وطني مازلت هنا فلا خوفُ اليوم ولا فزعُ وطني مازلت هنا أتنفس مآسينا وأروى لكَ بؤس ما صنعوا قومٌ يهوون الشتات ومن خلفهم حاقدون يجتاحهم سل الذل والطمع في كل شبر في جسدكَ زرعوا جرحاً ويفخرون بما زرعوا يساومون عهدكَ بوهم رفعة ونسوا أن الأوطان هي من ترفع وإن قيل : من يفدى الأوطان؟ يا قومي وعشيرتي لا يلبثُ وقتاً حتى خفتت الأصوات وقصرت الأذرعُ ظنّ بأننا متخاذلون ومن خلف الستار نتلعثمُ لكن صدى أصواتنا من بين براثن الحزن تعلو مازلت هنا هي أسرعوا نطلب الموت حتى والله كاد الموت منا ينخدع فنحنُ قومٌ لا تأوينا مظلة الطوائف ولا تهوانا أنوف الساسة ولا لغير الله نركعُ فقد بانت شمس سبتمبر كأنها شموخ شمسان حين يمس الأرض الورع أهدت لنا نور كرامةً وأزاحت جهلاً كنا منه نرضعُ طوت ماضياً أشد لحظاته يعدم الشريف منا والخوف يسكن المضجع حتى دُثر الشعب فكيف كان بالحرية يقتنعُ مولودكَ السبتمبري يا وطني أضاء عقولاً كان الظلم لها وطناً ومرجعا محاهُ وطرد الطغاة من أرضنا والطفلُ منا صار عزيزاً أشجع حتى عندما عاد الظلم واغتال محمد كانت ألف أم حبلى بمحمد وألف أخرى تضع فاليوم يا وطني لا خوف يعتريك ولا فزعُ فمد يديك واحتضن أبناءكَ ودعني بين هواكَ أتربعُ