القصة الأولى: يحكى أنه اجتمع ثلاثة من البخلاء وقرروا التبرع بجزء من مالهم بعدما كثر كلام الناس عليهم. فقال الأول: سأرسم دائرة على الأرض وأرمي بالمال، فما سقط بداخلها لي وما سقط خارجها للفقراء!! فقال الثاني: أما أنا فسأرسم خطاً على الأرض وأرمي بالمال فما كان على يمين الخط لي، وما كان على شماله فهو للفقراء!! فقال الثالث: أما أنا فسأرمي المال فما سقط على الأرض فهو لي وما بقي في الهواء فهو للفقراء. القصة الثانية: قال رجل لبعض البخلاء:لم لا تدعوني إلى طعامك؟ قال: لأنك جيد المضغ سريع البلع، إذا أكلت لقمة هيأت أخرى. قال: يا أخي أتريد إذا أكلت عندك أن أصلي ركعتين بين كل لقمتين؟ القصة الثالثة: قال عمر بن ميمون: مررت ببعض طرق الكوفة فإذا أنا برجل يخاصم جاراً له. فقلت: ما بالكما؟ فقال أحدهما: إن صديقاً لي زارني فاشتهى رأساً فاشتريته وتغذينا..وأخذت عظامه فوضعتها على باب داري أتجمل بها،فجاء هذا فأخذها ووضعها على باب داره يوهم الناس أنه هو الذي اشترى الرأس. القصة الرابعة: قال رجل من البخلاء لأولاده: اشتروا لي لحماً، فاشتروه ، فأمر بطبخه فلما استوى أكله جميعه حتى لم يبق في يده إلا عظمة،وعيون أولاده ترمقه. فقال: ما أعطي أحد منكم هذه العظمة حتى يحسن وصف أكلها. فقال ولده الأكبر: أمشمشها«1» يا أبت وأمصها حتى لا أدع للذر”2” فيها مقيلاً «3». قال: لست بصاحبها. فقال الأوسط: ألوكها يا أبت وألحسها حتى لا يدري أحد لعام هي أم لعامين. قال: لست بصاحبها: فقال الأصغر: يا أبت أمصها ثم أدقها وأسفها سفاً. قال: أنت صاحبها وهي لك زادك الله معرفة وحزما. القصة الخامسة:حكى بعضهم قال: كنت في سفر فضللت عن الطريق فرأيت بيتاً في الفلاة فأتيته فإذا به اعرابية. فلما رأتني قالت:من تكون؟ قلت :ضيف.قالت:أهلاً ومرحباً بالضيف انزل على الرحب والسعة. قال: فنزلت فقدمت لي طعاماً فأكلت وماء فشربت فبينما أنا على ذلك إذ أقبل صاحب البيت، فقال:من هذا؟ فقالت:ضيف. فقال : لا أهلاً ولا مرحبا ما لنا وللضيف؟، فلما سمعت كلامه ركبت من ساعتي وسرت فلما كان من الغد رأيت بيتاً في الفلاة فقصدته. فإذا فيه أعرابية فلما رأتني قالت:من تكون؟قلت: ضيف .قالت :لا أهلاً ولا مرحباً بالضيف ما لنا وللضيف؟ فبينما هي تكلمني إذ أقبل صاحب البيت. فلما رآني قال: من هذا؟ قالت: ضيف . قال: مرحباً وأهلا بالضيف. ثم أتى بطعام حسن فأكلت وماء فشربت فتذكرت ما مر بي بالأمس فتبسمت، فقال:مم تبسمك؟فقصصت عليه ما اتفق لي مع تلك الأعرابية وبعلها وما سمعت منه ومن زوجته. فقال : لا تعجب إن تلك الأعرابية التي رأيتها هي أختي وإن بعلها أخو امرأتي هذه فغلب على كل طبع أهله. 1 من أمش العظم:إذا مصصته وأكلت ما فيه من المخ. 2 جمع ذرة وهي أصغر النمل. 3 الموضع، وأصله مكان للقيلولة والتي هي نومة نصف النهار.