نهاية الانقلاب الحوثي تقترب.. حدثان مفصليان من مارب وعدن وترتيبات حاسمة لقلب الطاولة على المليشيات    الأحزاب والمكونات السياسية بتعز تطالب بتسريع عملية التحرير واستعادة مؤسسات الدولة    لحظة إصابة سفينة "سيكلاديز" اليونانية في البحر الأحمر بطائرة مسيرة حوثية (فيديو)    شركة شحن حاويات تتحدى الحوثيين: توقع انتهاء أزمة البحر الأحمر رغم هجماتهم"    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    الوزير الزعوري يهنئ العمال بعيدهم العالمي الأول من مايو    توجيهات واحصائية".. اكثر من 40 ألف إصابة بالسرطان في اليمن و7 محافظات الاكثر تضررا    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    يوم تاريخي.. مصور يمني يفوز بالمركز الأول عالميا بجوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في برشلونة (شاهد اللقطة)    تشافي لا يريد جواو فيليكس    مركز الملك سلمان يمكن اقتصاديا 50 أسرة نازحة فقدت معيلها في الجوف    تفجير ات في مأرب لا تقتل ولا تجرح كما يحصل في الجنوب العربي يوميا    للزنداني 8 أبناء لم يستشهد أو يجرح أحد منهم في جبهات الجهاد التي أشعلها    عودة الكهرباء تدريجياً إلى مارب عقب ساعات من التوقف بسبب عمل تخريبي    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولار للأوقية    اختتام برنامج إعداد الخطة التشغيلية للقيادات الادارية في «كاك بنك»    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    هجوم جديد على سفينة قبالة جزيرة سقطرى اليمنية بالمحيط الهندي    رئيس جامعة إب يطالب الأكاديميين الدفع بأبنائهم إلى دورات طائفية ويهدد الرافضين    نابولي يصدّ محاولات برشلونة لضم كفاراتسخيليا    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    عقب العثور على الجثة .. شرطة حضرموت تكشف تفاصيل جريمة قتل بشعة بعد ضبط متهمين جدد .. وتحدد هوية الضحية (الاسم)    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    اتحاد كرة القدم يعلن عن إقامة معسكر داخلي للمنتخب الأول في سيئون    شاهد.. مقتل وإصابة أكثر من 20 شخصًا في حادث بشع بعمران .. الجثث ملقاة على الأرض والضحايا يصرخون (فيديو)    وزارة الداخلية تعلن ضبط متهم بمقاومة السلطات شرقي البلاد    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    بينها الكريمي.. بنوك رئيسية ترفض نقل مقراتها من صنعاء إلى عدن وتوجه ردًا حاسمًا للبنك المركزي (الأسماء)    قيادي حوثي يذبح زوجته بعد رفضها السماح لأطفاله بالذهاب للمراكز الصيفية في الجوف    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    انهيار كارثي للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي    ماذا يجري في الجامعات الأمريكية؟    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    تعليق على مقال زميلي "سعيد القروة" عن أحلاف قبائل شبوة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    البخيتي يتبرّع بعشرة ألف دولار لسداد أموال المساهمين في شركة الزناني (توثيق)    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    فشل العليمي في الجنوب يجعل ذهابه إلى مأرب الأنسب لتواجده    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    ريمة سَّكاب اليمن !    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثورة السبتمبرية.. الحدث الأهم في حياة الشعب اليمني
نشر في الجمهورية يوم 23 - 09 - 2012

لايختلف اثنان على أن ثورة ال«26من سبتمبر» حدث تاريخي هام لا يقارنه أي حدث في تاريخ اليمن شماله وجنوبه تجسدت من خلاله إرادة الشعب اليمني ورغبته في الحياة الحرة الكريمة.. كما لايختلف اثنان على أن الشهداء كانوا ولا زالوا وهج الثورة اليمنية وسراجها المضيء, حيث استطاعوا بحنكتهم واستبسالهم وتضحياتهم الجسيمة أن يفجروا ويصنعوا سبتمبر العظيم المستمد عظمته من عظمة الشعب اليمني الأصيل.. والحقيقة أن ثورة ال«26من سبتمبر وال14من أكتوبر» ملحمة تحكي عن قدرة الإنسان في التغلب على الظلم وقهر المحن وصولاً إلى طلائع وفجر الثورة اليمنية التي تؤكد أنها ليست ملكاً لطبقة من الطبقات أو شريحة من الشرائح وإنما هي ملك لكل أبناء الشعب اليمني قاطبة وخاصة منهم أبناء وشهداء ومناضلي الثورة اليمنية المباركة..
