لكم اشتقنا بأن يكون الفن التشكيلي جزءاً من ضمير الحياة وجزءاً من نقوش الوسادة التي تغازل أعيننا عند الرقاد وفي لحظات الخلود لاستذكار أحوالنا وسويعات الحياة التي حملت مآسينا وبشائر أفراحنا ومحاكاة ليلنا القمري الراسم ملامح ما مضى وما سيأتي في مشوار الحياة وما تخفيه صدورنا من غبطة الأفراح والأتراح، لكن ما شدني وجعلني أنسى جزءاً من أحزاني تلك الألوان الجميلة التي تنثرها أنامل العقول الجميلة المسكونة بجمال الفكر وطيب وعطر السجايا لتصبح ريشة الفن رفيقتنا في الحياة وجزءاً من ضميرها، وتلكم الأعمال التي توقظ في ضمائرنا وأحاسيس خطانا نشوة الألوان التي تتداخل لترسم طيفاً جمالياً رائعاً من ألوان قوس قزح وألوانها الوليدة بعد مزجها من خلال تلك الأنامل التي أوقدت جذوة انتصار الفن في معركة الحياة والجهل، وبما نرى من صراعات تجعل الحياة ألوانا من الأحزان والآلام، ومن بين ركام تلك الأحزان التي خلفتها براثن السياسة انبرى الفن ليمتشق خطواته من بين الركام ليحمل إلى خلجات أرواحنا وبصائرنا ذائقة الجمال وعطر الكمال ، الحالمة تعز عروس اليمن وكما انتصرت للكلمة والقلم هاهي اليوم تحاكي اللون الفني وريشة الفن التشكيلي ليكون هو الآخر معركة تحدٍ وانتصار لذائقة الجمال الفكري والروحي ونرجسية العمل المبدع وبما أهداه فكر الدكتور العزيز/ مفيد اليوسفي صاحب مشروع تعز ألوان الحياة، ومن الطبيعي أن مثل هذه الأعمال التي تسحر عيون الناظر تحمل بشائر الأمل وإحياء ومناصرة دور التربية الفنية في مدارسنا واستعادة زمام المبادرة ورسم مفردات الحياة باللون الفني البديع، هذا المشروع الجمالي العملاق بدأت ملامح انتصاراته وبزوغ وجهه الفني التشكيلي ومحاكاة المشاعر والأرواح ليحل الفن بديلا عن دخان القذائف والرصاص في الحالمة تعز. وأقول لكم أيها الأخوة والأحبة الكرام:كما انتصرت الحالمة تعز في ميدان العلم والمعرفة فإننا نرى اليوم ملامح انتصار الفن التشكيلي يبزغ من هام قلعة القاهرة التاريخية وجبل صبر وأسوار مدارس تعز وطرقاتها، صاحب الفكرة الرائعة الدكتور اليوسفي اخبرني بأنه تم تقسيم مدينة تعز إلى مربعات فنية تابعة للمشروع التطوعي التربوي لطلاب المدارس بغية إحياء مادة التربية الفنية ونشاط الطلاب لإثراء الواقع وسلوك التجربة الفنية العملية التي تستهدف تحسين الذائقة الفنية المجتمعية بلغة الفن التشكيلي الراسم لمعالم الحياة وتبايناتها الطيفية المختلفة، وحتى اللحظة تم انجاز سور مدرسة الشعب بتعز وهو أصعب مربع حجري بطول 130متراً منها 30متراً لونت باللون الأبيض كمجس استشعاري لرصد وقياس مدى الذائقة المجتمعية والحزبية ورصد المخالفات ونسب التشويه من الأيادي التي أدمنت عبث الفكر التخريبي ورهانات تشويه الحياة،الداعم لمربع مدرسة الشعب من المشروع هو رجل الأعمال لطفي عبدالحميد نعمان المالك للشركة الوطنية للطلاء،فتحية اعتزاز وتقدير لإسهام هذا الرجل وتفاعله مع مشروع تعز ألوان الحياة، المرحلة الثانية من