تزينت محافظة حجة بثوب قشيب ممزوج بعبق ألوان تراثها السياحي والأثري في المعرض السياحي الأول الذي نظمه مكتب السياحة بالمحافظة ، حيث كشفت فيه عن جمالها وكنز موروثها السياحي ، وأبرزت من خلاله مفاتنها الرائعة ، معلنة عن زمن جديد مفعم بالخروج عن الصمت والستار الذي طالما غطى تلك المفاتن والجمال ، فمن ساحل رائع المنظر إلى قلاع عالية ومآثر شاهقة ، وصولاً إلى الشلالات والحمامات الساخنة والمناظر الخلابة المليئة بالخضرة التي تسر الناظرين. المعرض السياحي الأول لمحافظة حجة لم يبخل على زواره من تعريفهم بمقتنيات المحافظة من مخطوطات ومشغولات يدوية مازال الكثير منها يستخدم في عدد من المناطق، مع الأزياء الشعبية القديمة، كما لم يخل من نظرة تاريخية للأجيال لمركز المحافظة من خلال الصور التي أبرزت مراحل تطورها المعماري والتوسع السكاني، وقف أمامها الزوار يتذكرون الأيام الخوالي خاصة من كبار السن، فيما الشباب يتأملون في التطور الذي لمسته المدينة في شتى النواحي.. كل ذلك مثل إعجاباً لا مثيل له للزوار من النساء والرجال .. ضم المعرض (سبعة وستين) لوحة مصورة لأبرز المعالم التاريخية والمواقع الأثرية بالمديريات، والمخطوطات والنقوش والمقتنيات والأزياء الشعبية، بالإضافة إلى المشغولات اليدوية والأسلحة التقليدية، والخرائط والمجسمات.. (الجمهورية) وقفت مع بعض المنظمين للمعرض وقيادة مكتب السياحة وعدد من الزوار تستطلع آراءهم وانطباعاتهم وخرجت بالحصيلة التالية: نجاح يقود لما بعده بداية كان معنا مدير عام مكتب السياحة بحجة الأستاذ فهد القدمي، الذي قال بأنه لا يستطيع التعبير عما حققه المعرض من نجاح، حيث لاحظوا بأنه جذب الزوار إليه بصورة لم يكونوا يتوقعونها الأمر الذي يُعد مقياساً بسيطاً لإمكانية جذب السياح وتحريك السياحة الداخلية والخارجية للمواقع الأثرية والسياحية التي تضمها المحافظة، مشيراً أنه طيلة الأيام الماضية قد أدلى الكثير من الزوار بتسجيل انطباعاتهم الرائعة. مضيفاً بأن الأكاديميين والمهتمين من الزوار للمعرض سجلوا إصرارهم على استمرار عمل مثل هذه المعارض والمهرجانات الترويجية للسياحة بمحافظة حجة حتى يتم التعرف أكثر على محتويات كل معلم أثري أو منتجع سياحي على حدة في فعالية مستقلة، ونحن بدورنا نؤكد لهم بأننا في مكتب السياحة سنأخذ بتلك الملاحظات والمقترحات التي قدموها، بما يعمل على النهوض بهذا القطاع التنموي الواعد ولن يتأتى ذلك إلا بتكاتف الجهود بين الجميع والتنسيق مع مختلف الجهات ذات العلاقة. وأوضح القدمي بأن الفترة القادمة ستركز على استنهاض السياحة الداخلية التي تعد أساس استنهاض الساحة الخارجية، وقد وضع المكتب خطة في هذا المجال ورؤية واضحة لم يتم حالياً البدء في تنفيذها بصورة دقيقة نتيجة لعدة صعوبات نواجهها، ومن تلك الإشكالات ما يجري من أعمال بيع للأراضي المخصصة للاستثمار السياحي في سواحل ميدي بصورة عشوائية وكأن المسألة ملك شخصي، وهو ما نعتبره تصرفا في أملاك الدولة غير قانوني، لكن لا يعني أننا سنتوقف بل متابعتنا مستمرة، ونعمل حالياً على إعداد خارطة مشتركة لمختلف الجهات ذات العلاقة بالاستثمار السياحي للعمل سوياً بروح الفريق الواحد وبمساندة ودعم قيادة المحافظة. المعرض خطوة إيجابية سامح الوظاف “ من منظمي المعرض موظف بمكتب السياحة”، أوضح بأن المعرض لأول مرة يقام على مستوى المحافظة كل ذلك أملاً في أن نقدم الجديد في كل عام، وهو خطوة إيجابية من المكتب في إطار تعريف المواطنين بما تحويه المحافظة من معالم أثرية بارزة وجميلة، وقد حاولنا في المعرض أن نبرز التنوع الجغرافي الذي يعكس نفسه على الموروث الثقافي والشعبي، وفيما يتعلق بمستوى الإقبال على المعرض حقيقة تفاجأنا بمستوى وحجم الزوار إليه الذين لم نكن نتوقعهم، رغم أننا في البداية خاصة وأننا واجهنا صعوبة في إعداده كونه الخطوة الأولى ومع ذلك فقد حققنا شيئاً لابأس به. - فيما يعبر عبدالله فرحان “رئيس قسم التوعية بمكتب السياحة “ عن انطباعه الجيد لتفاعل الناس مع المعرض وكثرة زواره، وبحمدالله فقد كان الاعداد للمعرض جيدا من حيث التنسيق والمحتوى وكما يوضحه سجل الزوار من ارتياح كبير من المعرض، منوهاً إلى أن الهدف من المعرض