وبلادنا تحتفل اليوم باليوبيل الذهبي للثورة اليمنية 26 سبتمبر بالعاصمة وكافة محافظات الجمهورية من خلال العديد من الفعاليات والمهرجانات؛ ارتأينا استطلاع آراء البعض حول ما تحمله الثورة اليمنية من دلالات ومعان تجعل من هذه المناسبة محطة فخر واعتزاز لما مثلته من نقطة تحول جذري في حياة اليمنيين.. فإلى الحصيلة:
يرى مدير الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد الشيخ جبري إبراهيم أنه يجوز الاحتفال بالمناسبات الوطنية بشرط أن لا تعطى نفس القيمة في الاحتفال بالأعياد الدينية؛ لأنه لايوجد في ديننا سوى عيدين هما عيد الفطر وعيد الأضحى ..
ويضيف الشيخ جبري إبراهيم: من حق الناس أن يفرحوا بإنجازاتهم ومن حقهم أن يفرحوا بانتصاراتهم وما حققوه لقوله تعالى «ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله” ففرحهم بإنجازاتهم ودخولهم عصر المعلومات فرح بنصر الله لهم.. متابعاً:ينبغي أن نحتفل بإنجازاتنا وبما حققناه لا أن نظل نصب لعناتنا على من ثرنا عليهم» تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون”.. لنا نصف قرن نلقي اللائمة عليهم ..يجب أن يكون لنا بصماتنا بعيداً عن إقصاء الآخرين وسبهم وشتمهم ولنا في الغرب عبرة,حيث يستفيدون من الماضي في بناء الحاضر والعاقل من اتعظ بغيره ولا شك أن لكل نظام وحكم سلبياته وإيجابياته وقد طوى التاريخ الحكم الإمامي بكل سلبياته وإيجابياته..وحين سئل الإمام البيحاني عن حكم الإمام أجاب «تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون».. وخاطب الشباب قائلاً «أروني بطولاتكم وإنجازاتكم أيها الشباب».
الخطاب الدعوي والمناسبات الوطنية
الإسلام هو دين الحياة المرتبطة بالدولة ارتباطاً جذرياً والذي يفرز صورة من صور التكامل والشمولية في مقوماته وهو يحاكي مصالح العباد بمحاكاة عادلة لواجبات المسلم واستعداده لمواقف الآخرة، ولا يمكن لأي دين أو ملة سوى الإسلام أن يقدم هذه الرؤية المتناغمة في الجمع بين نصيب الدنيا وحظ الآخرة ... ومن هنا-حسب مدير البحوث بوزارة الأوقاف والإرشاد محمد السهماني-كان لزاماً على رواد الفكر التنويري من العلماء والخطباء والمرشدين أن يواكبوا التطورات الوطنية التي شهدتها بلدانهم والتي كان أولها في التاريخ المعاصر لليمن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر1962م ، كون هذه الثورة المباركة علامة فارقة في التاريخ اليمني الذي شهد انطواء صفحة من صفحات التخلف والكهنوتية الرجعية ، لتعيد إلى الأذهان من جديد رابطاً تجديدياً جاء به الإسلام أول ظهوره حينما جاء ليقضي على الجهل والشعوذة وما يرافقها من حالات الدجل على عقول الناس في الزمن الجاهلي وهذا بالضبط ما جاءت به الثورة السبتمبرية لا لسبقها الإسلام في ذلك ولكن لتجديدها المبادئ الإسلامية وإظهارها على السطح بعد أن جرى تغييبها على يد من اعتقدوا حقهم في الوصاية على الدين وتحويل مساره التنويري المنفتح على الآخر إلى مسار آخر ومغاير لحقيقة الإسلام اتسمت مظاهره في تفشي الجهل والقهر والانزواء في دائرة التخلف والجهالة.
