فيلم أسوار خفية تفاصيل حياة التمييز والاضطهاد في مجتمع المهمشين أهلاً وسهلاً بك بعد فوز فيلمك أسوار خفية بالمركز الثاني بمهرجان الجزيرة الوثائقي بقطر بقيت في الدوحة كيف وجدت الدوحة ولماذا طال بقاؤك ؟ - الدوحة رائعة وأنا هنا لغرض دراسة دورة تدريبية في المونتاج التلفزيوني وإن شاء الله تشكل رافداً لتطوير قدراتي . على ماذا تقوم فكرة فيلم أسوار خفية الوثائقي؟ - بعد النجاح الكبير الذي حققته رواية طعم أسود رائحة سوداء للأديب اليمني علي المقري جاءت فكرة الفيلم الوثائقي اليمني أسوار خفية الذي يحكي في 25دقيقة وبتقنية تصوير HDV تفاصيل فئة من المجتمع تعاني وبشكل يومي صنوفاً من الاضطهاد والتمييز والعنف بسبب لون بشرتهم السوداء وتهميش المجتمع لهم والتي توارثتها الأجيال عبر مئات السنين في تاريخ اليمن . و«الأخدام» كلفظ متعارف عليه بالمجتمع أو المهمشين كلفظ سياسي تستخدمه منظمات المجتمع المدني تمثل التسميتان إحدى الفئات التي التقط الفيلم تفاصيل من حياتها من خلال لقائه بكاتب رواية طعم أسود رائحة سوداء ، للأديب اليمني علي المقري والذي كان له السبق في تسليط الضوء على معاناة هذه الفئة . تتمثل في معاناة الأخدام أو المهمشين من خلال حياتهم المعيشية حيث يرفض المجتمع المدني القبول بأن يسكنوا معه ويضطر المهمشون إلى السكن في أحياء من الصفيح خارج المدن والقرى . يبرز الفيلم معاناة تلك الفئة من خلال عملهم الذي يقتصر على مهن محتقرة في المجتمع كالنظافة وإصلاح المجاري في المدن ويرجع السبب في ذلك إلى لون بشرتهم السوداء كما يقول الأديب المقري والذي يمثل احد أهم مظاهر التمييز الطبقي في المجتمع اليمني . يصور الفيلم مظاهرة كبيرة خرجت في مدينة تعز للمطالبة بمحاكمة قتلة احد الشباب من الأخدام قتل على يد متنفذ في المدينة . ويقول المقري أن هؤلاء لايمكن أن يؤخذ القصاص من قتلتهم بسبب العادات المجتمعية. ويحشد الفيلم في نهايته وعلى لسان أفراد من تلك الفئة حلولاً يمكن أن تساعد في إعادة دمجهم وإنهاء مظاهر العنف التي تمارس ضدهم. من أنتج هذا الفيلم؟ - الفيلم قمت بتنفيذه بتمويل شخصي بشكل كامل والتصوير والإخراج/سمير النمري والمونتاج/كمال الهتاري ومساعد مصور/جمال النمري, محمد يوسف, ترجمة/رضية خيران- عمار القاضي ومدة الفيلم 25 دقيقة. ماهي الصعوبات التي واجهتك في إخراج هذا العمل إلى النور؟ - الصعوبات الكبيرة التي يواجهها المخرجون اليمنيون هي صعوبة التمويل. حدثنا عنك سمير النمري المخرج؟ - المخرج سمير النمري يعمل مصوراً ومونتيراً لمكتب الجزيرة في اليمن ومدرباً في التصوير والمونتاج التلفزيوني والاعلام الجديد وقد درب عدداً من الدورات في هذا المجال. درس المخرج سمير النمري البكالوريوس في الفنون التشكيلية في كلية الفنون الجميلة بجامعة الحديدة بالإضافة إلى دورات تخصصية في التصوير والمونتاج بمركز الجزيرة بقطر وقد عملت مصوراً ومخرجاً تلفزيونياً في قناة سهيل أثناء انطلاقتها قبل عدة سنوات. ماهي مقومات نجاح وفوز فيلمك«أسوار خفية» بمهرجان الجزيرة الوثائقي؟ - فاز لأنه يحمل قضية خطيرة تتعلق بالتمييز والتهميش لفئة من المجتمع لاذنب لها سوى أنها صنفت في أدنى السلم الطبقي وبسبب لونها الأسود. هل توقعت حصد فيلمك لمركز متقدم؟ - طبعاً الفيلم تم تنفيذه بطريقة إبداعية وتقنيات وتصوير ومونتاج عالية الجودة لكني لم أكن أتوقع الفوز لأنها المشاركة الأولى لي في مثل هكذا مهرجان. كيف كان شعورك وأنت تحقق بفيلمك«أسوار خفية» الفوز بين الكثير من المتقدمين؟ - شعوري رائع لأن الشعور بالفوز يكون عظيماً عندما يتحقق أنا عملت بتفان كبير لتنفيذ الفيلم وأعتقد أن الفوز أعطاني دفعة قوية إلى تنفيذ أفكار جديدة. ماهي الأفلام العربية التي كانت منافسة لفيلمك في هذا المهرجان؟ - الأفلام كثيرة من دول الخليج والعراق وكانت قوية من حيث الإنتاج والفكرة. على أي أساس يتم تقييم الفيلم الفائز؟ - طبعاً تقييم لجنة التحكيم يخضع لشروط يضعونها هم ولايمكننا التنبؤ بماهية تلك الشروط أو الإجراءات لكنني أعتقد أنها تعتمد بشكل كبير على مواصفات تتعلق بالمضمون والشكل على حد سواء. كيف مستقبل صناعة الأفلام الوثائقية في اليمن؟ - ثقافة التلفزيون للأسف تم احتكارها لعقود من الزمن لدى الجهات الحكومية وهو ماأثر سلباً على صناعة الصورة وخاصة الدرامية والوثائقية وأصبح المواطن اليمني متلقياً فقط ولايستطيع أن يساهم في صناعة الصورة ، وصناعة الأفلام في اليمن تبدو منعدمة إلا من بعض الأعمال الفردية التي كانت ثمرة جهود أشخاص عزموا النية على إحداث شيئاً من الإبداع.