رغم قسوة البرد وشدة قرصه يستمتع اللاعبون الأردنيون وجماهيرهم بالدوري الساخن وبطولة الكأس التي لاتخلو مبارياتها من حرارة التنافس بين الفرق الكبيرة وتلك المصنفة أنها صغيرة..ولم يتوقف قطار الدوري, ولا عجلة الكأس عن الدوران..كما لم تغب الجماهير العاشقة لكرة القدم عن التواجد في أجواء مطيرة وبرودة تصل احيانا الى تحت الصفر!!..وهاهي البطولة قد أوشكت على اختتام نصف الإياب في الدوري ..ومنافسات الكأس في دور ثمن النهائي!!. أما عندنا فحدث ولاحرج عليك..الدوري متجمد في عز الحر وغياب البرد ..ومتوقف في الربيع والصيف والشتاء ..لأن الكرة اليمنية لاتعشق سوى أجواء فصل الخريف ..ويتهاون المسئولون عنها الى درجة أنهم لايأبهون إن توقفت الحركة الرياضية أم استمرت..وهي حالة مرضية بلغت حد وصفها بالمعضلة. لقد سعدنا بأن أقيمت الدورة التنشيطية للمرحوم بإذن الله تعالى الحاج أحمد هائل سعيد..في زمن الجمود للكرة اليمنية..جراء التصادمات والتداخلات والمهاترات بين الوزارة والاتحاد الكروي عن المسئولية ..فتفرق دم الضحية الرياضة بينهما..وتجمدت الحياة ..فكان للدورة التنشيطية دورها في ضخ الحياة في الكيان الرياضي..وإعادة الاعتبار للرياضة اليمنية.. للأسف الشديد والمرير معاً فإن إقامة تلك الدورة لم تطب لبعض أطراف المعضلة ..فحاولوا إفشال مساعي محافظ تعز شوقي هائل ونادي الصقر لكتابة فصل من فصول المبادرات النادرة في بلادنا ..والتي كان ينبغي على المسئولين الاتحاديين تشجيعها ودعمها بدلاً من محاربتها من خلال حثهم بعض الأندية على الانسحاب منها ..كيداً وحسداً ولو على حساب الرياضيين وأنديتهم المغلوبة على أمرها كونها تعاني كثيراً مالياً وإدارياً ..وترتبك حسابات أجهزتها الفنية..وتخس ميزانيتها التي هي في الأصل ضامرة وعظم بلا لحم.. بسبب توقف انطلاق الدوري.. ناهيك عن الخسارة التراكمية للمستوى للكرة اليمنية..والمردود الفني الضعيف الذي يتحصل عليه اللاعبون جراء الفترة الطويلة من الاسترخاء الإجباري ..ويظهر ذلك على أداء ونتائج منتخباتنا في المشاركات الخارجية الخليجية منها والآسيوية .. ففي البلدان العربية تحاول اتحاداتها الاستعانة بالمقتدرين من رجال المال والأعمال..والمؤسسات والشركات الصناعية وأصحاب البيوت التجارية ..من أجل إقامة دوريات كروية للمحترفين للإبقاء على جاهزية اللاعبين ورفع كفاءتهم وتطوير الكرة عندهم..فنجحوا في إيجاد شراكة معهم..وحصلت توليفة رائعة بين الرياضة وأرباب الأموال لدعم الكرة والأندية في السنوات العجاف ..ونجحت الجهود في الانتصار على مشكلات التوقف السلبي للدوري..وأخفق مسئولو اتحادنا في الاستفادة من تلك الخطوات للقيام بمثلها..وما رأيناه ووجدناه على واقعنا هو استفحال معضلة تجميد الدوري بقرارات مستعجلة دون دراسة لأخطارها وعواقبها على الرياضة في بلادنا..فمتى سينطلق الدوري عندنا..والدوريات في العالم قد قطعت ثلثي منافساتها ولم يتبق لها من مباريات الدوري والكأس سوى مباريات الحسم لصاحبي اللقبين؟؟!! لست متشائماً بل واقعي ..ومتألم من هذه المعضلة التي تزداد تشبثاً بعقلية مسئولي الكرة اليمنية..وتتحكم بمصير الكرة اليمنية..بل وتحكم عليها بالموت السريري..مالم نجد علاجاً ناجعاً وسريعاً لها..بعيداً عن الاتكالية والارتجالية والفوضى الفكرية ,التي تسيرها الى درجة (العر)في الترتيب العربي ناهيك عن أسوأ تصنيف عالمي!!.