سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الألعاب النارية..فرح ناقص ..و «فشخرة» زائدة ! تتعدد مآسي استخدامها ..الأسوأ أن تبقى "ضرورة" لا يكتمل "العُرس" إلا بها ..والأكثر سوءا أن تملأ الأسواق.. فيما أجهزة الضبط المعنية مازالت غائبة...
في لحظة ابتهاج عارم ..يطغى “الجنون الفرائحي” المنتشي بوصلات كرنفالية أكثرها ألقاً تلك الألعاب التي تضيء سماء الليل ..وفي لحظة”خطأ طائش” تتحول الأفراح إلى أحزان ..وفي واقعنا شواهد عدة تلخص تلك الفواجع انقسم الناس ..قلة فقط استنكروا ذلك بل وأسموه”فشخرة زائدة” وأمام تلك اللامبالاة التي ينتهجها كثيرون كان على الحكومة ممثلة بوزارة الداخلية أن تبادر للحد من هذه الظاهرة التي باتت “تقرح” في كل بيت ..وتؤرق الجميع... - المآسي التي تسببها الألعاب النارية خاصة في الأعراس جعلت البعض يعتبرها ظاهرة، وجهها جميل، ولكن فعلها قبيح وغير مرغوب فيها. وآخرون يفضلون بقاءها، ولكن تحت إشراف الجهات الأمنية وتوليها عملية إطلاقها في كل المناسبات بما فيها مناسبة الأعراس ..والأهم حسب هؤلاء أن مبادرة وزارة الداخلية بمراقبة الأعراس ومنع أصحابها من القيام ب”تقريح” الألعاب النارية لا يكفي معتبرين أن الأولى من ذلك منع بيعها في الأسواق والحد من دخولها إلى البلاد، تهريباً أو عبر تجار معروفين ..أو لماذا لا تتولى فرق متخصصة إجراءات إطلاقها وبتصاريح رسمية؟! تلويث البيئة - البداية كانت مع الأخ عيسى يحيى طاهر، والذي انتقد الألعاب النارية وفند مخاطرها ..بقوله: الألعاب النارية تمثل خطرا كبيرا على من يستخدمها فقد يؤدي خطأ استخدامها إلى إصابته بتشوهات وحروق جلدية أو إصابة الآخرين بحروق مختلفة، وبالإضافة إلى أن هذه الألعاب قد تسبب وبشكل مباشر إلى تلويث الهواء بالسموم الناتجة عن احتراق المواد الداخلة في صناعتها وتلويث البيئة بمحتوياتها... أما الأخ عبد الملك الجعشني ..تحدث هو الآخر بالقول: سوء استخدام الألعاب النارية حولت بعض مناسبات الأعراس إلى مناسبات نواح وعويل وأحزان؛ وذلك نتيجة حدوث إصابات جسيمة في بعض الأشخاص وهذا يذكرني بذلك المثل الشعبي القائل”بعد النفس الله يخارجك بس” ..فأنا لم أقل هذا المثل جزافاً - ففي العام الماضي وبالتحديد في منطقة الجعاشن كان هناك عرس بدأت فعالياته من مدينة مذيخرة، وحتى منطقة الجعاشن وحينها كان الشباب متحمسين لزفاف صديق لهم ولقد كان من ضمن هؤلاء الشباب شاب في الثامنة عشرة من عمره، والذي حينها بالغ هذا الشاب في شراء الألعاب النارية وبأحجام كبيرة وبأشكال مختلفة ومع خروج العروس وتوجهه إلى الجعاشن بدأ هذا الشاب بإطلاق الألعاب النارية وبشكل متتال، الطلقة تلو الأخرى، ولكن كانت الطلقة الثالثة حجمها كبير جداً وعندما قام هذا الشاب بإشعال فتيلها لا حظ بأن الفتيل لم يشتعل فحينها بدأ هذا الشاب بفحصها وتقليبها بين يديه وفجأة انفجرت، وكانت النتيجة مرعبة حيث بترت كفه اليمنى في الحال وأما كف يده اليسرى فقد ظلت معلقة إلى أن وصل إلى المستشفى، وهناك قرر الأطباء بترها وأصبح هذا الشاب بلا كفين. غير مرغوب فيها - المواطن عبد الرحمن حسن صالح، شارك بالقول: لست ضد استخدام الألعاب النارية في المناسبات الخاصة، ولكني ضد سوء استخدامها فمثلاً تجد بأن الدول الخليجية تكثر من استخدام الألعاب النارية وخاصة في المناسبات الوطنية، وغير الوطنية، ولكن استخدام شعبها لهذه الألعاب يقوم على قاعدة لا ضرر ولا ضرار وقاعدة الإطلاق من أجل الاستمتاع الضامن للأمن