جامعة تعز الصرح العلمي الكبير الذي ساهم بشكل كبير بتخريج الآلاف من الطلاب بعدة مجالات، ليبرز بذلك دور نخبة من الأساتذة والدكاترة والتي بدورها نظمت لهم نيابة الدراسات العليا والبحث العلمي حفلاً تكريمياً لنخبة من أعضاء هيئة التدريس الذين تم إيفادهم إلى الجامعات اليمنية والأجنبية منذ تأسيس جامعة تعز وحتى يوم إعلان الجامعة، عهد جديد بدأته الجامعة بتكريمهم وتقديراً للجهود التي يبذلونها، ومنها كتابة البحوث وتحري الدقة والمصداقية في تناول الموضوعات وصولاً إلى الإسهامات المباشرة في معالجة المشكلات التي يعاني منها الواقع اليمني بمؤسساته العامة والخاصة، كانت صحيفة الجمهورية حاضرة هكذا فعالية متميزة نظمت ولأول مرة ليطرح لنا نخبة من هؤلاء بصمات شعورهم بهذا اليوم وبعض الصعوبات التي تواجههم أثناء أداء واجبهم العلمي بالجامعة وإليكم حصيلة اللقاءات. بادرة اعتراف أوضحت الدكتورة خديجة السياغي نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي قائلة: إن تقدم وتطوير المجتمعات لن يتم إلا بهؤلاء الأساتذة المتخصصين في الجامعات اليمنية في مختلف المجالات الذين يبذلون جهوداً حثيثة في خدمة الوطن، والحريصين على بناء المجتمع والتفاعل معه بإيجابية، والحريصين على تحصيل العلوم المتطورة ومواكبة المستجدات في مختلف المجالات، ومنهم من تحمل معاناة الغربة ليتحصل على المعارف وينقلها إلى بلده في أقصر وقت ممكن. وأضافت: إن من الضروري تحري المصداقية واتباع الأنظمة القانونية من قبل المبتعثين للدراسة في الخارج والملحق الثقافي، لكون البعض يعمد إلى تمديد سنوات الدراسة دونما أي سبب وهذا لا يترك مجال للآخرين من الطلاب الالتحاق بالجامعة لكونها تتبع نظام الإحلال، إلا أن بعض منهم رفعوا من مستوى اليمن بعدة جوانب بتلك البلدان وبعض منهم تواجههم إشكاليات وبحاجة إلى تمديد الدراسة، ومنهم أكملوا دراستهم قبل الفترة المتاحة لهم وهذا يترك لهم مجالا لإتاحة الدراسة لطلاب آخرين، وأكدت بأن الكوكبة التي تم تكريمها ما هي إلا بادرة لاعتراف بجدارة أعضاء هيئة التدريس، وسيتم بالمرحلة القادمة إنشاء إدارة مرصد بإدارة البحث العلمي بالجامعة والمخول لها رصد المميزين من أعضاء هيئة التدريس وأخذ كافة الوثائق وسيصدر كتاب للسيرة الذاتية للمكرمين هذا العام والأعوام القادمة، وتمويل بحث عام 2013م لتقييم أعضاء هيئة التدريس، بحسب المعايير المخصصة لذلك، ومنها الالتزام بقوانين التعليم وحسن التعامل مع الطلاب للارتقاء بالمستوى العلمي بالجامعة والرفد بها إلى الأفضل، فهيئة التدريس هم الجنود المجهولون وغيرهم من تميزوا برسائل الماجستير والدكتوراه ورفعوا من شأن اليمن بالخارج وسيعقب ذلك التكريم تكريم أخرى بمجالات مختلفة. أساس جامعي وقال الأخ الدكتور عبدالرحمن صبري نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية، بأن الجامعة تجاوزت العديد من الإشكاليات التي كانت تحدث، ولن تكلل جهود الجميع بالنجاح إلا إذا صاحبها الإصرار والإرادة للارتقاء بمستوى الجامعة بكافة المجالات، فتكريم هيئة التدريس ممثلة لنخبة من الدكاترة وهناك الكثيرون منهم والمتميزون بكل ما يقدمونه، سيتم تكريمهم باحتفالات أخرى، في حين أن هذا التكريم تم بناء على تقدير الباحثين من أساتذة الجامعة الذين أبرزوا وأظهروا مكانة اليمن في المجال العلمي من خلال بحوثهم العلمية وقدموا للعلم رصيداً علمياً يفيد المجتمعات كل في مجال اختصاصه. وأضاف بأنه سيتم تشكيل لجنة من أجل بناء أساس جامعي متطور وتمثل رؤساء الأقسام وعمداء الكليات والموظفين للارتقاء بمستوى الجامعة، لتجاوز كافة المعوقات التي مازالت تعيق التعليم الجامعي بالمحافظة. محور رئيسي الدكتور فيصل القباطي تخصص تخطيط اقتصادية التعليم كلية التربية جامعة تعز قال: لقد كنت من ضمن المكرمين من