أولاً الترويج للأماكن السياحية والأثرية بالمحافظة وفي مقدمتها ساحل ميدي والجزر التابعة للمديرية التي حباها الله مناظر خلابة وجميلة تضاهي بها سواحل الحديدة أو غيرها من المحافظات الساحلية، ونحن في المكتب وبالتنسيق مع السلطة المحلية نسعى حالياً إلى إنعاش هذه المناطق كخطوة أولية، ومن ثم الانطلاق إلى إقامة مهرجانات سياحية مختلفة في عدد من المديريات على اعتبار أن لدينا كنزا أثريا سياحيا كبيرا.. أظهر الوجه الحضاري للمحافظة - علي البعداني “ إعلامي ومصور تلفزيوني” يقول: وجدت في المعرض أشياء جميلة جداً تعكس الوجه الحضاري والتاريخي لمحافظة حجة، كما أنني حقيقة تفاجأت بما وجدت فيه من مكنوز أثري، المعرض أكد بما لا يدع مجال للشك كم هي مليئة بالجمال هذه المحافظة التي لاتزال بعيدة عن أنظار الكثيرين، نتمنى من المعرض أن يمثل خطوة جذابة نحو السياحة الداخلية أولاً وتعود بمردود إيجابي في هذا الاتجاه، وأعتبر هذا المعرض خطوة أولى على طريق الاهتمام بالمناطق الأثرية والسياحية التي تمتلكها المحافظة. وأشار “البعداني “ الذي هو من أبناء مديرية المفتاح بأن هناك من القلاع الجميلة والشاهقة التي تحويها المديرية غير ان الاهتمام بها مازال غائباً ومثلها في باقي المديريات الغنية بها وهو ما يتطلب – حسب قوله- مزيداً من الاهتمام خاصة وأن كثيرا من المعالم الأثرية بدأت بالاندثار، وهي دعوة نوجهها للسلطة المحلية ومكتب السياحة للنظر بعين الاعتبار لهذا الجانب المهم في العمل التنموي على اعتبار أن للسياحة علاقة بعدد من الجوانب الاقتصادية على المجتمعات المحلية في كل مديرية. قررن القيام بجولة سياحية - الأستاذة سبأ المنجدي “من مدرسة اللواء “ أكدت في مطلع حديثها بأن المعرض السياحي بالنسبة لها البوابة الأولى للتعرف على الكنز الأثري والسياحي الذي تمتلكه محافظة حجة، وقد خرجت منه بانطباع ممتاز لما احتواه من صور ومناظر مثيرة للإعجاب والإبهار، كما أن التنسيق الذي قام به المنظمون له كان رائعاً وعمل على إيصال الرسالة المطلوب أن توضح للناس، وهو ما يشير إلى نجاح المعرض والشكر لابد أن يقدم لمكتب السياحة، منوهة إلى أنها لم تكن تتوقع بأن المحافظة تحوي هذا الجمال والروعة من الساحل إلى الجبل والوادي والسهل، ولذا تقول “سبأ” بأنها قد قررت مع مجموعة من زميلاتها بزيارة عدد من المناطق التي قد حددناها خلال الإجازة الصيفية للتعرف على تلك المناطق عن قرب وقضاء أوقات ممتعة وسعيدة معها .. مناظر جميلة أذهلتني في الحقيقة أذهلني ما رأيته من مناظر جميلة وصور خلابة لم أكن أتوقع أنها في محافظتنا ، هكذا يعبر الأخ عبدالله يحيى مرشد عن انطباعه من المعرض السياحي، مسجلاً شكره للقائمين على إعداده، معتبراً المعرض نافذة للتعرف على طبيعة حجة ومحتوياتها لمن يريد، موضحاً بأنهم كانوا يجهلون هذه المعلومات عن المحافظة ولم يعرفوا أو يسمعوا عن تلك المناطق التي حوتها الصور الفوتوغرافية، وقد شد انتباهه ما لاحظه من قلاع وحصون جبلية مرتفعة هو الآن أكثر فضولاً للتعرف عليها عن قرب من خلال زيارتها ، متمنياً بأن يتم إنجاز المخطط الذي هو جزء من المعرض عن ساحل ميدي لتطويره ليكون سياحياً بصورة جيدة؛ كونه سيجعل منه قبلة للسياح ومنتجعاً لأيام الإجازات الصيفية الرائعة .. حاجات ما شفتها عمري إشراق بازرعة تقول بأنها اندهشت بالمعرض حقيقة خاصة وأنها رأت حاجات ما رأتها في حياتها، حيث الحصون الكبيرة التي لم تكن رأتها من قبل والأواني الأثرية وغيرها من محتويات المعرض المدهشة – حد قولها- الذي عكس لنا بأن محافظة حجة كبيرة وعملاقة بما تضمه في جنباتها من فنون ومآثر، بينما كانت تظن بأن هذه المحافظة صغيرة الحجم ولا يوجد لديها ما تتميز به ، مشيرة إلى أن المعرض قد عكس هذه النظرة لديها ولدى الكثيرين، متمنية بأن يكون المعرض انطلاقة نحو ثقافة سياحية أوسع. وتشاطرها الرأي الأخت شادية العزي التي عبرت عن مشاعر فياضة تجاه هذا المخزون الثقافي والفني والسياحي الذي تحويه المحافظة، والتي تدعونا لأن نقوم برحلات سياحية داخلية بدلاً من الذهاب لأي محافظة أخرى خاصة وأن لدينا ما يمكن ان يمتعنا جميعا، كما أشادت بالجهود التي قام بها مكتب السياحة في إعداد المعرض.