تعكس النظافة ومستوى خدماتها مجموعة من الأبعاد التي تؤثر على الفرد والمجتمع، تتحدد في البعد الحضاري وذلك بتشكيل الوجه الحضاري للمدينة، والبعد الاجتماعي في مدى التقدم في السلوك الاجتماعي لأفراد المجتمع، والبعد الصحي في تحديد مستوى وحجم انتشار الأمراض، وكذا البعد الاقتصادي الذي يمثل في درجة استخدام الموارد الطبيعية والمالية، والبعد الديني الذي من خلاله يتم الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء.. بخصوص النظافة، وعلى هامش المؤتمر الأول للنظافة والتحسين بعدن (صحيفة الجمهورية) نزلت للميدان واستسقت آراء عدد من المواطنين حول هذا الموضوع وإليكم التفاصيل.. إهمال وتقصير.. بداية لقاءاتنا كانت مع الأخ فهيم عوض عباد رئيس لجنة الخدمات في الشيخ عثمان حيث تحدث إلينا قائلاً: أنا كمواطن لست راضيً عن عملية النظافة في مدينة عدن، حيث يعود هذا الإهمال إلى تعطل الآليات إلى جانب عدم تثبيت عمال النظافة الذين هم الشريحة الأكثر أهمية وذلك باعتبارهم العمود الفقري للبلاد، أما بالنسبة لموضوع تكديس المخلفات الصلبة في الشوارع فهذا التقصير والإهمال سببه المواطن وعامل النظافة على حدٍ سواء إلى جانب عدم التوعية الكافية حول هذا الموضوع بالإضافة إلى أن المواطن يعتبر عامل أساسي ومساعد في تدهور مستوى النظافة في المحافظة هذا بالإضافة إلى الوضع الراهن الذي تمر به البلاد, وأضاف: لهذا لابد من توفير الآليات والمعدات اللازمة للعمل بالإضافة إلى تحسين مستوى معيشة عمال النظافة من خلال العمل والسعي إلى تثبيتهم، وكذا ضرورة القيام بحملات توعوية كافية في كل وسائل الإعلام (المرئية والمقروءة والمسموعة) وأيضا لابد أن تتكاثف كل الجهات المختصة في صندوق النظافة مع المواطنين وذلك لحل هذه المشكلة.. وقال: إن الانفلات وغياب الحماية أدى هذا إلى هروب شريحة كبيرة عن العمل وذلك بسبب عدم وجود الحماية الكافية لهم أثناء تأديتهم لواجبهم، علماً بأن البلاد لن تتحسن أو ترتقي لمستوى أفضل إلا بتثبيت الأمن وإهابة القانون فيها لأنه إذا وجد الأمن وجد الاستقرار والعمل. غير حضاري كما التقينا بالأخ محمد طه وقال حول هذا الموضوع: النظافة بمدينة عدن تكاد تكون معدومة، حيث نشاهد المخلفات الصلبة المرمية والمكدسة على طول الطريق وبشكل عشوائي ما يعطي انطباعا غير حضاري وكذا منظرا مزعجا للمارة، بالإضافة إلى الروائح الكريهة التي تنبعث منها الأمر الذي يضر بالمواطن حيث تظهر بعض الأمراض والأوبئة الخطيرة؛ لهذا ننصح المواطنين بأخذ أكياس المخلفات إلى أماكنها المخصصة وذلك لتسهيل عملية نقلها من قبل عامل النظافة، علماً بأن عمال النظافة قائمون بعملهم، ولكن نظراً للعشوائية في رمي هذه المخلفات أدى ذلك إلى صعوبة نقلها وبالتالي تراكمها في أماكنها، لهذا نتمنى من المؤتمر أن يخرج بصور ايجابية تخدم عامل النظافة بشكل خاص والمواطن والوطن بشكل عام.. ومن جانبه عبر الأخ فؤاد