لو قدر لك أن تزور روضة جمعية المعاقين, لا تملك إلا أن تصاب بالفزع! ليس لأن أناس عاجزين عن كل شيئ كالمعاقين يفتقرون لأشياء كثيرة تجعلهم يحسون بآدمياتهم, وإنما لأن من يقومون برعايتهم يتعاملون معهم بقساوة لا متناهية فما أسوأ أن تُهان كرامة شخص مصاب بالإعاقة البدينة, ذلك هو ما يحدث في إحدى جمعيات المعاقين بتعز, لقد شاهدت وأنا أزور روضتها, كيف تنتهك “الطفولة المعاقة”!. تخيلوا معي طفلة معاقة حركياً عاجزة عن المشي والحركة تدرس على أرضية خشنة ومليئة بالزجاج والأوساخ, تجبرها المعلمة وبعنف لفظي ومعنوي على الزحف إلى الباص, ولقد رأيت طفلاً أصيب بزجاج إحدى الشبابيك في رأسه فلم تجد المدرسات حتى معقم لإيقاف نزيف دم الطفل. وبالاضافة إلى هذه المعاملة السيئة للأطفال المعاقين من قبل المربيين, واللامبالاة من إدارة الجمعية بتوفير الامكانيات الصحية البسيطة اللازمة, فإن ثلاث عربات فقط هي المتوفرة لنقل عدد كبير من المعاقين حركياً, وفي هذا المبنى الذي لا تتوفر فيه شروط المبنى المدرسي. مسؤولة مالية في إحدى عن روضات المعاقين، قالت إن الروضة التي تعمل فيها تعاني من شحة في الكوادر المتخصصة.. وعن المناهج الدراسية أكدت أنها أقل من حجم الطلاب, بالإضافة إلى فصول دراسية قليلة لا تسمح بالدراسة إلا إلى الصف الخامس الابتدائي، لكن الأمر الذي يستحق الاشادة هي محاولة المزج بين الأطفال المعاقين والأطفال السليمين في فصل واحد بهدف إخراجهم من العزلة التي يعيشون فيها. لقد عدت من هناك بقلب معاق وتساؤلات مؤلمة: كيف توكل مهمة رعاية معاقين بدنياً وأصحاء عقلياً لأناس أصحاء بدنياً ومعاقين عقليا وسلوكيا؟ ومن يضع حداً لإدارة معاقة تشرف على جمعية مهمتها تأهيل المعاقين؟ ومن أحق بالتأهيل المعاقين بدنياً أم المعاقين عقلياً ومعرفياً!. كنت أود التساؤل أيضا.. أين المسؤول عن المعاقين؟ أين الكوادر المؤهلة؟ أين الجهات المختصة؟ أين الرقابة التامة؟ أين القلوب الرحيمة؟ لكن.. من سيجيب!!