البقلاوة يفتخر الأتراك بامتلاكهم الحق التاريخي في البقلاوة،ويعتبرونها أحد أهم موروثاتهم الشعبية التي انتقلت الى شعوب العالم الأخرى، بدليل الصراع الذي دار حولها منذ عدة أشهر بين الاتراك والقبارصة على من أي الفريقين يمتلك تاريخها وهو الصراع الذي انتهى لصالح الاتراك. والحقيقة أن تاريخ البقلاوة يعود في شكلها البدائي إلى الآشوريين الذين صنعوها من رقائق من العجين المحشو بالفواكه المجففة، كما قدموها محشوة بالمكسرات. أخذها عنهم الاتراك، وبمرور الوقت، ومع انتقالها من بلد إلى آخر، تغير بعض مكوناتها حسب المتوفر، فيقال إن الأرمن أضافوا لها القرفة، بينما اضاف إليها العرب ماء الورد، واليونانيون العسل لتحليتها. إلا أن لا أحد يستطيع ان ينكر ان الفضل فيما وصلت إليه الآن يعود للأتراك، الذين تفننوا في صنعها وتقديمها بنكهات متميزة وهو ما يفسره البعض بأنه نتاج تفاعلهم مع الثقافات والحضارات المحيطة بهم. وتعتبر البقلاوة والشوبيات والكنافة وراحة الحلقوم التي يطلق عليها الأتراك اسم «حذر بابا» من أشهر الحلويات التركية في أيامنا،وإن ظلت البقلاوة الاشهر بين تلك الحلويات والاكثر رواجا حيث يوجد منها أكثر من 20 صنفا. فطريقة صنعها ومكونات حشوها ومقدار كل منها تختلف بشكل أو بآخر. فهناك أصناف يتم فيها تكثيف الفستق مع السمن وهو ما يعرف باسم «كل واشكر»، وهناك أصناف يتم فيها تكثيف السكر مع السمن كما في البقلاوة، وهناك الاسية التي تشبه البقلاوة ولكنها أصغر.. وعلى الرغم من أحقية الاتراك بتاريخ البقلاوة الا أن اللبنانيين والسوريين أخذوها إلى مرحلة أخرى من الحلاوة، فقد تفننوا في تطويرها وإضفاء المذاق العربي على نكهتها وطريقة صنعها. والبعض من النساء يعتبر أن البقلاوة من اطباق الحلوى صعبة التحضير في المنزل ويفضلن شراءها جاهزة، الا انه وبقليل من الصبر ومراعاة المقادير الخاصة بهذه الحلوى يمكن تحضيرها والحصول على نتيجة تشبه ما يحصل عليه من أشهر الطهاة. الى جانب البقلاوة التقليدية التي يتم صنعها من رقائق الفيلو ويتم حشوها بالمكسرات أو تقديمها سادة بعد إضافة القطر إليها هناك أنواع من البقلاوة غير التقليدية ومنها بقلاوة الشيكولاته اللوزية وأصابع البقلاوة