يضيف السهماني محمد: إن من أهم وسائل التوعية الدينية المؤثرة في أوساط الناس ملاءمة المنهج الإرشادي للتطورات والتحولات الحياتية ، ومراعاة التغيرات المجتمعية في البلدان المسلمة، وواجب الدعاة هنا محاولة ربط هذه القيم والمعاني الوطنية - وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ( ثورة26 سبتمبر – 14 أكتوبر – 22 مايو )- بمبادئ الإسلام التي تدعو إلى الحرية والاستقلالية والوحدة والترابط المجتمعي المسلم في إطار ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) وعلى أساساً (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم ... الآية ).
ويؤكد مدير البحوث بوزارة الأوقاف والإرشاد أن الاقتباس الخطابي للمناسبات والاحتفاليات الوطنية ينسجم مع أخلاقيات الإسلام واحتفائه بالأحداث التاريخية والمناسبات الاجتماعية التي شهدها الرعيل الأول من الصحابة الكرام بداية بالاستبشار بالنصر المؤزر في غزوة بدر ومروراً باحتفائية القرآن بفتح مكة, إلى غير ذلك من المواقف التي حرص الإسلام على تأكيد قيمها ومعانيها في نفوس المسلمين وكان لها الأثر الملموس في تكوين وإرساء الدولة المرتبطة بتاريخها وأحداثها الخالدة وهو ما انعكس إيجاباً على الأجيال القادمة.
ويشدد السهماني: على دعاة منابر النور والإيمان تضمين الخطب الدينية عدداً من الأفكار والرؤى المستنبطة من الأعياد الوطنية؛ كونها الخطوة الأولى في خلاص الناس من حكم الكهنوت السلالي المتوارث في الشمال قبل الوحدة وطرد المستعمر الأجنبي المحتل من الجنوب ومن الأهمية بمكان في رسم صورة حقيقية للناس كيف كانوا وكيف أصبحوا للوصول إلى الفارق الطبيعي بعد ذلك.
ولا يرى محمد مانعاً أن يتناول الخطيب والداعية أوجه القصور والأخطاء المصاحبة لما بعد الثورات وحتى تلك التجاوزات المخلة بعد تحقيق الوحدة بشرط أن يكون الطرح موضوعياً هدفه النقد البناء والمساهمة في إيجاد الحلول..
ويأمل مدير البحوث بوزارة الأوقاف والإرشاد أن يفقه كل خطيب ومرشد أن الله تعالى أمر الرقاب على اختلاف أحسابها وأنسابها ومناصبها على حد سواء أن ينصاعوا لموعظة الواعظ ورسالة الخطيب وعدم إثارة الكلام إلى حد الهمس ومس الحصى أثناء إلقاء الموعظة وهذا ما لا تحوزه أي شخصية مهما كان قدرها ومهما كان نوع حديثها..فهل يعي معاشر الخطباء هذه القيمة الفعلية لدورهم في المجتمع وأنهم ورثة الأنبياء ونماذج البشر ومتصدرو الكلام الإلهي والنبوي المقدس وأنهم حملة الأمانة التبليغية وإيصالها إلى الناس دون توغل ولا تنطع أوتشدد أوتعصب..
