الرعب يجتاح قيادات الحوثي.. وثلاث شخصيات بمناطق سيطرتها تتحول إلى كابوس للجماعة (الأسماء والصور)    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    باريس يسقط في وداعية مبابي    دموع "صنعاء القديمة"    فساد قضائي حوثي يهدد تعز وصراع مسلح يلوح في الأفق!    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    هل تُصبح الحوالات الخارجية "مكسبًا" للحوثيين على حساب المواطنين؟ قرار جديد يُثير الجدل!    "هل بصمتك ثمن معاملتك؟ بنك الكريمي يثير قلق العملاء باجراءات جديدة تعرض بياناتهم للانتهاك    تحرير وشيك وتضحيات جسام: أبطال العمالقة ودرع الوطن يُواصلون زحفهم نحو تحرير اليمن من براثن الحوثيين    عمران: مليشيا الحوثي وضعت الصحفيين في مرمى الاستهداف منذ اليوم الأول للانقلاب    كهرباء عدن تعلن عن انفراجة وشيكة في الخدمة المنهارة والغضب يتصاعد ضد بن مبارك    منصات التواصل الاجتماعي تشتعل غضباً بعد اغتيال "باتيس"    للتاريخ.. أسماء الدول التي امتنعت عن التصويت على انضمام فلسطين للأمم المتحدة    طبيب سعودي يتبرع بدمه لينقذ مريض يمني أثناء عملية جراحية (اسم الطبيب والتفاصيل)    بغياب بن الوزير: سرقة مارب لنفط شبوة ومجزرة كهرباء عدن والمكلا    استقالة مسؤول ثالث في الاحتلال الإسرائيلي.. والجيش يعلن عن اصابة نائب قائد كتيبة و50 آخرين خلال معارك في غزة    صبرا ال الحداد    استشهاد جندي من قوات درع الوطن خلال التصدي لهجوم حوثي شمالي لحج    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    عدن.. احتجاجات غاضبة تنديدا بانهيار خدمة الكهرباء لساعات طويلة    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    استئناف إضراب نقابة عمال شركة النفط بمحافظة شبوة    الأمم المتحدة تعلن فرار مئات الآلاف من رفح بعد أوامر إسرائيل بالتهجير    المبعوث الأممي يصل إلى عدن في إطار جولاته لإستئناف مفاوضات السلام مميز    بالصور.. قاعدة الدوري الأمريكي تفجر غضب ميسي    كوابيس كشفت جريمة مرعبة: فتاة صغيرة تنقذ نفسها من القتل على يد شقيقها والامن يلقي القبض على الاب قاتل ابنه!    مبابي يطارد بيريز في احتفالية الليجا    خبير اقتصادي: قرار مركزي عدن بنقل قرات بنوك صنعاء طوق نجاة لتلك البنوك    فشل ذريع لكريستيانو رونالدو السعودي.. كيف تناولت الصحف العالمية تتويج الهلال؟    "أطباء بلا حدود" تنقل خدماتها الطبية للأمهات والأطفال إلى مستشفى المخا العام بتعز مميز    إب .. وفاة أربع طفلات غرقا في حاجز مائي    بمشاركة «كاك بنك» انطلاق الملتقى الأول للموارد البشرية والتدريب في العاصمة عدن    مراكز ومدارس التشيّع الحوثية.. الخطر الذي يتربص باليمنيين    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    التوظيف الاعلامي.. النفط نموذجا!!    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    مصرع وإصابة 20 مسلحا حوثيا بكمين مسلح شرقي تعز    لو كان معه رجال!    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    عاصفة مدريدية تُطيح بغرناطة وتُظهر علو كعب "الملكي".    بلباو يخطف تعادلًا قاتلًا من اوساسونا    إطلاق سراح عشرات الصيادين اليمنيين كانوا معتقلين في إريتريا    أطفال غزة يتساءلون: ألا نستحق العيش بسلام؟    