كان مدرب منتخب الإمارات مهدي علي واضحاً في الإشارة أنه سيجري بعض التغييرات في تشكيلته بعض ان ضمن التأهل الى نصف النهائي، ما عزز الأمل عند العمانيين في خطف الفوز واكمال المشوار .. المنتخب الإماراتي كان مقنعاً حتى الآن وأثبت انتظاماً في الاداء والتوازن بين الدفاع والهجوم، بالرغم من الارتباك لدقائق في الشوط الثاني أمام البحرين، وقدم أكثر من لاعب موهوب في مقدمتهم عمر عبد الرحمن وماجد حسن (صاحب هدف الفوز على البحرين) وحمدان اسماعيل واسماعل الحمادي وعبدالهل موسى وعلي مبخوت وعامر عبد الرحمن وغيرهم.. لكن «الأبيض» الإماراتي الذي لفت الأنظار بفوزه على قطر 3-1 في الجولة الأولى، تعامل مع الأمور بطريقة مختلفة امام اصحاب الارض، فرضح لضغوط اكثر من ثلاثين الف متفرج منحوا منتخبهم شحنة معنوية هائلة لفرض أفضليته على المجريات، الا انه لم يمنع اللاعب المهاري عمر عبد الرحمن والمخضرم اسماعيل مطر والمهاجم الخطير علي مبخوت من حسم الأمور وحجز أولى بطاقات نصف النهائي. مهدي ومهمة الفوز الفوز الثالث مهدي علي الذي يشرف على معظم عناصر هذه المجموعة منذ اعوام، وقادهم الى لقب كأس آسيا للشباب، وبلغ معهم ربع نهائي كأس العالم تحت 21 عاماً، ونهائي آسياد غوانزهو في الصين قبل ان يخسروا بصعوبة بالغة أمام اليابان، وليس هذا فقط، بل انه انتقل بنجاحاته إلى المنتخب الأولمبي وقاده للمشاركة في أُولمبياد لندن 2012. اعترف مهدي علي أن مواجهة البحرين لم تكن سهلة بقوله “المباراة كانت صعبة خصوصا امام صاحب الأرض وجماهيره الغفيرة”، وكان جريئاً عندما أشاد بلاعبي البحرين قائلاً:«اهنىء لاعبي المنتخب البحريني على أدائهم الرائع، فلقد أغلقوا المساحات أمامنا لكننا نجحنا في الفوز».. لكنه تحدث عن إراحة بعض اللاعبين أمام عمان حين قال:«سنسعى للفوز على عمان، وسنرى من سيكون جاهزا من اللاعبين بنسبة مئة بالمئة للمشاركة، ولكن سيكون هناك تغييرات في التشكيلة». مباراة مصيرية واذا كان “الابيض” لن يضع كل امكاناته في هذه المباراة كونه يفكر اكثر بمنافسه في نصف النهائي، فان منتخب عمان يعتبر المباراة مصيرية لانه يبحث عن فرصة للتأهل، ولذلك سيخوضها بكل قوة، وسيعمل مدربه الفرنسي بول لوغوين على اشراك افضل ما لديه من لاعبين بعد ان اجرى تغييرات عدة في المباراة الثانية. وقال لوغوين بعد مباراة قطر:«لا نستحق الخسارة، كنا الأفضل وكنت اتوقع الفوز لاننا كنا الاكثر سيطرة على الكرة، لقد أهدرنا العديد من الفرص في الشوط الأول الذي كان غريبا ولكن للأسف لم نسجل منها». وتابع:«حظوظ عمان ما تزال قائمة، فانا اتأسف على عدم تحقيق الفوز في هذه المباراة لكنني فخور بما قدمه اللاعبون من جهد خلال اللقاء، فصحيح اننا لم نفز لكن هذا لا يقلل ابدا من جهدهم الكبير الذي بذلوه على مدار الشوطين، ونأمل ان نعوض في مباراة الامارات».. وكان أداء العمانيين أمام قطر جيداً خلافاً لما كانت عليه الحال في المباراة الافتتاحية مع أصحاب الأرض، وشكلت عودة صانع الألعاب فوزي بشير الى خط الوسط عاملاً إيجابيا في صناعة الهجمات التي افتقدت من يترجمها اذ فضل المدرب الفرنسي ابقاء المهاجم الخطير عماد الحوسني على مقاعد الاحتياط قبل ان يزج به في الشوط الثاني .. وتأثر العمانيون بغياب حارس المرمى علي الحبسي بعد ان رفض ناديه ويغان الانجليزي تحريره للمشاركة في البطولة، لان بديله مازن الكاسبي ما يزال يفتقد الى الخبرة المطلولة في مثل هذه البطولات. وأحرز الحبسي لقب أفضل حارس في دورات الخليج أربع مرات متتالية(2003 2009).