تعز ألوان الحياة تستهدف مربع جبل صبر بجدران طرقاته المختلفة، وسيتم عمل لوحات جداريه تتضمن استلهام وحي الحضارة اليمنية وكتابات شعرية باستخدام الخط العربي والحميري مع الأخذ في الاعتبار الإشارة إلى خصوصية مدينة تعز وتنوع مفردات الحياة فيها وبما سيترجمه هذا العمل الفني، وسيتم عمل لوحة تجسد النشيد الوطني كترجمة بصرية لواحدية اللحمة اليمنية ،وهنالك جداريات تشمل صورة المبدع (روائياً- وشاعراً- مفكراً) ولمحات عن أعمالهم والتعريف بهم وتلك الأعمال الفنية ستغازل ذائقة المارة وتنثر ألوان الجمال والحس الفكري وهبة الفن وبما يقدم من جماليات الأعمال التي تسكن الأرواح وتزرع الأمل في النفوس، وتلكم الأعمال الإبداعية ستزين ثغر عروس اليمن وهام كبريائه بنقوش ألوان الحياة وطيفها الأخاذ البديع ، تعز ألوان الحياة صرخة أمل توقظ في نفوس مسؤولي السلطة المحلية وسلطة الدولة ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ورئيس وزرائه مسؤولية تكريم الحالمة تعز والأمر بإنشاء كلية التربية الفنية والفنون الجميلة لتكون صرحاً فنياً على ثغر الحالمة تعز لتضاف إلى كليات جامعة تعز ، وذلك لتعزيز دور الفن وارتباطه في رسم معالم الجمال والحياة لنحيا سليمي العقول والذائقة ليساهم الفن هو الآخر في رقي مجتمعنا وحمل الريشة لتحاكي الوجدان والعقول وأداء رسالتها المجتمعية في الحياة. وأنا هنا أقف على عتبة باب محافظة الحالمة للإشادة بدور الأخ القدير محافظ المحافظة شوقي أحمد هائل سعيد وبما أسهم من مد يد العون لهذا المشروع التربوي الجمالي واستكمال ما تبقى من مراحل أهدافه ، وسيكون نواة عمل فني سلوكي بديع ينثر عبير جماله على كل مدننا اليمنية، وفي الأخير لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والاعتزاز لصاحب فكرة مشروع تعز ألوان الحياة الدكتور اليوسفي ومن يتعاون معه في إنجاح هذا العمل التربوي الإبداعي الجميل، ونتمنى توسيع هذا العمل الفني كنواة لمشروع وطني( اليمن ألوان الحياة وجمال الذائقة)، وحماك الله يا يمن، واليمن أغلى أيها الأصدقاء والأحبة الكرام.. تحية اعتزاز بأخي الدكتور اليوسفي وبطهر النقاء والجمال لأنامله وجمال روحه وفكره. تأملات فنية واعترافات المتهم بفكرة تعز ألوان الحياة!! أنا الدكتور مفيد نعمان اليوسفي المتهم الأول بممارسة التجميل والتلوين ..وصاحب فكرة ((تعز ألوان الحياة)) أكملت مع زملائي وأنجزت سور الشعب العظيم ..لا أنكر نبل الاخوة الأعزاء أولاد ((المرحوم ياسين المقطري)) وعلى رأسهم مصمم الشعار العزيز ((مأمون المقطري ..وشقيقاه مالك وصادق وأخوهم الأصغر غسان )) وكذا العزيز العم رضوان ...أكملت وأعلنت أننا أنجزنا مستطيل أبيض ناصع محاط بمساحات وأشكال لونية متباينة ..قصدت بذلك أن تكون المساحة البيضاء مجس استشعاري للذائقة المجتمعية والحزبية وقياس نسبة التشويه ورصد الأيادي التي تمتد بأذاها لانتقاص وتشويه الجمال الفني ..هي تعز اللون المستطيل الأبيض محاط بألوان..