والسلامة والقائم على التخطيط والتحضير المسبق لإطلاق الألعاب النارية، وذلك بعد تحديد نقاط انطلاق تكون آمنة لكل من يشاهدها عن قرب أو عن بعد ويكون ذلك بإشراف من الجهات الأمنية والتي تحدد المسافة المطلوبة بين كل نقطة انطلاق، وأتمنى أن يطبق هذا الوضع أيضاً في اليمن فانعدامه سبب المآسي وقلب الأفراح إلى أحزان وجعل الكثير من الناس يرون استخدام الألعاب النارية ظاهرة قبيحة وغير مرغوب فيها. اللعبة لم تنته..! الألعاب النارية تدخل إلى البلد وبكميات كبيرة، عن طريق التهريب وبطرق غير شرعية ..هذا ما أكده لنا الأخ محمد عبدالله عثمان مدير عام مكتب الجمارك بمحافظة تعز...والذي أوضح بأن معالجة ظاهرة تهريب الألعاب النارية وبمختلف أنواعها لن تتم إلا إذا تم تحديد تكلفة قيمة أجور تهريب هذه المواد ووضع رسوم جمركية لها والسماح باستيرادها وبشكل قانوني وعبر التجار المرخص لهم ببيعها في المحلات التجارية وأن يتم استهلاك هذه الألعاب النارية فقط في الأعياد والمناسبات الخاصة وأن تقوم إدارة الأمن بمنح تصريح لكل من يريد استخدام الألعاب النارية في المناسبات وتحديد كمية ما يتم استهلاكه من هذه الألعاب. تهريب وضبط وأشار الأخ مدير جمارك تعز..إلى انه تم مؤخراً ضبط سيارة محملة بكمية كبيرة من الألعاب النارية...كما أن رجال اللواء 17مشاة والمرابطين في منطقة ذباب قد قاموا بضبط كميات من البضائع المهربة...وفي المقابل فإن لدى المكتب حالياً خطة جاهزة لمكافحة التهريب بمحافظة تعز وتتمثل في وضع عدة نقاط جمركية ورقابية في مناطق باب المندب وذباب وحجة والحديدة وأن من أبرز مهام هذه النقاط الجمركية هو رصد أي تحركات لعمليات التهريب وذلك بعد وضع حماية متكاملة لهذه النقاط الرقابية ومن قبل رجال الأمن والجيش..وأن تنفيذ هذه المهام من شأنها أن تساعد على تقليص عملية التهريب..كما أن المكتب وبموجب توجيهات الأخ رئيس مصلحة الضرائب قد بدأ بتفعيل مهام مكافحة ظاهرة التهريب ولكن ينقصه الأشياء المادية فالاعتماد المالي للمكتب ضئيل جداً ولا يكفي ليوم واحد ولكن المكتب لا يزال ينتظر الدعم الذي يبخل في تقديمه كل من الأخ محافظ محافظة تعز والأخ رئيس مصلحة الضرائب. التهريب بتعز وأضاف الأخ محمد عبدالله عثمان بأن ظاهرة التهريب الحاصلة في محافظة تعز تتمركز بداية من ساحل الخوخة حتى ساحل المخا وصولاً إلى ساحل ذباب (باب المندب) حيث تكثر في هذا الشريط الساحلي الممتد عمليات تهريب البضائع وبمختلف أنواعها...وكذا فإن من أولى خطوات مكافحة ظاهرة التهريب هي إقامة ندوات توعوية ودورات تدريبية لمنظمات المجتمع المدني والتجار ورجال الأمن والجيش؛ وذلك بغية تثقيفهم وتعريفهم بالمخاطر الصحية والاقتصادية والتي تسببها ظاهرة التهريب. بدأنا التحرك فعلاً.. العميد علي محمد السعيدي مدير أمن تعز: توجيهات الوزير جاءت واضحة وتهدف إلى معالجة قضية الألعاب النارية ! وزارة الداخلية من جانبها أدركت مدى فداحة حجم الأضرار الجسدية والنفسية التي يسببها سوء استخدام الألعاب النارية وخاصة في مناسبات الأعراس فأصدرت توجيهات إلى إدارات الأمن العام في مختلف المحافظات اليمنية، والتي تم التأكيد فيها على ضرورة معالجة قضية الألعاب النارية ودونما الخروج عن إطار مضامين هذه التوجيهات لمزيد من المعرفة التقينا الأخ العميد. علي محمد السعيدي مدير أمن محافظة تعز والذي تحدث لنا أولاً عن طبيعة المضامين التي احتوتها توجيهات معالي وزير الداخلية بشأن قضية الألعاب النارية.. حيث قال: إلزام