دخلت أندية الدرجة الأولى المرحلة الحاسمة من البطولة بعد انتهاء الجولة العشرين من البطولة العشرين لكرة القدم.. وبدأت قلوب فرق القاع تضرب بقوة، وتضطرب فزعاً من الآتي، وخشيةً من الوقوع في كماشة الذيل التي تقود إلى السقوط في الدرك الأسفل من دوري الكبار، والاختفاء من خارطة أندية المحترفين، والإنضمام لفرق النكد والتعب في دوري الحرافيش وغُدرة الأضواء التي تنقطع أشعتها وتدوم وتحوم فقط حول أربعة عشر نادياً. الأسابيع الحرجة دخلت الأندية المحترفة الأسابيع الحرجة من رحلة قطار الدوري العشرين لكرة القدم، وقد تبدلت الأحوال لكل منها.. فساءت وتأزّمت الظروف في بعض قلاع الفرق العملاقة إدارياً ومالياً، وقادتها الأزمتان المالية – الإدارية إلى التشتت والتخبط، فتلخبطت أوراقها، وكثرت الصعوبات، وتناسخت حتى أربكت فرقها الكروية، مما نجم عنه خلل سيكولوجي في صفوفها وتراجع مستواها الفني، ووهنت قواها، فحملت الجولات السبع الماضية من دور الإياب لمنافسات الدوري الكروي أنباء كارثية على جماهيرها، التي كانت قد حلمت بالذهاب بعيداً في هذا الموسم إلى درجة أنها كانت تردد في مقابلها والقهاوي والمواقع الالكترونية والمنابر الصحفية والمدرجات في الملاعب أحلاماً جميلة، إلى درجة أن فريقاً – مازال ضيفاً على البطولة بعد غياب عقد من الزمان – رددت جماهيره أنه سيخطف اللقب، وإذا بها تجد الحلم يتبدِّد أمام عينيها، وأن فريقها الذي رشحته لنيل درع الدوري إذا به يناضل من أجل الحصول على نقاط تمكنها من الحياة سنةً أخرى في دوري المحترفين. دوري يمني هزيل لقد اختلفت الصورة العامة لترتيب الفرق الأربع عشرة في دور إياب البطولة العشرين لكرة القدم، بعدما تدخلت عوامل خاصة بأنديتها، وأخرى عوامل جلبتها لجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم.. فبرزت حقيقة تتمثل في أن هناك أموراً تتحكم بالدوري اليمني، وتفرز فرقاً ضعيفة جداً فنياً، وبالتالي يتخرج منها لاعبون متواضعون في أدائهم العام، حتى أن النجوم تأفل بعد أن كانت متألقة، ومتلألئة، وحطمت سجن وعزلة المحلية، وضيقها، وبرهنت على أنها استحقت الإشادة الخليجية والآسيوية، من أمثال المخضرم علي النونو، والفنان علاء الصاصي، والمايسترو أكرم الورافي الغائب نهائياً عن الأضواء، وحسين غازي المتأنق في خط الوسط وغيرهم.. فأين هؤلاء وأمثالهم؟! لقد ابتلعهم الدوري اليمني الهزيل لأن لجنة المسابقات في اتحاد القدم تشرف على هذه البطولة الأهم في بلادنا باعتبار عملها إسقاطاً للواجب،وليس سعياً للتطوير، والارتقاء بالرياضة، ولهذا كان من الطبيعي أن تكون النتائج المرتقبة لأقوى بطولة كروية في بلادنا، فيش على مافيش.. ولاغرابة أيضاً أن يظهر مرض الكساح وإخوانه على لاعبينا في المنتخبات الوطنية.. وأن يتقهقر منتخبنا الوطني في الترتيب العام العالمي الذي يطلقه (الفيفا) من المركز (148) إلى (159) وهو وسام على صدر اتحاد عام الكرة اليمني الذي أوصل الكرة اليمنية