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    اليمن يرحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يدعم عضوية فلسطين بالأمم المتحدة مميز    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    هل الموت في شهر ذي القعدة من حسن الخاتمة؟.. أسراره وفضله    اكلة يمنية تحقق ربح 18 ألف ريال سعودي في اليوم الواحد    في رثاء الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني    بسمة ربانية تغادرنا    بسبب والده.. محمد عادل إمام يوجه رسالة للسعودية    عندما يغدر الملوك    قارورة البيرة اولاً    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحوار مع الشباب.. بعيداً عن المحاصصة الحزبية
سياسيون وأكاديميون وشباب ل (الجمهورية):
نشر في الجمهورية يوم 27 - 06 - 2012

منذ منتصف الشهر الجاري واللجنة الوزارية المكلفة بالتواصل مع شباب الساحات تبذل جهودا كبيرة للوصول إلى آلية مناسبة لتمثيل الشباب في اللجنة التحضيرية للإعداد لمؤتمر الحوار الوطني.. غير أن نظام التقاسم الذي يتم اتباعه عادة في معالجة المشكلات منذ عام 90م وحتى اليوم هو المشكلة ذاتها التي تعيق عمل اللجنة الوزارية المكلفة بالتواصل مع الشباب.. الجمهورية استطلعت آراء عدد من الأكاديميين والسياسيين والشباب حول عمل لجنة التواصل وخرجت بالحصيلة التالية.
آلية النظام السابق
البداية كانت مع الدكتور عبدالوهاب الروحاني عضو مجلس الشورى والذي قال: حقيقة يتضح لنا من خلال تحركات “لجنة التواصل “ وأيضاً اللجنة الوزارية المكلفة بالتواصل مع الشباب أنهما يعانيان أمرين أساسيين هما: أولا نقص في المعلومات عن الجهات المطلوب التواصل معها سواء كانت أحزابا أو منظمات مجتمع مدني أو كيانات شبابية.ثانيا عدم امتلاكهما لخارطة طريق توضح مسار التوجه نحو الحوار الوطني؛ ولذلك نجد أن تحركات لجنة التواصل لاتزال محكومة بآلية النظام السابق في التعامل مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني المحسوبة عليها، التي تقوم على المحاصصة أو التقاسم على طرفين اثنين هما: (المؤتمر الشعبي وأحزاب المشترك)، وإغفال بقية القوى والمنظمات المدنية غير المحسوبة على هذين الطرفين.
وهذه هي المشكلة نفسها التي تعانيها اللجنة الوزارية المكلفة بالتواصل مع الأحزاب والشباب، فمن يتم التحاور معهم أو بالأصح اللقاء معهم حتى الآن، ليست الكيانات الشبابية التي لها رؤية مستقلة عن الأحزاب المتواجدة في الساحات، وإنما هي تلتقي بالشباب الممثلين لهذه الأحزاب في الساحات، وتغفل بعلم أو بدون علم شباب الساحات المستقلين، والذين يمثلون كيانات وقوى خارج المؤتمر واللقاء المشترك، فالمطلوب إذاً من “رئيس وأعضاء لجنة التواصل”، و “اللجنة الوزارية” عدم إغفال قضيتين أساسيتين: الأولى أنهما يمثلان مرحلة جديدة، هي معنية بالتحضير والتهيئة لحوار وطني شامل، وليس لحوار بين طرفين متقاسمين للسلطة.
الثانية أن تهميش وإقصاء القوى السياسية والشبابية والمرأة ومنظمات المجتمع المدني خارج فريقي السلطة من الحوار الوطني، لن يفضي إلى حوار وطني جاد، وإنما يعيد إنتاج المشكلة اليمنية، وسيفاقم من أزماتها.
استبعاد من أساء للثورة
أما السفير عبدالوهاب طواف فقال من جانبه: لابد من التواصل مع جميع المكونات الشبابية الثورية والشرح لهم بشفافية مطلقة عن وضع البلد الحالي وفوائد الحوار.