منعطف وتحولات
د.عبدالعليم العريقي-أستاذ علم الإحصاء بكلية المجتمع- يرى أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر شَكّلت منعطفاً تاريخياً هاماً في حياة شعبنا, نقلته من عصور الظلام والجهل والفقر والمرض إلى عصر النور والعلم والتنمية، عصر الحرية والمشاركة الشعبية في الحكم والتنمية, وكانت ثورة 26 سبتمبر عمقاً استراتيجياً لدعم ومؤازرة ثورة 14 أكتوبر المجيدة التي انطلقت بعد نحو عام واحد من انتصار الثورة الأم سبتمبر، وكان نضال اليمنيين نضالاً واحداً لايتجزأ، يدل على واحدية الثورة اليمنية في شمال الوطن اليمني وفي جنوبه..
يضيف الدكتور العريقي: ونتذكر جيداً منذ إعلان ثورة 26 سبتمبر 62م كيف هَبّت جماهير الشعب في الجنوب للدفاع عن ثورة سبتمبر, مئات من المناضلين في الجنوب توجهوا منذ اليوم الأول والتحقوا في مختلف مواقعٍ الشرف والكرامة، مدافعين عن ثورتهم الأم ومقدّمين التضحيات في سبيل تثبيت النظام الجمهوري، فضربوا أروع الصور البطولية, ذلك أن إيمانهم كان راسخاً بأن هذه الثورة في الشمال ستكون الداعم الحقيقي والمساند الكبير لنضالهم في جنوب الوطن ضد قوات المستعمر البريطاني, وكان النضال في الشمال والجنوب يصب في هدف واحد لاثاني له وهو تثبيت النظام الجمهوري الوليد في الشمال ونيل الاستقلال في الجنوب وصولاً إلى الهدف الأسمى والحلم الكبير وهو إعادة وحدة الأرض والأمة اليمنية.. حيث كان الهدف الوحيد لنضال اليمنيين شمالاً وجنوباً هو الوصول إلى يوم تحقيق الوحدة المباركة التي ناضلوا من أجلها نضالاً طويلاً ومريراً, فكانت دماؤهم الوقود الذي أينعت من خلاله شجرة الحرية والوحدة اليمنية المباركة, وجاء اليوم الموعود يوم ال22 من مايو 1990م فكان بحق:
يوم من الدهر لم تصنع أشعته
شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا
إن شعبنا اليمني اليوم – حسب أستاذ علم الإحصاء- يدرك أن هذه الوحدة إنما تحققت من خلال نضال طويل ومرير ومن خلال تضحيات جسام وكانت ثمرة يانعة من ثمار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة وثورة الرابع عشر من أكتوبر, تلك الثورتان اللتان كانتا وقامتا من أجل هدف واحد هو هدف الوحدة وهو الحلم الذي تحقق بفضل الله ومن ثم بفضل تضحيات قوافل من الشهداء والمناضلين وكان ثمرة طيبة من ثمار الثورتين 26 سبتمبر و14 أكتوبر.
يشدد الدكتور عبدالعليم العريقي على ضرورة أن نتذكر أولئك المناضلين الذين كان لهم شرف الدفاع عن هاتين الثورتين المجيدتين عندما نحتفل اليوم بهذه الذكرى العزيزة الذكرى ال50 لثورة سبتمبر ومن بعدها الذكرى ال49 لثورة أكتوبر, كما يجب على الأجيال التي جاءت بعد الثورة أن تقرأ وأن تطلع على صفحات النضال الوطني الطويل لشعبنا ليدركوا حقيقة واحدية النضال وواحدية الثورة اليمنية وواحدية الأهداف التي استشهد من أجلها خيرة أبناء الأمة اليمنية؛ كي يستشعروا واجب حماية وحدتنا والحفاظ عليها في حدقات أعينهم وفاءً لدماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل تحقيقها, فالوحدة هي عزتنا وكرامتنا وفخرنا بين الأمم, الوحدة هي مستقبل أجيالنا القادمة وهي الأمن والأمان لوطننا اليمني.
