بعد معاناة مع العطش دامت أكثر من (12) عاماً أصبح أكثر من (20.000) نسمة من سكان مدينة حيس في موعد إجباري مع الكارثة. ويعاني سكان مدينة (حيس) الواقعة في أقاصي تهامة من محافظة الحديدة جنوباً من صعوبة بالغة في توفير المياه وشحة في مشاريعها. وتزايدت معاناة السكان إثر وصول مشروع المياه الإسعافي الذي أنشيء في العام 2000م بتمويل من الحكومة الهولندية إلى نهاية عمره الافتراضي المحدد ب (5) سنوات، وعجزه عن تلبية احتياجات المدينة وما يزيد عن (20) قرية ريفية واقعة على امتداد الخط الناقل لمياه المشروع بمسافة (115) كليو متراً. وبالرغم من تحديد الجهات المنفذة في دراستها الإنشائية، ل (5) سنوات كعمر افتراضي للمشروع، يتم خلالها البحث عن مشروع عام ذي قدرات استيعابية أكبر لتلبية احتياجات المدينة والقرى الريفية، إلا أن عدم الاهتمام الحكومي وعدم المتابعة الجادة للتحصيل على هكذا مشروع، أسوةً بمدن (زبيدبيت الفقيه) المجاورة كان ما أوصلها إلى الكارثة. وأثرت الكارثة على أوجه الحياة في المدينة، حيث تسببت بالتسرب القسري للكثير من طلاب المرحلة الأساسية من مدارسهم بحثاً عن مصادر المياه ونقله، وإثقال كاهل المواطنين بأسعار شراء المياه الباهظة وكذا انتشار العديد من الأمراض والإسهالات وحمى الضنك جراء تخزين المياه في أوعية مكشوفة لفترات زمنية طويلة. ويقول عدد من سكان المدينة: إننا لا نلوم وزارة المياه أو مؤسسة المياه أو السلطات المحلية، بقدر ما ندعوهم أيضاً للإحساس بالكارثة والعمل مع كافة المواطنين للبحث الجاد والسريع للحصول على مشروع مياه يقضي على هذه الكارثة إلى غير رجعة.