ربطت دراسة علمية يمنية - صدرت مؤخراً - بين أساليب التعامل مع الضغوط والأساليب المعرفية (التأملية والاندفاعية) والذكاء الوجداني لطلبة الجامعات. الدراسة التي نالت بموجبها الباحثة انتصار عبد السلام كرمان الدكتوراه من جامعة تعز عن أطروحتها (أساليب التعامل مع الضغوط وعلاقتها بكل من الأسلوب المعرفي (التأملي – الاندفاعي) والذكاء الوجداني لدى طلاب جامعة صنعاء)، أجريت على 600 طالب وطالبة (يمنيين) في جامعة صنعاء، ينتمون إلى التخصصات النظرية والعملية، وينتمون إلى كليات الآداب، والعلوم، والطب، والتربية، وقد تراوحت أعمارهم بين (16 - 33) عاما، وبلغ متوسط أعمارهم 22 عاماً تقريباً. ومن أبرز نتائج الدراسة أنه لا توجد فروق بين التأمليين والاندفاعيين في الدرجة الكلية للأساليب الإيجابية التكيفية للتعامل مع الضغوط، أو الأساليب المندرجة تحتها، وكذلك في بعض الأساليب السلبية غير التكيفية في التعامل مع الضغوط وهي: الانسحاب العقلي المعرفي، والتفكير الرغبي والتمني، والإلحاح (الاقتحام القهري)، ولوم الذات، والانطواء (الانعزال)، وطلب الدعم الاجتماعي الانفعالي، في حين وجدت الفروق لجانب الاندفاعيين في الأساليب السلبية غير التكيفية (الدرجة الكلية)، وبعض الأساليب المندرجة تحتها وهي: القبول (الاستسلام)، والانهماك في الذات والانغماس في القلق، واللامواجهة، والسلبية والبحث عن إثابات بديلة غير نافعة، والتنفيس الانفعالي، والعدوان، والعزل الخارجي. إلا إن هناك علاقة بين الذكاء الوجداني وجميع أساليب التعامل مع الضغوط باستثناء أسلوبين هما أسلوب البحث عن إثابات بديلة إيجابية، وأسلوب الدعابة وروح المرح، وقد كانت العلاقة إيجابية (طردية) مع الأساليب الإيجابية التكيفية في التعامل مع الضغوط، في حين كانت العلاقة سلبية (عكسية) مع الأساليب السلبية غير التكيفية في التعامل مع الضغوط، كما توجد علاقة دالة إحصائيا بين أبعاد الذكاء الوجداني وأساليب التعامل مع الضغوط، إلا أن طبيعة هذه العلاقة تختلف من بعد لآخر، حيث اتضح أن أعلى مكونات الذكاء الوجداني الرئيسية ارتباطا بأساليب التعامل مع الضغوط هي الحالة المزاجية (المزاج العام)، يلي ذلك كل من: القدرة على التوافق، وإدارة الضغوط، ثم الذكاء الشخصي، ويأتي في المرتبة الأخيرة الذكاء الاجتماعي (الذكاء الوجداني بين الأشخاص)، كما تبين أن أعلى مكونات الذكاء الوجداني الفرعية ارتباطا بأساليب التعامل مع الضغوط هي السعادة، والتفاؤل، وتحمل الضغوط، يلي ذلك مكونات: الوعي بالذات الانفعالية، وتقدير الذات، وتحقيق الذات، وحل المشكلة، وإدراك الواقع، والمرونة، والعلاقات الاجتماعية، ثم مكونات: ضبط الاندفاع، والمسؤولية الاجتماعية، والتوكيدية، والاعتماد على الذات (الاستقلالية)، ويأتي في المرتبة الأخيرة مكون التعاطف، ويعد أقل المكونات الفرعية ارتباطا بأساليب التعامل مع الضغوط (وهو أحد مكونات الذكاء الوجداني بين الأفراد). كما خرجت الدراسة بالعديد من النتائج التي تربط التعامل مع الضغوط والأساليب المعرفية وبين الذكاء الوجداني للطلبة الجامعيين.