جلس الشيخ نصر الدين أفندي (جحا) على منصة الوعظ في أحد جوامع «آق شهر»، وقال: أيها المؤمنون, هل تعلمون ما سأقوله لكم؟. فأجابه السامعون: كلا, لا نعلم. قال: إذا كنتم لا تعلمون, فما الفائدة من التكلم, ثم نزل. وعاد في يوم آخر فألقى عليهم نفس السؤال, فأجابوه, هذه المرة: أجل إنا نعلم. فقال: ما دمتم تعلمون ما سأقوله فما الفائدة من الكلام؟. فحار الحاضرون في أمرهم واتفقوا فيما بينهم, على أن تكون الإجابة في المرة القادمة متناقضة, قسم يجيب: لا, وقسم يجيب: نعم, ولما أتاهم المرة الثالثة, وألقى عليهم سؤاله الأول, اختلفت أصواتهم بين: لا ونعم. فقال: حسناً جداً مَنْ يعلمُ يُعْلِمُ مَنْ لا يَعْلم.