كانت عدن ومازالت المدينة الملهمة والمعطاءة والساحرة والجميلة والفاتنة والمتحضرة وجنة الدنيا، والأم الرؤوم لأهلها والمقيمين بها، فقد سحرت هذه المدينة الكثير من الأدباء والمفكرين والشعراء والفنانين والعلماء والرحالة من أبنائها وغير أبنائها، وافتتنوا بها، حتى حط بها الرحال واتخذها سكناً وقال فيها شعراً جميلاً خالداً ومن بين هؤلاء الفنان الكبير والقدير: أبو بكر سالم بلفقيه. يعد الفنان الكبير أبو بكر سالم أحد الذين أحبوا عدن واستقروا فيها فترة من الزمن، وقالوا فيها شعراً رائعاً وجميلاً أصبح على كل لسان وسارت به الركبان بعد أن طالت ذلك الشعر يد الغناء والتلحين. ولد الفنان القدير أبو بكر سالم بلفقيه في مدينة تريم في حضرموت في عام 1939م، ومؤهلاته العلمية دبلوم معهد إعداد المعلمين بدأ العمل مدرساً للغة العربية لمدة ثلاث سنوات تفرغ بعدها كلية للفن.. وكانت بدايته الفنية في عام 1956م ما بين عدن وبيروت وجدة، وحط رحاله في جدة عام 1964م. وكانت الانطلاقة الفنية الأولى لأبي بكر سالم بلفقيه من مدينة عدن الحبيبة؛ إذ تغنى فيها بأغنيات خالدة وجميلة مازال يرددها الناس حتى اليوم وعندما حط الفنان أبو بكر سالم رحاله في جدة عام 1964م، كانت انطلاقته إلى شتى أرجاء الوطن العربي. ومن القصائد القديمة المغناة التي ذكر فيها أبو بكر سالم بلفقيه مدينة عدن قصيدة يا طائرة وهي من كلماته وأدائه وألحانه كما ورد ذلك في ديوانه “شاعر قبل الطرب” وتقول القصيدة: ياطائرة طيري على بندر عدن زاد الهوى زاد النوى زاد الشجن على الهجر ما أقدر أنا أشوف يومي سنة بالله ياطيار عجل بالمسير شمسان ذا بعده على قلبي عسير على الهجر ما أقدر أنا أشوف يومي سنة ذي جنة الدنيا حواها كل من **** ياسعد قلبي يوم ما ألقاه بامرح مع الأنغام من رؤياه وألحان أغنيها أنا وياه لباهي الخدين لي عندك سكن.. ياطائرة أبرز مشاركات الفنان أبو بكر سالم بلفقيه كانت في المهرجانات ومناسبات الأغاني الوطنية والأغاني العاطفية والتلحين والموسيقى. وخلال مسيرته الفنية كان له شرف التعاون مع أكثر من مطرب يمثلون أعلام الفن في أرجاء الوطن العربي مثل نجاح سلام، ووردة الجزائرية، وطلال مداح، ومحمد مرشد ناجي، إضافة إلى كثير من الفنانين الشباب الموجودين على الساحة الفنية أمثال : أصالة نصري، وذكرى، وأنغام، وروزان، وعبدالله الرويشد، وعبدالمجيد عبدالله، وراشد الماجد، وأصيل أبو بكر وغيرهم. ومن بين أبرز الجوائز والتقديرات التي حصل عليها الفنان أبو بكر سالم بلفقيه جائزة اليونسكو لأقوى الأصوات الثالث على مستوى العالم. وسام الفنون من الدرجة الأولى من الجمهورية اليمنية سلمه له الرئيس السابق للجمهورية علي عبدالله صالح. جائزة أوسكار الأغنية العربية شرم الشيخ جمهورية مصر العربية. الدكتوراه الفخرية من كل من جامعتي عدنوحضرموت. ومن القصائد التي كتبها الفنان أبو بكر سالم بلفقيه في عدن قصيدة “كل شيء إلا فراقك .. يا عدن” وتقول القصيدة : كل شيء مقبول كل شيء معقول كل شيء إلا فراقك ياعدن... يارسولي ؟ خذ معك وجدي وأشواقي وطير طف على شمسان واجزع ساحل أبين والغدير قل لهم قلبي على الهجران ما يحمل كثير كل شيء مقبول كل شيء معقول كل شيء إلا فراقك ياعدن.. شمسان ياعز رأسي يا أحيلي مكن أفديك وأفدي الذي هو في سفوحك سكن مشتاق طول الزمن الله الله يجمع شملنا في عدن كل شيء مقبول كل شيء معقول كل شيء إلا فراقك ياعدن.. ومن القصائد التي قالها الفنان أبو بكر سالم بلفقيه في عدن قصيدة “في شواطئ عدن” وتقول القصيدة .. في شواطئ عدن حامت بقربي حمامة ذوبتني وخلتني أسير ابتسامة والعجب في دقائق صادني الحب في الحال من يحب ما تهمه كلمة القيل والقال غن بالصوت نحن يا حاضن العدد واطرب غني لحن الهوى يمرح حبيبي ويقرب وان تجلى معي يتغير الحال من حال من يحب ما يهمه كلمة القيال والقال ياشواطئ المحبة خففي الجزر والمد لأجل من لول بحرك نشبك اليد باليد والحمائم تغرد والوتر يشرح الحال من يحب ما تهمه كلمة القيل والقال