الثورة الأم والحدث الأهم
إذا كانت المناسبات الوطنية التي يحتفل ويحتفي بها الشعب اليمني كثيرة وعزيزة على اليمنيين- بحسب الكاتب/ عبد الفتاح البتول- فإن ذكرى ثورة 26 سبتمبر تبقى المناسبة الأجمل والثورة الأم والحدث الأهم والأكثر تأثيراً وحضوراً والأعمق في حدوثه ودلالاته ونتائجه ومعطياته ومكاسب منجزاته.
يضيف البتول: ويكفي ثورة سبتمبر أنها كانت السبب المباشر لانطلاق ثورة 14 أكتوبر 1963م وخروج الاحتلال البريطاني من جنوبي اليمن في 30 نوفمبر 1967م وصولاً إلى قيام الوحدة اليمنية في مايو 1990م، وما تحقق ويتحقق للشعب اليمني في ظل الثورة والوحدة فإنه يرجع إلى الثورة العملاقة والوثبة الكبرى والحدث الأكبر الذي تم في 26 سبتمبر 1962م,حيث صنع اليمنيون من ذلك التاريخ يوماً مجيداً وتحولاً عظيماً, مشيراً إلى أن ثورة سبتمبر أزاحت عن صدر شعبنا اليمني حكماً فردياً سلالياً وراثياً وعنصرياً وظالماً ومنغلقاً ووحشياً، ولم يكن هذا الحكم مجرد نظام سياسي فاسد ومستعبد فحسب وإنما كان ثمرة مباشرة لتصور سياسي ضيق وعنصري مزق الأمة واستبد بها واستأثر بها وصادر حقها في العدالة والمساواة والإنسانية-حد تعبيره.
ويبدي عبد الفتاح أسفه على قيام البعض بتحميل الثورة والوحدة والجمهورية مسؤولية ما يحدث من أخطاء وفساد وما يحصل من تدهور واختلالات، ليس للثورة علاقة بها ونسب ولا سبب يربط بينهما، فالثورة حققت هدفها الأساسي وعنوانها الرئيسي المتمثل بإسقاط الحكم الإمامي وقيام النظام الجمهوري، وإخراج اليمنيين من ضيق الإمامة إلى سعة الثورة والجمهورية، تماماً كما جاء الإسلام لإخراج الناس من ضيق الجاهلية إلى سعة الشريعة الإسلامية، ولا شك أن أي أخطاء أو تجاوزات حدثت في الدولة الإسلامية ليس لها علاقة بالإسلام، وإنما هي نتاج تصرفات خاطئة قام بها بعض المسلمين سواء كانوا حكاماً أو محكومين.
وبناءً على ذلك – حسب كلام الزميل البتول-فإن الواجب على جميع الوطنيين والمخلصين إعادة الروح لثورة سبتمبر واستحضار عظمتها وأثرها وتأثيرها، وإزالة ما علق بها من خدوش وجروح وندوب، واستعادة ألقها وجمالها والاحتفاء بها، خاصة ونحن نحتفل بالذكرى الذهبية وبمرور نصف قرن (خمسين عاماً) على قيامها..
ويشدد الكاتب/ عبد الفتاح البتول على ضرورة إعلان انتشار الأفراح هذه الأيام ابتهاجاً بالذكرى الخمسين لقيام أم الثورات وباكورة الانتصارات، لما يمثله سبتمبر الغالي من ثورة ونهضة وفرحة مهما حاول البعض تحويل ذكرى الثورة من فرحة إلى مأتم ومن نعمة إلى نقمة.
