رحاب الدين الهوارى الناقد الحديث يعتمد أساساً على التحليل المنهجي للأعمال الدرامية ، ولا يميل إلى المدح أو الذم ، بل يضع العمل الدرامي تحت رؤية تحليلية ويقوم بفحصها بعيداً عن الحماس أو التعصب أو التحيز ، دون أن يضع نصب عينيه أية فكرة مسبقة. التأكيد على أن مفهوم النقد الدرامي كعلم منهجي موضوعي يعتمد في تقاليده ومعاييره على العلوم الحديثة مثل علم النفس والجمال والمنطق والفلسفة والأخلاق . صدر حديثاً في القاهرة ، عن دار الفكر العربي، كتاب “نقد الدراما التلفزيونية” للكاتبتين داليا جمال طاهر رئيس تحرير جريدة شموس نيوز، والكاتبة الصحفية نهى جمال الدين . الكتاب يعرض لمفهوم النقد وتعريفاته .. كذلك مفاهيم الدراما والتراجيديا والمأساة ونشأة الدراما وتطورها .. ويقدم رؤية نقدية للدراما التلفزيونية في العصر الحديث . وهو محاولة للبحث في أصل الدراما التلفزيونية ومعنى الدراما ونشأتها وتطورها ، كنوع من النصوص الأدبية التي تؤدى تمثيلاً في المسرح أو السينما أو التلفزيون أو الإذاعة .. وتسهم في رفع مستويات التفاعل الإنساني وتقديم النصح والإرشاد .. وتوجيه سلوك الأفراد .. ورصد الأوضاع السائدة في المجتمعات العربية . ويعد الكتاب محاولة لتقديم مفهوم واضح للنقد بصفة عامة ونقد الدراما التلفزيونية بصفة خاصة .. وتقديم رؤية نقدية للدراما التلفزيونية في العصر الحديث واستكمال جزء من النقص في الكتابات التي تعنى بتحليل مضمون الدراما التليفزيونية . في مقدمة الكتاب : تعد الدراما التلفزيونية من أكثر أشكال الفنون تأثيراً في الجماهير لما لها من دور في توجيه سلوك الأفراد نحو فعل اجتماعي معين ، قد يكون إيجابياً وقد يكون سلبياً ، كما إنها تعمل على جذب اهتمام الجماهير لمتابعتها والحرص على مشاهدة العمل الدرامي من بدايته وحتى نهايته ، خاصة وأن عنصر الصورة المتحركة الجذابة هو العامل الرئيسي لها . وتشترك الدراما التليفزيونية مع غيرها من الفنون الأدبية الرئيسية كالشعر والمسرح والرواية والقصة القصيرة في مجموعة من الخصائص والسمات التي تميزها كنوع أدبى عن مختلف الأنماط الكتابية في استخدام اللغة كوسيلة للتعبير ، وتمثل موقفاً خيالياً في نفوس المشاهد له تأثير قوي في تحريك مشاعره ووجدانه نحو قضايا معينة تمس مجتمعه بشكل مباشر أو غير مباشر ، وذلك عن طريق الاتصال بعواطف المشاهد والتعبير عن مشاكله وهمومه وآلامه وطموحاته . وللدراما التليفزيونية أصول وقواعد خاصة بها ، فهي تكتب بأسلوب خاص يتسم بالسهولة، وتستخدم الصور والأخيلة والاستعارات والكنايات، وتهتم بمعالجة الانفعالات والعواطف والأفكار، لكى يعرضها الممثلون أمام المشاهدين من خلال تصوير الحياة الداخلية للشخصيات التي تؤدي العمل الدرامي وتحاكي الواقع بأسلوب مشوق وممتع يعمل على جذب اهتمام المشاهد وتحريك مشاعره نحو قضية معينة. وقد أصبح للدراما التليفزيونية تأثير كبير لدى المشاهدين فهي وسيلة للتعبير لها طابع مميز في وصف أحداث اجتماعية وسياسية تقع في المجتمع المحيط بها . مع التأكيد على أن مفهوم النقد الدرامي كعلم منهجي موضوعي يعتمد في تقاليده ومعاييره على العلوم الحديثة مثل علم النفس والجمال والمنطق والفلسفة والأخلاق. بل إن النقد الدرامي يمتد ليشمل بعض المعايير التي نجدها في علوم البيولوجيا ، والكيمياء ، والرياضة ، وخاصة عندما يقوم الناقد بتحليل الكيان العضوي للعمل الدرامي أو للتفاعل بين عناصره المختلفة . لذلك فالناقد الحديث يعتمد أساساً على التحليل المنهجي للأعمال الدرامية ، ولا يميل إلى المدح أو الذم ، بل يضع العمل الدرامي تحت رؤية تحليلية ويقوم بفحصها بعيداً عن الحماس أو التعصب أو التحيز ، دون أن يضع نصب عينيه أية فكرة مسبقة . والمعروف أن الحركة النقدية في مصر اعتمدت في بدايتها على مفهوم انطباعي للنقد الذى يجعل الناقد ينظر إلى العمل الفني من وجهة نظر شخصية بحتة خاضعة لأهوائه الذاتية ، وميوله الفكرية بصرف النظر عن القيمة الموضوعية للعمل في حد ذاته . من هنا يسعى هذا البحث إلى الوصول لمعنى دقيق وشامل لكلمة الدراما ، والبحث عن نشأة الدراما منذ العصور الأولى والتطورات التي مرت بها ، وتقديم النقد الجاد لدراما العصر الحديث في مصر والعالم العربي، ومدى تصويرها للعلاقات الإنسانية والاجتماعية وطبيعة المجتمعات البشرية . وهذا الكتاب هو محاولة متواضعة لسد بعض النقص في الكتابات النقدية للدراما التلفزيونية، وينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول، الأول بعنوان «تعريف الدراما التلفزيونية»، والثاني بعنوان «نشأة الدراما وتطورها»، والثالث بعنوان «رؤية نقدية للدراما التلفزيونية في العصر الحديث» .