفاق الوطني ومن الرئيس هادي، يكون طرحهم مقبولاً فينبغي أن تكون هناك إجراءات ملموسة يلمسها المواطنون في بسط نفوذ الدولة على كل الأرض اليمنية.. وهذا لن يتحقق إلا في ضوء إعادة هيكلة الجيش والأمن على أسس وطنية ومنهجية بعيداً عن الولاء الحزبي أو العائلي، وأن تكون الأجهزة الأمنية تابعة لوزارة الداخلية والألوية والوحدات العسكرية تابعة لوزارة الدفاع. القضية الجنوبية وزاد الحمزة بالقول: وفيما يخص القضية الجنوبية فهي قضية مصيرية وجوهرية من القضايا السياسية في الساحة اليمنية، وينبغي ألا تضيق صدورنا بمخاطبة جميع التيارات التي تتحدث عن القضية الجنوبية حتى لو كان مخاطبة التيار المناوئ بالانفصال وفك الارتباط، ما لم سيكون هذا الحوار حواراً مبتوراً وستغدو الفئات التي لم تشارك فيه غير ملزمة بنتائج الحوار. الوحدة قدر ومصير وواصل حديثه بالقول: كما يجب ألا يحدد سقف للحوار، تعالوا تحاوروا تحت سقف الوحدة، نحن نؤمن بأن الوحدة قدر ومصير الشعب اليمني وأنه لا تراجع عنها، لكن ينبغي أثناء الطرح أن يكون هناك استيعاب تام لكل الفصائل والأطياف في الحراك الجنوبي وإشراكها في هذا الحوار. رؤية واضحة وقال: الأمر المهم والواضح ينبغي أن تكون هناك رؤية واضحة لجميع الفئات وليس فقط للنخب السياسية أو شركاء حكومة الوفاق، قد تكون الخطوط واضحة بالنسبة لهم في موضوع الحوار ومنهجيته ومراحله، الفئات التي ستشارك في الحوار، الممثلين وكم ستمثل كل فئة، وكل الأمور السابقة ينبغي أن تكون واضحة للجميع. مرجعية؟! واختتم الأمين العام للمجلس الثوري بمحافظة أبين بالقول: أن تكون هناك مرجعية ثابتة وياحبذا أن تكون هذه المرجعية منظمات دولية أو الأممالمتحدة، فليس معقولاً أن تكون المرجعية طرفاً سياسياً داخلياً فربما لا تقبل بحكومة الوفاق أن تكون هي المرجعية، وقد لا يقبل بالرئيس عبدربه منصور أن يكون هو المرجعية أيضاً! لغة الحوار المسار الأفضل الشيخ عقيل المقطري عضو هيئة علماء اليمن تحدث من جانبه بالقول: لغة الحوار هي المسار الأفضل لحل أية قضية أو معضلة ومن الحوارات المرتقبة التي يعول عليها كثيراً “الحوار الوطني” في بلدنا الحبيب، لكن نظراً لوجود قضايا كثيرة وشائكة لابد أن تكون هناك متطلبات وتهيئة وتوطئة لنجاح هذا الحوار. متطلبات لنجاح الحوار وأضاف: من وجهة نظري فإن من أول متطلبات نجاح الحوار الوطني وجوب هيكلة الجيش الذي يعد حامي هذا الوطن، ففي ظل بقاء الجيش منقسماً على نفسه ويقوده أفراد من المنتسبين لأسرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح ويتمسكون بوحدات من الجيش تم تسليحها كثيراً وبتقنية عالية وسخروها لحماية أنفسهم وحماية مصالحهم، وبالتالي وقبل بدء الحوار ولنجاحه يجب هيكلة الجيش حتى يكون تحت قيادة وطنية وتحت أمر واحد لا أوامر متعددة وشركاء متشاكسون، ويجب ضمن إطار الهيكلة أن يكون جيشاً تقنياً همه الوطن والمواطن لا مصلحة فرد أو حزب أو أسرة. الجيش والحوثيون وزاد: ولا يمكن أن ينجح الحوار ويستقر الأمن وتطمئن النفوس ما دام الجيش باقياً في مرحلة الانقسام على نفسه. القضية الثانية الحوثيون، فلا يمكن أن ينجح الحوار الوطني ما لم تخضع هذه الجماعة المسلحة الخارجة عن الدستور والنظام والقانون والتي تقتل الأبرياء وتخيف السبيل وتقلق الأمن وتعمل وفق أجندة الخارجية الإيرانية في زعزعة أمن واستقرار اليمن وبسط النفوذ الإيراني على اليمن ذي الموقع الاستراتيجي أرضاً وإنساناً، فما لم تلقِ هذه الجماعة أسلحتها وتسلم ما لديها من أسلحة ثقيلة ومتوسطة فلا يمكن أن ينجح الحوار بأي حال من الأحوال. قرارات تطمينية واسترسل المقطري بالقول: القضية الثالثة هي ضرورة إصدار الحكومة لقرارات تطمينية لإخواننا في المحافظات الجنوبية مفادها بأن الدولة سترد المظالم والحقوق وستحاسب وتعاقب من تسببوا والذين لايزالون مستولين على حقوق الناس، حتى يطمئن الناس على حقوقهم وأموالهم، إضافة لإقالة كل الفاسدين الذين كانوا سبباً في تكريه الناس بالوحدة. المشائح