ومن ثم إقناعهم بالمشاركة بأشخاص مؤهلين لتمثيلهم. كما نأمل استبعاد أي شخص أساء للشباب وثورتهم السلمية من الحضور أو المشاركة مع الشباب. ويجب على الأحزاب التعامل بشفافية مطلقة مع الشباب في كل مراحل الحوار وترك أساليب الإقصاء المنظم الذي تفننوا فيه في السابق.كما ندعو الشباب للمشاركة الفاعلة في الحوار وترك التمترس وراء أجندات الآخرين سواء كانوا أحزاباً أو طوائف أو مناطق أو غيرها وتجريم أصحاب الأجندات الخارجية لتكون نتائج الحوار يمنية ولصالح اليمن.
تحديد منهجية الحوار
أيضا التقينا بالدكتور علي أحمد الديلمي الوزير المفوض بوزارة الخارجية، والذي أكد بأن المطلوب من اللجنة الوزارية هو تحديد منهجية الحوار مع الشباب التي من شأنها أن تعطي ثمارها في تعميق المشروع الوطني ككل باعتبار أن الحوار معهم سيضيف بعدا جديدا للحوار الوطني برؤية شبابية تنظر للغد بشكل يختلف ربما كليا عن نظرة الأحزاب والسياسيين له..وتبقى ثقافة الحوار مهمة خاصة مع الشباب ليس فقط مع منهم ممثلين للأحزاب السياسية فقط ولكن مع من منهم في المؤسسات التعليمية وفي كافة المؤسسات الشبابية، بما فيها النوادي الرياضية التي عليها مسئولية كبيرة في ربط الشباب بالكثير من البرامج وعدم التركيز فقط على الجانب السياسي، بل علي مشروع وطني متكامل يتضمن جميع الجوانب.
وقال: إن الفجوة بين هؤلاء الشباب وبين الكثير من المؤسسات الحزبية والرسمية المعنية بهم أساسا خلقت فجوة بين الكثير من البرامج وهؤلاء الشباب، وهناك شواهد واقعية كثيرة تكشف تلك الفجوة، مثل أنشطة الشباب ومايتعلق بالشباب وأيضا المنظومة التعليمية على وجه العموم نلاحظ أنها لا تشبع نهم واحتياج هؤلاء الشباب، بل تعتبر فقيرة قياسا لسرعة التغير الثقافي عند شبابنا ورغبته في التفاعل مع معطيات العصر بعقل متأصل في دينه ومستوعب لمعطيات العصر..إن تعزيز ثقافة الحوار داخل المجتمع يعتبر منهجا حضاريا يرتقي بالمجتمع ويخلق حالة عالية من التجانس بين كافة شرائح المجتمع ومن شأنه أن يقلص مسافات الاختلاف بين النسيج الاجتماعي باختلاف مكوناته الثقافية..
الحوار مع هؤلاء الشباب من الأهمية بمكان لتقارب الرؤى بين الأجيال وأيضا لاستيعاب احتياجاتهم ككل في الخطط الإستراتيجية الوطنية وخاصة فيما يرتبط بالمشاريع الشبابية، شبابنا يشعر بكبت ويريد أن يُسمع له ويريد أن يعبر عن نفسه والأبواب موصدة وأتمنى ألا ينفجر صمتهم ويؤذي الجميع؛ ولهذا يجب أن يكون الحوار مع الشباب قائما على عدد من الأهداف، أهمها التأكيد على الأهداف التي تحقق طموح الشباب في بناء اليمن الجديد يمن النظام والقانون ودولة المؤسسات وحماية الحريات العامة والخاصة وتقوية ركائز الدولة المدنية من خلال فتح باب الحوار الذي يعد أحد دعائم الدولة المدنية؛ لذلك يجب علينا الاستماع لجميع وجهات النظر والجلوس على طاولة واحدة.
