الحوار الوطني مطلب كل اليمنيين فمنهم من ينظر إلى أنه قد تأخر ومنهم من يقول ليس له خيار إلا أن ينجح وكل هذا وذاك مربوط بالمتحاورين وبتطلعات أمل كل الشعب اليمني برجاحة وحكمة المتحاورين لإيصال البلد إلى بر الأمان الاستطلاع التالي يتحدث فيه أكاديميون وشخصيات اجتماعية حول مؤتمر الحوار الوطني والنتائج المتوقعة منه.. يجمع شمل الأمة الأستاذ حمود عباد وزير الأوقاف والإرشاد قال: إن الحوار الذي يجمع شمل الأمة ويعزز من قوة اليمن ومن قوة وحدتها ويؤسس بعدالة حقيقية في داخل مجتمعنا ويؤكد حرية الرأي و الرأي الآخر والمواطنة المتساوية وأن يكون جميع المواطنين شركاء في وطنهم هذه من أهم مقاصد الشريعة ومن أهم مقاصد الدين، وهو ما ينبغي بالفعل أن يكرس له الجهود ولعل ملتقى الدعاة الذي عقد في صنعاء قد أكد هذه المعاني وهو ملتقى أعدته وزارة الأوقاف لإنجاح الحوار الوطني ولدعوة جميع أطراف العمل السياسي وبالأخص الأطراف التي وقعت على المبادرة الخليجية في أنها تسعى في إنجاح هذا المؤتمر لأن مصداقيتها ستتمثل بمقدار دورها في إنجاح مضامين الحوار الوطني الذي يهدف إلى قوة اليمن نحن في الحقيقة نقف على مفترق طرق تاريخية مهمة جداً إما أن نعزز فيها قوتنا ووحدتنا وإما أن نعرض وجودنا ووحدتنا إلى حالة من الاهتزاز، ولا يمكن أن يحل الإشكال إلا أن نتفق على ثوابت الوطن الأساسية التي تنتهي إليها والتي نقف على أرضية جميعاً كمواطنين أسوياء متساوين في الحقوق والواجبات ومتساوين في الذمم العامة قادرين على أن نسهم جميعاً في بناء هذا الوطن بقدر من الكفاءة وبقدر من غياب المحسوبية وبقدر من وجود العدل وبالتأكيد على أن اليمنيين جميعاً يتساوون في كل شيء وعلى هذا الأساس إن شاء الله مؤتمر الحوار نطمع إلى أن ينشد حلا لهذه القضايا ويرفع المظالم وفرض التعويضات التي يتطلب الأمر فيها إقرار الحق لأهله ورفع أي مظلمة في أي من أجزاء وطننا الكبير, والحوار الوطني ليس له خيار إلا أن ينجح وإلا سيكون وجودنا كله مهددا سواء كأحزاب أو كحكومة أو قوى مدنية أو شمال أو جنوب ليس من مصلحتنا إلا أن ينجح الحوار الوطني. أمر مطلوب الدكتور حسن محمد سعيد الصبري أستاذ المحاسبة بكلية التجارة جامعة صنعاء قال: الحوار الوطني أمر مطلوب وقد تأخر وكان يفترض أن يبدأ مبكراً قبل حصول المشاكل التي حصلت في البلد وهناك قضايا كثيرة يجب أن تُدرس وأن تُناقش وأن تطلع بنتائج مفيدة للناس جميعاً منها القضايا الاقتصادية وقضايا التوظيف والعمالة وكل ما يتعلق بشكل الدولة كيف ستكون عليها الدولة مستقبلاً وكيف يكون الدستور مستقبلاً حتى تكون الرؤية واضحة لكل الناس ونتمنى أن يخرج الحوار الوطني بأشياء مفيدة لكل الناس وبحلول فاصلة ترضي كل الأطراف وتعمل على حل كل المشاكل الموجودة وأقول للإخوة المتحاورين أو الذين سيشاركون في الحوار أن يكونوا جادين في حوارهم لأنه إذا لم يكن هناك جدية في الحوار فلن يطلعوا بنتيجة . المرحلة الثانية من المبادرة ومن جانبه تحدث القاضي محمد محسن الرقيحي – إمام الجامع الكبير بصنعاء، قائلاً: إن الحوار الوطني يعد المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية والذي يجب أن يكون تحت مظلة اليمن الواحد بعيداً عن المذهبية والطائفية والمناطقية فهو صمام الأمان لليمن واليمنيين وطريق النجاة للوطن من كل تأثيرات الأزمة التي أثرت سلباً على اليمن اقتصادياً وأمنياً واجتماعياً وتعليمياً , ونجاحه سيوفر مناخاً صحياً لاستمرار عجلة التنمية والوصول إلى مستقبل زاهر مستقر يعيش فيه اليمنيون في أمن وأمان واستقرار فنجاحه يعُد إنجازاً تاريخياً على طريق بناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون ورسم معالم مستقبل ومشرق ووضاءً, وعلى الجميع من أحزاب سياسية ومنظمات مدنية ومجتمعية وأفراد أن يهيئوا أجواء ومناخات صحية لإنجاح هذا المؤتمر بحوار مفتوح لجميع الآراء وتوحيدها وتوافق الأفكار بحيث يخرج المؤتمر بنتائج ملبية لكل تطلعات وآمال وطموحات جميع شرائح وتكوينات المجتمع وبما ينسجم مع طبيعة المجتمع اليمني, فهناك قضايا متعددة ومتنوعة ستكون في شكل محاور نقاشية ستطرح على المتحاورين ومنها تتناول قضايا أهمها بناء الدولة المدنية الحديثة وأخرى دستورية وقانونية واقتصادية واجتماعية وأمنية ومنها البطالة في أوساط الشباب الجامعيين والأكاديميين داخل ساحات الاعتصامات أو خارجها والمواطنين المتضررين من بقاء الاعتصامات في أحيائهم وقضايا التعيينات والإقصاءات غير القانونية وتحسين دخل الموظف العام وإطلاق المرحلة الرابعة من الاستراتيجية الوطنية للأجور والمرتبات؛ لذا على المشاركين في الحوار الوطني من المكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والجمعيات والفئات والأفراد والمكونات الأخرى عليهم التحلي بروح المسئولية، وأن يكون همهم الأول هو الوطن والخروج بنتائج وقرارات تحافظ على وحدة الوطن وأمنه واستقراره وأنا متفائل بنجاح هذا المؤتمر الوطني فبالحوار المفتوح وتوافق الأفكار والآراء وتوحيدها وجعل الوطن فوق كل اعتبار سيكون النجاح الكبير للوطن الكبير. الطريق الأمثل الدكتور إبراهيم أبو طالب أستاذ الأدب والنقد الحديث المساعد، ورئيس قسم اللغة العربية بكلية التربية أرحب جامعة صنعاء قال: الحوار الوطني هو الطريق الأمثل والوحيد والأكثر حضارية وديمقراطية وفاعلية لحل قضايانا الوطنية السياسية منها والاجتماعية، وبعد أن نطقت الأسلحة وسقطت الضحايا وزادت المآسي لم يعد من سبيل سوى أن ينطق العقل ويتحدث الحوار وتتقارب وجهات النظر ويجب على الجميع إدراك المسؤولية في بناء الحياة وحبها وفهمها، وحب الوطن والعمل من أجل بنائه والاستمتاع به والاطمئنان فيه، فالحياة أقصر من أن نقضيها في هذا اللهيب والقلق والتأزم والتعب، والحروب التي لا أول لها ولا آخر في كل جوانب حياتنا، ونحن في عصر التطورات والوعي والثقافة فلا عودة للتخلف والتشنج والتعصب بكل أشكاله المقيتة والمتخلفة فمن أهم القضايا هي تلك العالقة في الشأن السياسي بالدرجة الأولى كقضية الجنوب وقضية صعدة وما نجم عنهما من سلسلة من الموضوعات الصغيرة المتداعية عنهما بسبب الكثير من التسويفات وعدم الوقوف عند تلك الموضوعات من