والأعيان وأضاف: ومن جملة الأمور الموطئة والممهدة للحوار الوطني ألا تستثني شريحة من شرائح المجتمع والفئات الفاعلة كمنظمات المجتمع المدني والمشائخ والأعيان والوجهاء والعلماء، فهؤلاء وراءهم أناس وهم من المؤثرين في الحياة السياسية والحياة العامة، ولابد من وجود تطمينات كثيرة تسبق هذا الحوار وهي متعلقة بهمّ المواطن وبالشأن العام. القضايا المهمة للناس وزاد: وقبل أن يتحدث الناس حول شكل الدولة ونظامها رئاسياً أم برلمانياً، لابد من الحديث حول القضايا التي تهم الناس وتقلقهم، كما أن سير الأمور بسرعة نحو مؤتمر وطني للحوار وعدم التروي وعدم الأخذ بالأسباب التي تؤدي للنجاح ربما تؤدي لفشل المؤتمر. الحوار مع القاعدة؟! وواصل بالقول: أتمنى كذلك أن يكون هناك إطلاق حوار لكل الفئات التي تقلق الأمن والسكينة، فليس هناك ما يمنع من الحوار معها إذا كانت ستلقي السلاح وعلى سبيل المثال من تبقى من تنظيم القاعدة، فإذا كانت أمريكا حاورت طالبان فتنظيم القاعدة في اليمن عدة أفراد خاصة في الأيام الأخيرة، حيث حدث لهم من التضييق ما حدث وأتوقع أنهم يقبلون الحوار! وربما يلقون السلاح، وإذا لم يلقوا فهذا شأنهم، لأن المقصود في النهاية كيف نسعى لاستتباب الأمن والاستقرار وأن يكون المواطنون جميعاً بُناة لهذا الوطن. التأني في البدء بالحوار واختتم عقيل المقطري حديثه بالقول: فنتمنى إن شاء الله تعالى أن يكون الأمر كذلك وأن يتم التأني قبل البدء في الحوار الوطني حتى لا ينتكس وبعد ذلك لا يعود الناس إليه مرة أخرى. معالجة الانفلات الأمني انتصار خميس الناشطة الحقوقية وعضو المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي اشترطت التمهيد للحوار الوطني وتهيئة أرضيته، وذلك بمعالجة الانفلات الأمني وإعادة هيكلة الجيش والأمن. وأضافت: ينبغي أن يكون الحوار الوطني شاملاً لمختلف الفئات الاجتماعية والفصائل والأحزاب السياسية ولمنظمات المجتمع المدني والشباب، وألا يتم إقصاء أية فئة أو فصيل أو حزب أو منظمة مجتمع مدني، حيث إن إقصاء أي مما ذكر سابقاً سيؤدي لنتائج سلبية وفشل المؤتمر. القضية الجنوبية وقضية صعدة وزادت بالقول: من ضمن القضايا الأساسية التي ينبغي أن تُبحث القضية الجنوبية وقضية صعدة بشفافية مطلقة، ففي الجنوب أصوات كثيرة، أصوات عقلانية وأصوات نشاز فإن تم تجاهل القضية الجنوبية فنخشى أن تطغى الأصوات النشاز على أصوات العقل ولا نصل إلى ما نصبو إليه. ضمانة دولية واختتمت خميس بالقول: كما ينبغي أن تكون هناك ضمانة دولية فيما يخص القضية الجنوبية لأننا تعودنا على محاورة أنفسنا وعدم الوصول إلى شيء. (20) مطلباً للحوار زبن الله المطري رئيس اللجنة التنسيقية لقوى الثورة السلمية “نصر” قال: هناك مطالب عديدة لإنجاح الحوار الوطني وقد عبّرت اللجنة التنظيمية عنها في مصفوفة المطالب العشرين، وأعتقد بأنه من الضرورة بمكان أن تهيأ الظروف والأجواء من خلال إزاحة مراكز القوى النافذة سواءً في القوات المسلحة أو حتى في السلطة السياسية للبلد، إضافة لتهيئة الحوار مع المليشيات المسلحة لنزع أسلحتها سواءً في شمال البلد أو في جنوبه، فلا أعتقد إمكانية حوار ناجح تحت ظلال البنادق. نوايا صادقة وأضاف المطري بالقول: فهذه مطالب رئيسية ينبغي أن تتوفر إضافة للنوايا والإرادة الصادقة، وأعتقد بأنه من المفيد أن تساعد القوى السياسية في الخروج برؤية قد تكون هي الحل والفيصل لكل التجاذبات التي تتجاذبها أطراف العملية السياسية. إقالة القيادات العسكرية المسببة للتوتر من جانبها قالت سماح ردمان نائب رئيس اللجنة التنسيقية لقوى الثورة السلمية “نصر”: هناك متطلبات عديدة لإنجاح الحوار الوطني، حيث لابد أن يشمل الحوار كل الأطراف مع عدم تغييب أي طرف أو تغليب طرف ما، وأن يكون الحوار شاملاً لجميع القضايا الوطنية وألا يتم انعقاد الحوار إلا بعد أن يتم سحب كل الأسلحة من كافة الأطراف الداخلة في الحوار والأهم إعادة هيكلة الجيش والأمن وإقالة جميع القيادات العسكرية المسببة للتوتر.