محمد عن رأيه بهذا الموضوع قائلاً: إن النظافة في محافظة عدن متدهورة وأنتم تشاهدون ذلك أمام أعينكم كل يوم وفي كل شوارع المدينة، ونتيجة هذا التدهور والإهمال سيؤدي ذلك إلى ظهور بعض الأمراض الخطيرة، حيث يعود أسباب ذلك إلى اللامبالاة من قبل المواطنين في أخذ مخلفاتهم الصلبة إلى أماكنها المخصصة بها، علماً بأن عامل النظافة يقوم بدوره رغم التقصير الحاصل من قبلهم ويرجع ذلك إلى أسباب عدة منها عدم تثبيتهم إلى الآن، لهذا لابد للمواطن مساعدة عامل النظافة وذلك نقل المخلفات إلى أماكنها المخصصة، أما بخصوص المؤتمر وانعقاده نتمنى أن يخرج بمخرجات ايجابية وناجحة تساعد على انتشال المدينة من الوضع الراهن لها. بينما قال الأخ عبد القادر عبد الوهاب: بالنسبة لموضوع النظافة في عدن أو أي محافظة أخرى فمن وجهت نظري نحمل المسؤولية أولاً للمواطن المتقاعس عن تأدية واجبه وكذا عدم التزامه بالقواعد والقوانين الخاصة بصندوق النظافة وتحسين المدينة أولاً بأول، وثانياً الجهات المعنية بذلك لأنها لا تقوم بمراقبة عمالها وتوزيعهم على كل مديريات المحافظة بالشكل الصحيح وذلك لتأدية واجبهم بطريقة سليمة. . وخلال جولاتنا هذه التقينا بالأخ رمزي عبد السلام عامر والذي قال: إن النظافة في مدينة عدن هذه الأيام أصبحت مهمشة وغير محض اهتمام المسئولين في المحافظة، وذلك على عكس ما كانت عليه المدينة في السابق، وطبعاً يعود تكدس هذه المخلفات في كل مكان إلى غياب دور المواطن الذي يعتبر المحور الأساسي في هذه العملية وأيضا غياب دور عامل النظافة وذلك نتيجة غياب الدور الرقابي من قبل الجهات المسئولة والمعنية. وأضاف: حيث كانت في السابق تقوم سيارات القمامة برحلاتها بطريقة مستمر تصل إلى (3) مرات في اليوم (صباح وظهيرة ومساء) أما الآن أصبحت هذه العملية ضعيفة ولا تقام غير مرة واحدة في اليوم وبشكل غير منتظم لعملية نقل المخلفات الصلبة، وأفاد: إلى أن الإهمال الحاصل في نقل هذه المخلفات يرجع إلى إهمال المواطن نفسه ومن ثم إلى تقصير دور عامل النظافة كل هذه الأمور أدت إلى تراكم المخلفات الصلبة وتكدسها بالشارع، لهذا نتمنى من المؤتمر أن يخرج بحلول سليمة وذلك من اجل إعادة مدينة عدن لسابق عهدها. المسئول الأول والأخير و آخر جولاتنا الاستطلاعية كانت مع الأخ رشيد علي محمد الذي عبر عن رأيه بخصوص هذا الموضوع بقوله: إن عملية النظافة في مدينة عدن أصبحت عملية مهملة بشكل ملحوظ وغير عادي، وأصبح المسئول الأول والأخير في هذه العملية هو المواطن نفسه لأن الدولة هي مكملة فقط لهذه العملية، كما أصبح عامل النظافة لا يقوم بدورة بالشكل المطلوب وذلك نتيجة غياب دور الرقابة عليهم من خلال ردعهم من قبل الجهات الحكومية باتخاذ الإجراءات اللازمة بحق هؤلاء المتخلفين في عملهم. - وقال: أما بالنسبة للمؤتمر نتمنى أن يخرج بقرارات ناجحة وسليمة وذلك كي تحظى العاصمة بالنظافة الشاملة مثل باقي الدول العربية.