إلى هذا الترتيب الأسوأ. إن الدوري اليمني هزيل، رديء، ضعيفن خاوٍ، فاضٍ من مقومات البطولات التنافسية، ولايرتقي إلى مستوى أدنى دوريات شرق آسيا ولاجنوب شرق اسيا.. والتي تطورت وتجاوزت الدوري اليمني بمراحل.. لأنها إلتزمت باستراتجية، وخططت ودرست لإنتشال أوضاع الرياضة ونجحت لأنها أخلصت، وكان أعضاء لجانها من ذوي التخصص والكفاءات، وليسوا كما هو معمول عندنا.. هوشلية ومزاجية فرأينا نتائجها في (خليجي20) هزائم متلتلةن وأيام قهر للجماهير اليمنية، وكل الذي فعله اتحاد القدم هو دفن رأسه في التراب كالنعام، ثم عاود ممارسة مهامه في مبنى الاتحاد، وكأن شيئاً لم يحدث، فلم يقدم اعتذار للجماهير اليمنية عن مباريات الخزي والذل في ملعبي الوحدة بأبين، و22مايو بعدن. لجنة طيسي فيسي ومن علامات مزاجية الاتحاديين وتخبطهم أنهم يعملون ضد الأندية وباتجاه تحجيم وتقزيم الرياضة بصورة عامة، من خلال قراراتهم غير المدروسة العواقب، والجدوى.. فالعروبة والتلال يمثلان الكرة اليمنية في البطولتين الآسيوية ومع ذلك لم يقدم الاتحاديون لهما العون والمساندة المرتجاه، رغم علم لجنة المسابقات بأن الفريقين يحتاجان لتنظيم كل مبارياتهما التي تسبق خوض كل منهما مباراته آسيوياً.. إلاَّ أن الذي حصل هو التعامل غير الصحيح، وإصرار الذهنية(المذّحلة) في لجنة المسابقات على ممارسة الضغوط على الفريقين اليمنيين وإلزامهما بخوض مباريات الدوري اليمني قبل يومين فقط من مواجهة منافسيهما آسيوياً فكانت النتائج في صالح الأندية المنافسة للتلال والعروبة، والأخير كان يقدم أجمل مبارياته في أول ظهور آسيوي له، ولم يشفع له ذلك عند الاتحاديين بأن ترحَّل مباراته المحلية ليتمكن من ملاقاة أربيل العراقي، ولاعبوه غير مجهدين ومنهكين بدنياً.. لأن أعضاء لجنة المسابقات مع رئيسها يفكرون كيف يكملون مباريات الدوري بدون تأجيل، ويفكرون بعقلية ربحهم وخسارتهم الشخصية، ولايهتمون لمن يمثل الكرة اليمنية وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل للدور الثاني، فخسارة العروبة من أربيل العراقي بهدف بهدف كان وراءها تقاعس لجنة المسابقات عن أداء دورها في دعم فريق العروبة اليمني في مباراة مصيرية سيقوده الفوز بها إلى الدور الثاني لبطولة آسيوية ومن العجائب، أن لجنة المسابقات المتقلبة المضطربة قررت تأجيل المباراة بين وحدة عدن وأهلي تعز بناءً على طلب إدارة الوحدة التي تعذرت بعذر مشفر بينها وبين لجنة المسابقات، فتم قبول طلبها بترحيل مباراة أهلي تعز ووحدة عدن إلى أجل غير مسمى.. فاستجابت اللجنة إياها لإدارة الوحدة العدني فقط لأن مقدم الطلب من فئة (العيسي) فرئيس النادي عيسي، ورئيسي الاتحاد عيسي.. واللجنة طبعاً بينهما (طيسي فيسي) والأفدح من القرار أنها لم تعلم به سوى(عيسي وحدة عدن) وتعميم برسائل(s.m.s) كعادتها بعد مرور ساعات على موعد المباراة المقرر، ووصل التعميم إلى الصحافة قبل إدارة أهلي تعز كون فريقها الطرف المستضيف!! بركاتك ياشيخ أحمد!! دورينا هزيل..