هذه خطة طبعا لحياة أفضل سمعت بها واذكرها دائما على مر السنين، وعندما أنسى هذه الحكمة فإنني أبذل ما في وسعي كي تكون عالقة بذهني فهي عبارة بسيطة لأبعد الحدود ولكنها مفيدة وغالبا ما نسقطها تماما من حسابنا وهذه اللحظة، كما يحويها هذا العنوان، تتضمن اتخاذ الخطوات الايجابية لحل المشكلات (مهما كانت صغيرة) بقصد تحسن الموقف بدلا من اللجوء إلى الشكوى من الأخطاء مما يعني أن تكون جزءا من الحل بدلا من أن تزيد الطين بلة، لقد اكتشفت إن العمل هو الوسط الأمثل لتطبيق ذلك الأمر. من السهل الوقوع في شرك تبديد الوقت والطاقة في تدوين الملاحظات والصياح بالشكوى من مساوئ العالم- الأحوال الجارية - الاقتصاد – السلبيين - التغييرات الصناعية - الجشع – البيروقراطية وغيرها الكثير وإذا كنا بصدد التحقق من امتلاء العالم بالمشاكل، فلا ينبغي أن نجهد أنفسنا لإثبات افتراضاتنا، ولو أمعنت النظر، ستلاحظ في أحيان كثيرة أن الإفضاء للآخرين عن المشاكل في العمل أو الإغراق في التفكير فيها يساعد على زيادة التوتر مما يزيد الأمر صعوبة في اتخاذ إجراء تجاه تلك المضايقات، وكلما ركزنا على المشكلة وناقشناها مع الآخرين فقد يقوي ذلك من الاعتقاد بأن الحياة تبعث على التوتر وإذا ركزنا أكثر من اللازم على مكامن الخطأ فسوف يذكرنا ذلك بمشاكل أخرى لا نوافق عليها أو نتمنى لو كانت خلاف ذلك مما يؤدي بنا في النهاية إلى الإحباط. من الأمور المهمة ملاحظة إنه في أحوال كثيرة، لا تستطيع مجرد إحداث فجوة في مشكلة ولكن في الحقيقة يمكنك تقليل مستوى توترك إذا فضلت (إضاءة شمعة) مما يعني ببساطة تقديم اقتراح أو اتخاذ خطوة إيجابية نحو التقليل من فاعلية مصدر التوتر والتأكيد القوي على حل أفضل بدلا من قول اللعنات غير المجدية. فمثلا إذا كانت مشكلتك في العمل هي تناولك أو الطعن من الخلف فبدلاً من أن تظل مكتئبا من جراء ذلك، فعليك بالبحث عن إحداث فجوة صغيرة في المشكلة لتنفذ منها إلى الحل ثم اجمع بعض أصدقائك واطرح القضية على الطاولة دون أن توجه اتهاما لأحد عليك بالتركيز على إسهامك معترفا باشتراكك في إطلاق الإشاعات مقرا بذنبك معاهدا بألا تعود إلى ذلك أبداً واطلب من الآخرين مشاركتك الرأي والمناقشة مظهراً حسن النوايا ودون أي تهديد أو وعيد، مركزا على المزايا الايجابية للإقلال من الإشاعات ونشر المودة بين الجميع ودون أن تلقي بالاً لما يثار حولك من إشاعات، ومع احتفاظك برباطة جأشك وهدوء أعصابك، وفي أحوال كثيرة فإن زملاءك سوف يقتنصون الفرصة لمشاركتك لأنك ببساطة قمت بالخطوة الأولى، وإن لم يفعلوا ذلك فقد خطوت خطوة نحو التقليل من تلك العادة الذميمة وفي كلتا الحالتين أنت صاحب المكسب، لقد قابلت إحدى الزميلات، وتعمل في إحدى الشركات وكانت متعاونة لأبعد الحدود لما تقوم به من دور هام ففي مجال عملها كانت سريعة الحركة، محبوبة من الجميع تتسم بروح الدعابة والصداقة وحسن الخلق، إلى جانب نشاطها في العمل، طبعا لم استطع مقاومة رغبتي المتواضعة في أن أسألها عن سر هذه الصفات الجميلة؟ فقالت لي: (لقد أمضيت سنوات كثيرة في جلب وخدع الزبائن بقولي: هذه ليست إرادتي، والحقيقة على الأقل طوال الوقت كنت اعلم الإجابة عن الأسئلة الموجهة، وفي معظم الحالات كانت أسئلة بناءة وكان كل فرد في القسم غاضبا مني غير مبالٍ بكلامي الرائع، فأصبحت هي متعاونة مع الناس وكانت تقول إنها لا تؤجل مطالبهم أو تجبرهم على الانتظار لقد تغير كل شيء تماما.لما تتميز به من موقع وظيفي رائق، ومعظم الناس أصبحوا يكنون لها كل الاحترام، كما إنها تشعر بالرضا عن نفسها، وفي الأخير قالت لي: لقد أصبح عملي متعة حقيقية اشعر بها لما أتميز فيه من صفات وأخلاق عالية تجاه كل الناس. بقايا حبر: هل رأيت كم هو سهل أن تضيء شمعة..؟!!