إن الحوار الوطني فرصة تاريخية لليمنيين من أجل بلورة عقد اجتماعي جديد, وخصوصاً الشباب وهو مفتوح لجميع الأطراف التي تؤمن بالديمقراطية والحوار وتنبذ العنف وتقبل المساهمة في صنع اليمن الجديد بشكل سلمي. كما أن العملية السياسية لن تكون ناجحة إلا بمشاركة جميع الأطراف مع ضرورة أن يكون صوت الشباب موجوداً وواضحاً ومساهماً في العملية السياسية, ويجب أن يؤكد الشباب فكرة الحوار الوطني الذي سيعالج قضايا ذات طابع وطني، ومن أهمها القضية الجنوبية, وكذلك النظر في قضية صعدة ومعالجة هذه القضايا، كما يجب على الشباب التأكيد على أهمية التحول الدستوري ومراجعة الدستور والتركيز على قضية النظام السياسي ومسألة هيكلة الدولة،”ويجب التأكيد على الديمقراطية والحكم الرشيد ودولة القانون. وهذا لن يتم إلا إذا كان مع اللجنة الوزارية خطة عمل متكاملة لإشراك الشباب في الحوار من خلال وسائل مختلفة، ورش عمل، ندوات لقاءات عامة وخاصة، مقابلات إعلامية، عدم استبعاد أحد والمستقبل هو قبول الكل بالحوار.. أسلوب الجميع لأجل يمن الجميع.
الشباب مستقبل اليمن
الأستاذ خالد الوزير وزير النقل السابق قال أيضا: لاشك أن جميع الناس ومنهم الأحزاب لايمكن أن يتفقوا جميعاً إلا على ثوابت وأسس يتفق عليها الغالبية؛ لأن إرضاء الناس غاية لا تدرك؛ لذلك من المهم أخذ رأي الشباب بعين الاعتبار فهم من ضحى واستشهد وهم مستقبل اليمن؛ لذلك أعتقد أن المطلوب من الجميع بناء ثقة حقيقية على أسس سليمة وواقعية تتفق مع الطموح والإمكانيات المتاحة والوقت الزمني لإعادة بناء الوطن كدولة مدنية حديثة، فإذا اتفق الجميع على ذلك فإن الشباب حسب اعتقادي سيدخلون في الحوار مع أهمية توحيد صوت الشباب مالم لن ينجحوا، وهذه المرحلة الحرجة في بلدنا تتطلب من الجميع بذل الجهود لصالح الوطن لاغير وتقديم التنازلات باسم الوطن حتى تستقر الأوضاع ويستتب الأمن لتدور عجلة الاقتصاد.
خلط الأوراق
ريدان محمد عبدالملك المتوكل: الحوار مع الشباب أكذوبة كبرى ... هم إما شباب الأحزاب .. طبعا والأحزاب قد دخلت العملية التوافقية والحوار؛ لذلك كل ما عليهم هو أن كل حزب يأخذ شبابه ويتحاور معه، وإما أن يكونوا شباب الحوثيين وطالما الحوثيون وافقوا ورحبوا بالحوار فيتحاوروا مع شبابهم ويبقى الشباب المستقل وهؤلاء هم قلة لن يأخذ الحوار معهم يومين ... الكل يستخدم ورقة الحوار مع الشباب لخلط الأوراق.
إعادة إنتاج السابق
كذلك تحدث الدكتور عبدالسلام الكبسي رئيس بيت الشعر اليمني حول هذا الجانب قائلا: لا يمكن الحوار مع الشباب, شباب الثورة بمعزل عن الحراك, وعن الحوثيين، ولا يمكن الحوار معهم تحت سقف آخر سوى سقف الثورة, ولا يمكن الحوار معهم على أساس رفعهم من الساحات, الثورة مازالت مستمرة, ووجودهم, من المفترض أن يكون عاملا, وحافزاً للتغيير بالانصراف إلى ترتيب بيتنا السياسي اليمني على أساس من السنتين المتاحتين لما بعدهما, إن كان ثمة بعد سياسي على الصورة التي نطمح, لا بما قد رأينا, فقد أعاد, ويعيد الوفاق إنتاج الدائرة نفسها للنظام السابق بالمحاصصة, والتقاسم, والكولسة بعيداً عن معايير الكفاءة والسن والأفضلية.. هذا زمن جيل الثورة, وينبغي أن ينصرف المعمرون إلى كتابة مذكراتهم الشخصية, وترك المقاعد لجيل الثورة. لقد توقف كل شيء تقريباً باليمن, وأرى أن الوفاق يدفع بالشباب نحو الحوثية, ونحو الحراكية, وهو شرف عظيم أن يكون اليوم الشباب ممانعين, ضمن مشروع ثقافي كبير يقول بكرامة كل اليمنيين, وحريتهم؛ ذلك لأن الحرية, لا تتجزأ, والثورة, لاتراوح بين موت بموت, بل بالحياة.. في هذا السياق أدعو إلى أن يخطو المعنيون بالحوار, خطوة إلى الأمام بترك الحوار, فالشباب اليوم يدرسون الوقائع في ضوء الواقع الجديد, لهم ولليمن الممانع بامتياز على وجه القصد.