البداية بروح المسؤولية الوطنية الخالصة، وإدراك العواقب، ومن بعدها تأتي الموضوعات التي تعني كل مواطن من طلباته للعيش الكريم والوطن الآمن والإحساس بالقانون الذي يحميه ويكفل له ألا تنتهك أدميته ووجوده الذي كرمه الله به ، وكلها وإن اختلفت العبارات والمصطلحات والمفاهيم تصبُّ في مدار واحد يريده المواطن اليمني يتمثل في حياة كريمة مستقرة لا يفسدها تعصب ولا تنتهكها عنجهية سواء جاءت في زي قبلي أو عسكري أو ديني ولكن مدنية حقيقية فلسنا أقل من غيرنا ممن عرفوا الاستقرار والتحول من بدو رحل كانوا يعيشون في صحراء قاحلة إلى مدنيين آمنين منعمين بالخيرات في جنات وعيون ومدن عملاقة حضارية يسودها القانون والمدنية والنظافة فالتوقعات تأخذ جانبين الأول: تفاؤلي في أن المتحاورين يدركون حقيقة هذه الفرصة الحضارية والتلاقي الواعي والتقارب لرسم يمن متطلع فخور بأبنائه بروحهم المحبة وبتناسيهم لمصالحهم الضيقة ومصالح أحزابهم التي لا تتجاوز أفقها الضيق مهما اعتقدت باتساعه، فإنه لا يقارن باتساع أفق الوطن وسلامته ومصلحته الكبرى، والجانب الآخر: يخالطه كثير من عدم التفاؤل نتيجةً لوجود بعض من أدمنوا اللعب بالأوراق وأجادوا استثمارها لمصالحهم الشخصية ولم يقفوا يوماً بصدق في صف المواطن وهمومه والوطن وأصالته وحقيقة آلامه التي كانوا سبباً رئيسا في إذكائها. حسن النية أولاً كما تحدث الدكتور. منصور العامري أستاذ الخطر والتأمين كلية التجارة بجامعة صنعاء، قائلاً: الحوار الوطني شيء طيب، لكن أتمنى أن كل الأطراف تدخل بحسن نية؛ لأنه إذا دخلوا بحسن نية فسينجح الحوار، وأما إذا دخلوا بسوء نية وكل جهة تهدف لإفشال الطرف الآخر فلن تكون هناك نتائج، ونتمنى من الأحزاب والأطراف جميعاً أن يقدموا من سيمثلهم ناساً جيدين بحيث لا يكونون ناساً سيئين أو ناسا تاريخهم سيئ نريد ناس يحبون الخير للبلد أما الناس القُدام لم يصنعوا شيء وأعتقد من وجهة نظري أنهم سيناقشون قضايا محددة مثل قضايا صعدة والجنوب والتوافق وأما القضايا التي تهم اليمن ستكون مهمشة حسب وجهة نظري وأتمنى أن يناقشوا تحقيق العدالة والحرية والأمن والاستقرار لأي يمني بغض النظر من يكون والى أي منطقة ينتمي أو قبيلة.. نريد دولة مدنية. مطلب جماهيري الدكتور حسين محمد جغمان رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون كلية الإعلام بجامعة صنعاء، قال من جانبه: الحقيقة أن الحوار يعد مطلبا جماهيريا نتمنى أن يعقد الحوار وتحضر جميع الأطراف ويكون هناك تفاعل إيجابي والذي يحقق أماني الشعب؛ لأننا نعتبر الحوار الأمل الذي نتمسك به، وأن تتوافق كل القوى السياسية في إخراج الحوار بصورة مشرفة تعيد هيبة الدولة وتنهض بالمجتمع اليمني في كل المجالات وأوصي إخواني الذين سيحضرون المؤتمر بأن يضعوا في اعتبارهم بأن الناس قد تعبوا كثيراً جداً من الأحداث التي حصلت وتحملوا معاناة شديدة جداً ويجب أن يقوموا بدورهم المطلوب فالمطلب الرئيسي هو الجانب الأمني لتعزيز هيبة الدولة والقضاء على السلبيات الموجودة حالياً ومحاربة الفساد بشتى صوره، وبالإضافة إلى