قبل جامعة تعز واعتبر ذلك لفتة رائعة وكريمة من قبل جامعة تعز والدراسات العليا ممثلة بالدكتورة خديجة السياغي، لهيئة التدريس المتميزين وهذا يعطي دافعا لنا لإبراز دورنا بشكل أكبر ودعم العملية التعليمية، وهذا سيحدث تغييرا وحافزا لهيئة التدريس للاهتمام بالتعليم؛ لكون العملية التعليمية لا تقتصر على القلم والقاعة الدراسية فقط فهناك عوامل نفسية تجعل هيئة التدريس يمارسون عملهم بالشكل المطلوب. وأضاف: هناك بعض القصور من حيث عدم وجود لقاءات دورية أو شهرية ما بين أعضاء هيئة التدريس ورئاسة الجامعة لطرح المشاكل التي تواجهنا ومنها عدم توفير الوسائل التعليمية بالشكل المطلوب لتعيق فعالية مستوى التحصيل العلمي، والدعم المادي للهيئة التدريس ضعيفة كما أن النقابة بصورة مستمرة لمتابعة ذلك، وأوجه كلمة لرئيس الجمهورية ومجلس الوزراء ووزير التعليم العالي ورئيس جامعة تعز بإعادة النظر باللوائح والقوانين والأنظمة للتعليم الجامعي لكونه هو المحور الرئيسي لأي دولة في العالم. من جانبه قال الدكتور طلال المخلافي عضو هيئة التدريس قسم التاريخ، كلية الآداب جامعة تعز ومشرف كلية التربية فرع مخلاف: إن الفكرة لا غبار عليها إطلاقا وعلى الرغم من وجود بعض السلبيات إلا أن تنظيم هكذا فعالية تعد بداية رائعة، وقال كنا نطمح بالمشاركة في بناء المجتمع وها نحن نحقق جزءا منها ذلك، كما أن بعض الطلاب المنتسبين للجامعة مستواهم العلمي ضعيف ونواجه صعوبة بالتعامل معهم، وهناك إشكاليات علمية أو مادية من قبل رئاسة الجامعة، منها الاستقلالية وإعطاء نسب مالية حتى تساهم في تشجيع البحث العلمي بالجامعة، وغيرها من المشاكل التي تخص الطاقم الإداري بالجامعة، في حين أن رئاسة الجامعة لا يتمثل عملها بالعمل الإداري فقط في توقيع شيكات أو ما شابه ذلك وإنما المهمة الحقيقية لها هي البحث العلمي والمجتمع والتدريس، ونتمنى الخروج من كل ذلك باختيار الشخص المناسب بالمكان المناسب بالجانب الأكاديمي والإداري. وأردف: إن أغلبية الملحق الثقافي والسفراء بالدول الخارجية لا يمتلكون مؤهلات فكيف لهم الإشراف على أكاديميين ومساندتهم وهم لا يعون ذلك، ومقارنة بدول أخرى الملحق الثقافي هي من تتحمل المعاملات المادية والمعنوية وتترك مجالا للطالب للدراسة بالشكل المطلوب، فالطالب المتميز بدراسته يجب أن يكرمه السفراء لا أن تخلق فجوة واسعة بينها وبين الطالب، لكونه يرفع مستوى اليمن وسفيرا لها بالخارج، فنحن سننطلق باستخدام الإمكانيات التي تمتلكها اليمن من تاريخ وموروث ثقافي وغير ذلك لإحداث ازدهار وتطوير لمستقبل اليمن. قضايا المجتمع وعبر الدكتور عبد الرقيب السماوي تخصص إدارة وتخطيط تربوي كلية التربية رئيس وحدة الجودة في دائرة التطوير الأكاديمي جامعة تعز عن رأيه بخصوص ذلك قائلاً: إن تكريم الجامعة لهيئة التدريس يمثل حافزاً لتطوير القدرات والذات لكونه يلاحظ أن هناك من يقدر الجهود التي يقوم بها، فعضو هيئة التدريس باحث قبل أن يكون مدرساً ويجب أن يكون مطلعا على قضايا المجتمع والتطورات العلمية والتقنية سواء بمجال تخصصه أو بمجال البحث العلمي أو بمجال الثقافة العامة، لكونه هو المسئول عن تمثيل دور الجامعة، فهذا التكريم أول بادرة، ومن ضمن الصعوبات التي تواجه هيئة التدريس هي الإجراءات الإدارية الروتينية فمثلاً إذا أراد المشاركة بمؤتمر خارجي فالإجراءات الخاصة بذلك ما بين صنعاءوتعز تكتمل يكون المؤتمر حينها قد اكتملت أعماله، وهذا ما يقلل من أعضاء هيئة التدريس المشاركة بالمؤتمرات، بالإضافة إلى ذلك صعوبة النشر بالمجالات العلمية، ونحتاج إلى فترة زمنية طويلة تصل إلى أكثر من سنة، كما إننا بحاجة إلى مكتبة متنوعة بمصادر حديثة، وهذا يؤثر على مستوى أداء هيئة التدريس والطلاب، فالموفد الداخلي يعاني معاناة أكثر من الموفد الخارجي بعدة جوانب.