مازال بعيداً
الكاتب الصحفي أحمد الزرقة قال: التكتم على الحوار ومكان عقده وتوزيع دعوات خاصة للمشاركة في اللقاءات مع الشباب دليل واضح على أن الحوار كقيمة إنسانية أصيلة مرادفة للحرية مازالت بعيدة عن وعي وسلوك الأطراف السياسية والحزبية.. في البلد حوارات الفنادق لاتنتج حلولاً ولا مشاركة فعالة .. من تاج سبأ إلى الموفنبيك وأخيراً إلى فندق البستان المملوك في قلب المنطقة الخضراء .. الحوار مع الساحات إما أن يتم في الساحات ووفق مطالبها وإلا فلا أحد معني به .. وفي العلن وليس في صالات التسوية المغلقة...
استحقاق تاريخي
أما الكاتب على حاجز قال من جانبه بأن الحوار الوطني هو استحقاق تاريخي لا مناص عنه و لا مهرب من المشاركة فيه؛ لذلك من المهم قبل الدخول في الحوار تمهيد الأرضية التي ستستوعب جميع التناقضات و التباينات داخل المشهد .. كما ينبغي التنبه إلى أن ثمة فرقا جوهريا بين الحوار تحت سقف المبادرة الضيق الذي يستظل تحته طرفان نافذان فقط وبين الحوار تحت سقف واسع هو سقف الثورة الشبابية السلمية التي هي مظلة الجميع و تتسع للجميع؛ وعليه فإن على لجنة التواصل مع الشباب أن تراعي هذه الجزئية الهامة و تتنبه إلى حساسية هذا الفرق وتأثيره المباشر على مدى نجاحها في إقناع الشباب للمشاركة في الحوار..
شباب الساحات ليسوا فصيلاً واحداً و لايحق لأي طرف يمتلك فصيلاً أو فصائل داخل الساحة أن يتخذ قرارا باسم الساحات و باسم شباب الساحات مهما كان حجمه أو دوره أو نفوذه على الساحة .. هذا إذا كان هناك نية حقيقية لإشراك شباب الساحات في الحوار .. على اللجنة الوزارية المكلفة بمحاورة الشباب أن تتعامل مع الساحات بشكل منفصل عن اعتبارات الأحزاب الممثلة في الساحات؛ لأن ذلك يخلق استفزازا مباشرا للشباب الذين لا ينتمون إلى الأحزاب .. كما يتوجب على اللجنة و على الأحزاب التعاطي مع الشباب بكونهم يمثلون الثورة والمطالب الثورية لا بكونهم أدوات ضغط تستخدم للمزايدة و الابتزاز و لا بكونهم جماهير لأحزاب و لأطراف ممثلة في الحوار .. . لعل الجزئية الأصعب في مسألة إشراك الشباب في الحوار هو عدم قدرة الحوار على استيعاب الشباب و مطالبهم الثورية سيما وأن الحوار سيكون مبنيا على أساس التسوية وتحت سقف المبادرة الخليجية التي لا تتفق مع المطالب الثورية وأهمها رفض الوصاية الداخلية و الخارجية على البلد و إعادة هيكلة الجيش و إخراجه من بين فكي التقاسمات والأهم من ذلك كله الاعتراف بالثورة كحدث وطني و تاريخي جوهري تترتب عليه استحقاقات كثيرة و تنطلق منه آفاق الحوار و يتكئ عليه منطق التفاوض.. هذا ما يفترض أن تعيه الأطراف المتحاورة و اللجنة.. و في حال لم يتم الاعتراف بالثورة ولا الانطلاق منها في الحوار فمن الصعب أن تنجح المساعي في إقناع الشباب للمشاركة في الحوار..
