لا يمكن لليفربول أن ينظر بأي حال من الأحوال في بيع مهاجمه سواريز في فترة الانتقالات الشتوية في يناير المقبل، ولا حتى بصفقة 60 مليون جنيه استرليني .. ولا يوجد أي ايحاء أن يفكر سواريز حتى في ترك أنفيلد في الوقت الحالي، خصوصاً بعد توقيع تمديداُ لعقده مؤخراً .. ولكن الحقيقة هي أن مانشيني يعتقد أنه قد يثير أعصاب ليفربول بزعم رغبته في جلب المهاجم إلى استاد الاتحاد. وحتى يتعافى النادي على أرض الملعب – الذي قد يستغرق سنوات – فإنه يجب أن يتأقلم مع البيئة، مثل الأندية ايفرتون وتوتنهام واستون فيلا، لأكثر من عقد .. وحالما يجد نفسه مع لاعب من الطراز العالمي، فإن واحداً من الأندية في المراكز الأربع الأولى سيقدم عرضاً ضخماً ويقول: “سنجلب هذا اللاعب ، شكراً جزيلاً”.وهذه هي النظرة التي يلقيها عالم كرة القدم على ليفربول الآن .. فهو نادٍ للاعبين النجوم الذين يتوجهون من خلاله بدلاً من أن يكون وجهتهم الأخيرة. وشهد انتقال فرناندو توريس إلى تشلسي في 2010 هذا التغيير .. وعلى رغم غضب الجميع وصرخات الخيانة عندما غادر المهاجم الاسباني، فإن الحقيقة البغيضة هي أن ليفربول لم يعد يتوقع أن يتسكع نجومه الكبار إذا لم يكن هناك أي احتمال فوري في المنافسة على لقب البريمير ليغ .. وكان من الممكن أن يكون كابتن ليفربول ستيفن جيرارد رمزاً لهذا العالم الجديد المروع في أنفيلد إذا كان قد وافق للانتقال إلى تشلسي في 2004، ولكنه كان مقتنعاً أنه يستحق أن يعطي مديره الفني الجديد آنذاك رافائيل بنيتيز فرصة، وبالتالي كوفئ بفوزه بدوري أبطال أوروبا بعد سنة. ولكن كان واضحاً أن بقاءه في أنفيلد كان بسبب عشقه لنادي طفولته كان العامل الأكثر حسماً بدلاً من الاعتبار المنطقي .. ودعم رغبة النادي في الاحتفاظ بجيرارد تأهله لدوري أبطال أوروبا بعدما وعد كابتن الفريق بصحوة سريعة .. ولكن المدير الفني الجديد في أنفيلد برندن روجرز – استثنائي يستحق سنوات وليس شهوراً لتحقيق رؤيته – ورث تركة الأكثر تحدياً وصعوبة منذ تعيين المدرب الاسطورة بيل شانكلي في 1959. وفي الوقت الحاضر، تعتقد أندية منافسة أن ليفربول ليس لديه أي خيار سوى النظر في بيع أصوله الثمنية وبسعر مناسب .. وطالما أن النادي منفي من دوري أبطال أوروبا وغير قادر للمنافسة على لقب البريمير ليغ، فإن افتراض انتقال سواريز إلى استاد الاتحاد معقول تماماً .. ومثل قصص الانتقالات كهذه لا مفر منها. ومثل هذه الاقتراحات تقابلها الإنكار دائماً ، ويدرك كل مؤيد أن ناديه خاص وفريد من نوعه ، وعندما يوقع لاعب على صفقة جديدة تبنى على البيانات الصحافية وأحاديث المسؤولين عبر وسائل الإعلام الرسمية للنادي، تقترح وجود الرابط العاطفي بين اللاعب وناديه، ولا يمكن لأحد أن يغريه بعيداً عن ناديه من خلال تلك المفاوضات السريعة للتوصل إلى اتفاق جديد. وليس هناك أي شك أن سواريز يحب اللعب مع ليفربول “في الوقت الحاضر”، كما أكد روجرز في الأسبوع الماضي أن مهاجمه سيبقى في أنفيلد بعد هذا الموسم .. وشعوره بالولاء لليفربول يستحق بالتأكيد مقارنته مع جيرارد في عامي 2004 و2005، وربما حتى أكثر من ذلك نظراً إلى أن النادي في حال صحية مرتدية. ولليفربول كل الحق في بيع (أو في حالات أخرى على سبيل الإعارة) أي لاعب إذا انخفض مستواه إلى مستوى ينذر بالخطر، ويحتفظ كل لاعب لنفسه بالحق في تغيير رأيه حول إلتزامه لجمهوره للبقاء في ناديه إذا كان يعتقد بأن التأهل إلى تصفيات دوري أبطال أوروبا تثبت صعوبتها إلى حد ما. ومانشيني، بكل بساطة، كان منطقياً من خلال حث المدير الإداري لكرة القدم الجديد في استاد الاتحاد ليقدم عرضاً لسواريز .. ولا يبدو أن المدير الفني لسيتيزين يركز على أنفيلد ويرى أن ليفربول على عتبة التنافس مع ناديه وبرشلونة أو ريال مدريد ، وأنه لا يحلل حسابات ليفربول التجارية ولا يهتم باستمرار صاحبه جون دبليو هنري بالتذكير مراراً وتكراراً بأهمية تطبيق اللعب المالي النظيف. ويرى مانشيني فقط أن سواريز مهاجم رائع الذي ينبغي أن يلعب في دوري أبطال أوروبا، وهو الملاذ بالآمال الحقيقية للفوز باللقب الأوروبي .. ويرى أيضاً أن سواريز يتألق بشكل مثير في نادٍ يقبع في النصف السفلي من ترتيب جدول البريمير ليغ ، وبالتالي فإنه سوف لن تكون هناك مفاجأة لحرص مانشيني من الحصول على توقيع مهاجم أوروغواي ، ولكن ستكون مفاجأة مثيرة إذا لم يفعل ذلك! أما المفاجأة الحقيقية فهي إذا لم يكن أي من أنصار ليفربول قلق بشكل جدي حول ما إذا كان هذا مجرد استهلال في السعي من شأنه أن يكثف في نهاية الموسم.