غداً سأموتُ... لاقبراً سأملكهُ ، ولن تبكي ابنة فقدي وتدعو: ( ياضياع العمر بعدك فيّ يا أبتاهُ )... لا ابنٌ شادهُ الخطواتِ، دمعته تشيّعني؛ فأورِثه خطاي وأحرفي واسمي ، وبعض ملامحي؛ إن شاءَ .. أطلُّ عليه من منفايَ مبتسماً، عزائي فيه – وهو صدايَ مرتحلاً – ستحضنُ أم تشردهُ البيوتُ غداً سأموتُ... لن يتلو على سَمْعي ملاكُ الورد فاتحةَ الغيابةِ، أو يكلفَ نفسَه مقهى سؤالاً باهتاً يستفسر الفنجانَ عن شفةٍ هنا انطفأتْ . ولن ينمو بآثار الخطى فلُّ التماسي، يخبرُ الأغيارَ عن موت الغريب بدارهِ /سُكناهمُ الفيحاءِ منسيّاً ؛ لتنكره – برغم مدونات الريح في الكُثبِ – الخبوتُ . **** غداً سنموتُ يا شبحي ؛ يواري صوتَك النسيانْ وتكشفُ سوءةَ الدنيا بوجهكَ غربةُ الأشجانْ ويحضنُ وسمَك المجهولُ ، شيئاً يشبه الإنسانْ وسطراً حافلاً بالموتِ تغمضُ عينَه الأزمانْ غداً سنموتُ ، لا وطناً ولا دمعاً ولا حُسبانْ و لا التفتتْ لنا الدنيا ، ولا رفّتْ جفونُ” حنانْ” و لا حملت سوافي الريحِ من أنبائنا ما كانْ كأيةِ فُضلةٍ جئنا، وسرنا دونما أوطانْ مواطنُنا: غلالُ الغير ، من دمنا له تزدانْ و دربُ البيت ، يا شبحي ، لغير وجوهنا عنوانْ **** غداً سأموتُ مجهولَ المناعي غريبَ الحلم في شفة البقاعِ أمدُّ يدي ؛ فتنكرُها المنايا وتنكر أحرفي وشجا متاعي غريبٌ ، يا دروب الموتِ ، وجهي وقافيتي ومئذنتي وصاعي ؟ على اسمِكِ ، يوم جئتُ ، رشفتُ عمري و باسمِكِ أذّنتْ لدمي ذراعي لقيتك – ها أنا – غُرباتِ طفلٍ خُطاهُ إليك في شجنِ الرضاعِ يموتُ ، وما تهجّى مقلتيهِ صباحٌ ، أو دعاهُ سوى الضياعِ أتاكِ ببسمة الدنيا نبيّاً و في ملكوته وطنُ الجياعِ وفي عينيه مرآتان تغضي مدامعُها على الجرحِ المشاعِ غداً سأموتُ في وطني كغيري ليدعو ، باسم من عقروهُ ، داعِ تهامياً أفيضُ أسىً ومنفىً سليبَ الأرضِ واليدِ والشراعِ