نحتفل رغم الإرهاب
أما الصحفي يونس هزاع فيرى أن الثورة تغيير مستمر وفعل يومي نلمسه مع كل تقدم نحو حلم اليمن الجديد الذي طالما تغنى به الشباب والأطفال والنساء والشيوخ ..منوهاً بأن الثورة لا تنتهي ، ولن تنتهي لسبب بسيط هو أنها ثورة .. لن يختزلها إرهابي في عبوة ناسفة أو سيارة مفخخة ، أو قاضٍ في عمامة ، أو متدين في لحية ، أو عسكري في بندقية .. لأنها ثورة كل الفئات اليمنية ، والسواعد السمراء .. التي دكت معاقل الاستبداد والاستعمار .. ومازالت حتى اليوم تواصل النضال لتخليص اليمنيين مما تبقى من موروثات ذلك العهد البائد-حسب تعبيره.
يضيف هزاع: ثورتنا حية في تواصل لهذا الجيل بالأجيال القادمة .. وبلغة العصر والتكنولوجيا والتقدم ، ترفض الصراعات المذهبية ، الطائفية ، السلالية ، والمشاريع الصغيرة التي لا تستوعب الامتداد الحضاري والتاريخي لليمن العريق ..
وها نحن- بحسب يونس هزاع-نحتفل باليوبيل الذهبي لثورة ال26 من سبتمبر المجيد رغم الأحداث الإرهابية التي تحاول عبثاً أن تعصف بعملية التحول التاريخي الذي يصنعه شعبنا .. هذا الشعب البطل الذي بقدر حضوره في التاريخ والجغرافيا ، حاضر في إرادته التي لا ولن تلين من أجل الانتصار لخياراته في الحرية والتنمية والعدالة ، في بناء يمن جديد متقدم خالٍ من الفساد والاستعباد والظلم والاستغلال..
ويختم هزاع حديثه: بأن ثورتنا هي المستقبل الأفضل وليس التغني بمنجزات، أو التصفيق لأصنام ، أو التهليل لمشعوذين ممن ينتظرون عودة الإمام ، من يقرأون الكف ، ويضربون الرمل لاستحضار أحلامهم المريضة في العودة بالوطن إلى الوراء .. ثورتنا تتحقق كل يوم وكل لحظة نتقدم بها نحو المواطنة المتساوية ، كل لحظة نصنع بها يمن الغد .. كل لحظة يتحقق فيها سيادة النظام والقانون والدولة المدنية .. كل لحظة يسقط فيها ظالم ، وينتصر مظلوم .. كل لحظة تتعزز فيها وحدتنا واقعاً ووجداناً ، شعوراً ومشاعر ، كل لحظة نتجه فيها إلى الأمام حيث نرسم مستقبل أبنائنا وبناتنا متحررين من قيود وعقد الماضي .. هناك حيث تحلق راية اليمن خفاقة في أعالي القمم اليمنية ، في كل أرجاء الوطن تستقر الثورة وتحيا اليمن.
باختصار
وأخيراً لم تكن الثورة اليمنية 26 سبتمبر/أيلول 1962، ثورة طبيعية تقارن بمثيلاتها من الثورات في العالم العربي والتي تخلصت من الاستعمار الغربي، بل كانت خلاصة نضال مئات السنين ضد نظام الحكم الإمامي التمزيقي الذي تغلغل في المجتمع اليمني على مدى قرون متلاحقة بعد صراع راح ضحيته ملايين اليمنيين.. ثورة استعادة الروح اليمنية التي أنهكت بعد دورات حضارية لم يشهدها مثلها التاريخ، لها رموزها، والذين تقدمهم أحد أعظم من أنجبت اليمن منذ مئات السنين وهو العالم الجغرافي لسان اليمن أبو الحسن الهمداني، مروراً بنشوان بن سعيد الحميري، إلى سعيد بن ياسين، وصولاً إلى أبو الأحرار اليمنيين محمد بن محمود الزبيري وابن ال25 عاماً علي عبدالمغني القائد الفعلي لتنظيم الضباط الأحرار حسب الأغلبية العظمى من الروايات.. وهو الرجل الذي يقال إن الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر لم يبك سوى مرتين: عند استشهاد علي عبدالمغني، والثانية عند انفصال سوريا عن مصر..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.