المشكلة التي تدور حولها الأطراف كلها ولا تستطيع مقاربتها هي الاعتراف بالثورة؛ نظراً لوجود المبادرة التي هي عبارة عن تسوية بين طرف يفترض أنه في صف الثورة وطرف لا يعترف بالثورة و لا يمكن أن يعترف .. و هذا يلقي بظلاله على الحوار و على آلياته؛ و عليه كيف يمكن إقناع شباب الثورة بأن يشاركوا في حوار لا يعترف بثورتهم أصلا..!؟
إبعاد بعض القيادات
أما الكاتب والصحفي همدان العليي فقال: كثير من شباب التغيير يستغربون دعوة لجنة التواصل الوزارية للحوار بينما لا توجد مؤشرات على الأرض تشير إلى تغيير واضح منذ أن تم تشكيل حكومة الوفاق قبل حوالي 6 أشهر، على الأقل في الأمور المتعلقة بالساحات..!!
يرى شباب الساحات أن هيكلة الجيش خطوة أساسية تسبق الحوار، كما أن هناك قضايا هامة عالقة يجب حلها جذريا مثل قضية الجرحى والمعتقلين.. فليس من المعقول البدء في عملية الحوار وهناك ما يقارب 6000 جريح منهم 600 مقعدون لا يستطيعون الحركة تتباطأ الحكومة في معالجتهم..! أيضاً ليس من المنطقي أن يدخل الشباب في الحوار وزملاؤهم لايزالون معتقلين، في المقابل الشخصيات التي عُرف عنها علاقتها في عمليات العنف ضد شباب الثورة لا تزال في مناصبها إلى اليوم أعتقد أن هناك خطوات عملية يجب أن تُتخذ قبل عملية الحوار بحيث تُشعر شباب التغيير بشكل مباشر بأن ثمة تغييرا يحدث على أرض الواقع، وأن التسوية السياسية تخطو بالبلد إلى الأمام على أساس تحقيق الأهداف التي خرجوا من أجلها..!
بالنسبة للشباب المستقل، أتمنى فقط أن يتخلوا عن الشروط التعجيزية التي يضعها البعض منهم من أجل قبول مبدأ الحوار.. فالحوار هو خيار اليمن الوحيد للخروج من الوضع المأساوي الحالي..!
ليس من المنطقي أن يعلن بعض الشباب تأييدهم للمبادرة الخليجية وللحل التوافقي في اليمن من أجل تجنب الحرب الأهلية والتمزق، وهم في ذات الوقت يطالبون ويرفعون شعار لا للحوار مع القتلة..! مجرد رفض المشاركة في الحوار لوجود طرف معين فيه يعني إفشال الحوار والذهاب دون وعي إلى خيار الحرب والتمزق الذي رفضناه عندما قبلنا التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها.
الشباب صناع التغيير
محمد فاخر من شباب الساحة أيضا تحدث قائلا: المطلوب من هذه اللجنة أولاً أن تتعامل مع الشباب كونهم صناع التغيير الحقيقي في البلد والنواة الحقيقية التي عملت على دحر الظلم والفساد ما عجز عنه السياسيون من قبلهم, ثانيا عليها أن تتعامل مع الشباب بمطالبهم في الحوار لا كطرف له قضيه معينة، بل تتعامل معهم حول مطالبهم الواضحة ألا وهي أهداف الثورة, وعليها أيضاً أن تعي تماما أن الشباب لايمكن لهم أن يكونوا في طاولة واحدة للحوار مع أطراف عملت على قمع الثورة والثوار والتوافق معهم على غرار ماعملته الأحزاب من قبلهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.