وإخطار الحقيقة، أن توجيهات الأخ معالي وزير الداخلية بخصوص الألعاب النارية واستخدامها في مناسبات الأعراس.. قد جاءت في نفس الوقت الذي يتم فيه تنفيذ الخطة الأمنية والهادفة إلى معالجة الأوضاع الأمنية في المحافظة.. وكان ولابد من العمل على الحد من قضية الألعاب النارية، وإن خلاصة مضمون هذه التوجيهات هي أن يتم التوجيه إلى مدراء المديريات ومدراء أقسام الشرطة بضرورة العمل على تفعيل دور عقال الحارات وإلزامهم بالتعاون مع أقسام الشرطة ومديريات الأمن وإعطاء الإخطارات المسبقة لأصحاب مناسبات الأعراس وتعريفهم بحجم الأضرار المترتبة على الاستخدام المفرط والسيئ لطلقات الرصاص الحي، وكذلك الألعاب النارية، ولاسيما في منتصف الليالي ما يسببه هذا السلوك الخاطئ من إزعاج وإقلاق للسكان بمن فيهم المرضى والأطفال، وكبار السن فهذه هي الإجراءات التي اعتمدناها من خلال مديريات الأمن وأقسام الشرطة وعقال الحارات.. وفي نفس الوقت فإننا كنا نقول على الجانب الإعلامي بما يمتلكه من دور فاعل، توعية وتثقيف أفراد المجتمع.. سواحل مفتوحة ^^.. هناك من يرى بأن الجمركة والترسيم للأشياء التي يتم تهريبها إلى البلد ومن ضمنها الألعاب النارية هي الحل الوحيد لمعالجة قضايا التهريب وعلى رأسها قضية الألعاب النارية..؟ مشكلتنا هي أن معظم السواحل أضحت مفتوحة؛ ولذا فإننا نهيب بكل المعنيين في حماية السواحل اليمنية بأن يعطوا هذا الأمر جُل الاهتمام، وأن يبذلوا قصارى جهودهم للعمل على ضبط مثل هذه المواد وعدم السماح لها بالدخول إلى الوطن، كذلك نهيب بكافة الإخوة المواطنين بأن يكونوا عوناً وسنداً لرجال الأمن حيثما كانوا، وأن يعتبروا أنفسهم رجال أمن، وأن يستوعب كل مواطن ومواطنة مدى أهمية الأمن في حياة الناس. فقر التأهيل والتدريب ^^.. مكافحة التهريب وبشكل عام يحتاج إلى مزيد من التثقيف والتأهيل والتدريب إلا أن حراس الحدود فقراء جداً ودخلهم محدود ماتعليقكم على ذلك؟ نحن حالياً نمر في مرحلة استثنائية وتزدحم علينا المهام والتي تضطرنا للتعامل معها وبحسب أهميتها وأولوياتها، ولاشك أن زحام الأحداث المتتالية قد أثرت على ما يجب أن تعمله كل إدارة وفي أي مرفق خدمي بما فيها الإدارات الأمنية فهي أثرت تأثيرا كبيرا على الكثير من المجالات ومنها مجال تأهيل وتدريب الكوادر الأمنية.. ونتمنى أن نخرج من دائرة هذه المهام المزدحمة وننتقل إلى مهمة تأهيل وتدريب كوادرنا، وخاصة تلك الكوادر التي تعمل في حراسة الحدود ومكافحة ظاهرة التهريب.. علاقة مفترضة ^^.. ماطبيعة علاقة إدارة أمن تعز مع الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمعنية هي الأخرى في مكافحة ظاهرة التهريب؟ يفترض أن تكون العلاقة متينة مع مختلف الجهات المعنية بمكافحة ظاهرة التهريب، وأن يكون هناك تواصل مستمر وتعاون مثمر فيما بينها؛ كون ذلك سيكون له نتائج وانعكاسات إيجابية على صعيد الواقع.. وطبعاً نحن في هذا المجال مازلنا نبذل جهودا حثيثة على تحقيق المزيد من طيبات هذا التعاون الإيجابي.. ولازالت مستمرة ^^.. بعيداً عن قضيتنا، الألعاب ا لنارية والتهريب بشكل عام كيف تقيمون الحملة الأمنية بتعز لتجريد السلاح، منذ بدايتها وحتى الآن؟ الحملة الأمنية مازالت مستمرة والقوى المشاركة في تنفيذ الخطة الأمنية وتحقيق أهدافها مازالت هي الأخرى مستمرة.. ولقد حققت الحملة نتائج إيجابية وإن قد أصابها الفتور بعض الشيء في الأيام الأخيرة إلا أنه بعد ذلك تم استئناف تنشيط الحملة الأمنية من جديد..