الجانب الأمني الجانب الاقتصادي وكذلك مناقشة شكل الدولة القادم هل نظام برلماني أم نظام رئاسي وكيف ستكون نظام أقاليم أم فيدراليا حسب ما تطرح بعض القوى، لكني مع الدولة الاندماجية وإن شاء الله يكون اتفاق وتعزيز للأمن لأن الكل متفق أن هناك خللا وهناك ضعف في هذا الجانب، وليس من مصلحة أي حزب أو أي طرف أن تظل الدولة ضعيفة بهذا الشكل أو أن هناك شخصاً متخلفاً يقطع الطريق والكهرباء ويسيء للدولة والمجتمع وإلى هذا الحزب أو ذاك لذلك من صالح الجميع أن ينجح الحوار لتكون هناك دولة قوية، إضافة إلى استكمال هيكلة الجيش والأمن واستكمال هيكلة المؤسسات الحكومية المدنية؛ لأن هناك تضخما كبيرا جداً وخاصة في الفترة الماضية ويتم الاتفاق عليها ولا تنتج. الحوار لغة شعب اليمن أما الشيخ عبدالكريم بن علي محمد الشقاقي شيخ بمديرية ضوران آنس تحدث عن رأي القبيلة في الحوار الوطني فقال: رأي القبيلة في الحوار الوطني هذه العبارة المضيئة والوهاجة في مفهوم لغتنا العربية والمتمثلة في مسمى الحوار الوطني دون التدخل الخارجي على أن يكون بمفهومه الصحيح فالحوار في لغة شعب اليمن عبر التاريخ ولنا مثال رائع في مملكة سبأ وعلى لسان ملكتها بلقيس وحوارها مع نبي الله سليمان عليه السلام فقد ضربت لنا أروع الأمثلة في رقي حوارها ومخاطبتها لقومها وأخذ المشورة على الرغم من أن لها حق فصل الخطاب وأخذ القرار النهائي وتقرير مصير شعبها، لكن الحكمة والفراسة التي يتمتع بها الإنسان اليمني سواء في التاريخ البعيد أو حاضر اليوم جعلها تنهج نهج الشورى أي إننا أسسنا الشورى وأول من مارسها وعمل بها فالحوار مبني على أن يكون الجميع مؤمنين بمعانيه وهو الحوار والتفاهم والقبول بالآخر دون الإقصاء والحوار هو القضية العامة وخدمة المجتمع اليمني من أقصاه إلى أدناه ومعالجة أوضاع البلاد عامة الحوار هو التآلف وهو الموحد والمضمد جراح الشعب وننظر إلى مصلحة الوطن فلا ننظر من منظور ضيق أو مصالح شخصية أو حزبية أو طائفية فالحوار من أجل رفع المعاناة عن كاهل هذا المواطن وهذا الوطن من أجل الحفاظ على مقدرات هذا الوطن ومن أجل الأمن والاستقرار للشعب اليمني قاطبة والحوار من أجل تجنيب الوطن والمواطن ويلات الانفلات الأمني وغلاء الأسعار من أجل رفع الاقتصاد لينعم بها المواطن سواء في المدينة أو الريف والحوار من أجل ترسيخ وحدة الوطن ومن أجل المواطنة المتساوية في إطار الوطن الواحد وهو ما ينشده المواطن اليمني من أقصاه إلى أدناه فالحوار الوطني هو أن تقوم جميع الأطراف السياسية ومنظمات المجتمع اليمني المشاركة في الحوار الوطني بمناقشة أولويات الحوار وأولويات مطالب الشارع اليمني الضرورية والمهمة, ولكن بحسب قناعتي المستوحاة من واقع الحال قبل الحوار والتهيئة للحوار لا توجد بوادر حُسن النوايا لإخراج الوطن الجريح والشعب المذبوح من عنق الزجاجة والمصير مجهول؛ لأن هناك من يتربص بهذا الوطن والشعب الصابر شراً من التدخل الخارجي فأدعو الله أن يأخذ بأيدي المتحاورين إلى ما ينفع هذا البلد وهذا الشعب ويكونوا مثالاً لكل الشعوب العربية والإسلامية.