قرار اختيار محافظة تعز عاصمة ثقافيه يعد حدثاً سياسياً تاريخياً مهماً وعظيماً لهذه المحافظة المعطاء.. وتستحق تعز أن تكون عاصمة ثقافية لليمن، فقد كانت وما زالت معيناً لا ينضب من المثقفين والمفكرين والعلماء والفنانين والأدباء والشعراء الكبار والثوار والتجار ورجال المال والأعمال والمعمار.. وهي فوق هذا وذاك موطن السحر والجمال خلقاً وخلقاً، وبالمختصر المفيد هي إحدى جنات الله على الأرض التي حولها جهل علية القوم في السنوات الماضية إلى محافظه بائسة عطشى يعشعش فيها الجهل والفقر والمرض، ويوزع فيها الماء كما يوزع في حارة السقايين في العهود الماضية، على الرغم من أنها من المحافظات التي يسقط فيها المطر طوال العام، ويستبعد أن يكون ماؤها غوراً، وإذ لم نجد الماء فهناك إمكانية تحلية مياه البحر إذ إنها محافظة محاذية للبحر، ولكن البعض من شر ما خلق الله لم يرد لهذه المحافظة الخير.. ونتمنى من كل قلوبنا أن لا يكون قرار اختيار محافظة تعز عاصمة ثقافية لليمن مجرد حبر على ورق، بل نتمنى أن يكون ذلك القرار ينفذ على أرض الواقع المعيش من خلال إقامة وتأسيس البنية التحتية للفعاليات والأنشطة الثقافية التي ستحتضنها محافظة تعز، لأنه من دون وجود البنية التحتية الثقافية لا يمكن الحديث عن عاصمة ثقافيه.. كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن تعز عاصمة ثقافية للجمهورية اليمنية ليست لعام واحد مما يعني الابتعاد عن الطابع الانتقائي الذي غلب على التجربتين السابقتين لصنعاء وتريم، والتركيز على التنمية الثقافية بوصفها هدفاً رئيسياً، والعمل على تحويل تعز إلى مصدر إشعاع تنويري ثقافي لليمن كل ، كما كانت وما زالت.. ونؤكد هنا على أهمية توفير الدعم المادي والمعنوي الذي من دونه لا يمكن أن تقام هناك فعاليات ثقافية، مع أهمية أن تكون الأنشطة الثقافية مستوعبة لكل المثقفين والمبدعين في مختلف المحافظات، كما أكدت لجنة التنسيق الخاصة بتعز عاصمة للثقافة اليمنية، والتي أكدت أيضا على أهمية الاستفادة من الطابع التجاري للمدينة وأسلوب إدارة المؤسسات التجارية الكبرى الناجحة بما يسهم في جعل تعز عاصمة ثقافية لليمن بحق وحقيقة..