ولاعب منتخبنا الوطني الأول والأولمبي هزيل أيضاً لأن السياسة التي يتبعها اتحاد القدم هزيلة.. وتنتقل عدواها إلى مدربي المنتخبات الوطنية على شكل سياسة مضادة للتطوير والارتقاء بالدوري.. فالاتحاد يسحب لاعبي الأندية من فرقهم الكروية، ويضمهم إلى الأولمبي وإلى الشباب، وإلى المنتخب الأول فيعزلهم عن الدوري اليمني مبكراً، ويدخلهم في معسكرات داخلية أشبه باستراحة المحاربين تارةً، وأقرب إلى معسكرات المجندين ببرنامج يومي أكل، ركض، ونوم استيقاظ تارة أخرى فايتطورون، ولاهم يحزنون.. ولايستعدون ولايرتقون، ويمتنع المدربون عن منحهم الفرصة للإلتحاق بأنديتهم من أجل الإسهام معها في إحراز النتائج، وبخاصة في رحلة إياب الدوري التي تعد أهم المراحل الحاسمة لمصير الفرق الساعية للفوز باللقب، والراغبة في النجاة من الهبوط وتأمين بقائها في دوري المحترفين. وبهذا المنع يتحول اتحاد القدم والأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية إلى معاول هدم، وخصوم حقيقيين للأندية التي تفقد ملايين من الريالات تدفعها للاعبين محترفين ليلعبوا في المنتخبات، أو ينضموا إلى معسكراتها وتحرم الفرق من خدماتهم، فيستمرون مع المنتخبات بعيداً عن أنديتهم التي تلتزم بدفع مخصصاتهم المالية وحقوقهم مقابل لاشيء.. فمن الذي يخرب الأندية، ويحطم المسابقة الكروية، وينتج فرقاً ضعيفة في دوري هش؟! الجواب: إنه اتحاد القدم بسياسة لجنة المسابقات فيه التي تنهش في كيان الرياضة وتقوِّض أركانها، وتهدم بنيانها بقرارات تخرج من مجالس القات، واجتماعات الهاتف السيار، ومحاضر جاهزة التوقيع، وبركاتك ياشيخ أحمد أفرزت وصول الكرة اليمنية إلى المركز(159) عالمياً.. يعني أن الكرة اليمنية بفضل لجنة المسابقات تتطور (ريوس). أما الأمام فخط أحمر لاتستطيع تجاوزه افهام وأقزام لجنة المسابقات المترهلة فكراً والتي غالبية اجتماعاتها تقام على نمط(التعليم عن بُعد) ليس بالفيس بوك أو توتير، أو بنظام(الواير لس).. لا.. لا.. الخُبرة أصحاب الحل والعقد والخبرة بايعوا رئيس لجنة المسابقات مبايعة كاملة، وهو بدوره يمثلهم عند الكبير والمعلم ومهمة رئيس اللجنة وأعضائه، أنهم ينفذون لايسألون عن شيء وهم يسألون ويساءلون ، وأعظم مايقومون به في نهاية كل اجتماع بالتلفون، أن يؤكدوا آراءهم المتفقة مع الشيخ أحمد فيقولون: آمين. ويبصمون بالعشر، لأن كلمة العيسي وعشر عندهم سواء.. وبهذه الاستراتيجة الهزيلة، والحقيقة الكارثية تنظم البطولة الكروية، وبهذه العقليات المحنطة تدار الكرة اليمنية، ولن تتقدم كرة القدم في بلادنا قلامة أظفور أو قيد أنملة، ومن يقودها يعانون في ذهنيتهم الترهل والجمود، وأفكارهم لانتشال الكرة اليمنية من السيء تدفعها إلى الأسوأ، والمستقبل كارثي.. لست سوى راصد وتجرأت في مناقشة موضوع العقم في سياسة اتحاد القدم، وتعطيله الكرة اليمنية وتفريغها من محتواها لأنه يعمل بدون رؤية صحيحة.