معالي وزير التعليم الفني والتدريب المهني المحترم... والأستاذ/ جميل القدسي مدير عام التعليم الفني والتقني لمحافظة تعز قد تكون الكلمة مرة عندما لا يتقبلها الغير مخلصين وقد تكون الكلمة حلوة عندما يتقبلها المخلصون لهذا البلد من باب استشعارهم بأن المسئولية التي أولت إليهم تكليف وليست تشريفاً.. معالي الوزير والأخ الفاضل مدير عام التعليم الفني.. نتلقى سنوياً استمارة ما يعرف ببيانات المدرسين والمدربين واحتياجاتهم التدريبية والتأهيلية من إدارة التأهيل والتدريب وتحوي هذه الاستمارة أمنيات ووعوداً كاذبة لا تمت إلى الواقع الملموس بشيء ومن كثرة نزول الاستمارة حفظنا ومللنا ما يطرح فيها من أسئلة لا تترجم إلى الواقع بشيء، وأنا يا سيادة الوزير وحضرة المدير أحد موظفي التعليم الفني والتقني بمعهد الحصب أحمل بكالوريوس زراعة من خريجي عام 89/1990م أعمل منذ قرابة ثلاثة وعشرين سنة وبالأيام ثمانية ألف ومئتان وثمانين يوم “80، 82يوم” وبالساعات تسعة وأربعون ألف وستمائة وثمانون ساعة أعبر عن نفسي إني قد مللت من هذه الوعود والأمنيات الكاذبة التي تطرح عليَّ من خلال هذه الاستمارة بصيغة أسئلة وبالذات السؤال الذي يفرحني في بداية العام ويبكيني في نهايته عندما لا أحد إلا سراباً يحسبه الضمأن ماءً وهذا السؤال هو: ما هي الاحتياجات التدريبية والتأهيلية التي ترغب فيها حتى تلبي المهام التي تقوم بها؟ ويتبعه أسئلة قصيرة ما هي اللغات التي تجيدها؟ وهل ترغب أو هل لك القدرة على استخدام الحاسوب؟ وما هي الأنشطة التدريبية والتأهيلية التي سبق أن شاركت فيها محلياً وخارجياً فأجيب وكلي أمل أو يحدوني الأمل في تنفيذ ما عرض عليَّ وأن أتلمس ما عرض عليَّ واقعاً ملموساً في حياتي وحياة أمثالي فأجيب قائلاً: احتاج إلى تحضير الماجستير في إعادة زراعة محاصيل الحبوب كبديل للقات وأحتاج إلى دورة في مجال الحد من الحفر العشوائي للآبار في الأراضي اليمنية ودورة في كيفية إعادة السدود التحويلية التي أنشأها أجدادنا لاحتواء مياه الأمطار والاستفادة منها في ري المحاصيل الاقتصادية ودورة في كيفية ترشيد السكان للاستفادة من مياه الأمطار الهاطلة على أسقف المنازل. ودورة لغة انجليزية لأستعين بها على ما سأقوم به من دراسات بعد هذه الإجابة أسلم استمارة الاستبيان لمن كنت أعتقد أنه سيقوم بتنفيذ ما كنت أتمناه منذ أعوام أنتظر وكلي أمل في تنفيذ ما عرض عليَّ بثمن بخس فيمر الشهر والشهران حتى ينتهي العام وتتحول الفرحة إلى حزن ولم يتحقق لي أدنى ما طلبت في هذه الاستمارة ويبدأ العام الجديد فإذا بي أفاجأ بنفس الاستمارة تقرع باب معهدنا وأبواب بقية المعاهد وبنفس الأسئلة المملة!! وأنا مستمر لم أكل ولم أمل من الإجابة على هذه الأسئلة وأقول في نفسي عسى ولعل وربما يتحقق في هذا العام ما أصبو إليه أنا وأمثالي وأرمي اليأس خلفي، وهنا أقف معكم وقفة صغير بأن الاستمارة كانت تنزل بأربع ورق ثم اختصرت إلى ثلاث ورق ثم إلى ورقتين وفي هذا العام عام 2013م اختصرت إلى ورقة ولكن الجديد فيها تخصيص مربع في أعلاها بصورة 4*6 بالألوان في رأس الاستمارة، وهنا يبرز الاسكتش الضاحك فذهبت إلى المصور وطلبت أن يعمل لي صورة مع التحسين فعمل لي صورة محسنة تجعل من يراني يقول: يستحق هذا الشخص أن يحضر رسالة الماجستير والدكتوراه وكل ما فاته من دورات في داخل البلاد وبأثر رجعي لأن هذا حق عام لكل موظف لم يسبق له أن تدرب التدريب المسمى قبل الخدمة والتدريب خلال الخدمة لأننا اكتشفنا أن الدورات التي كانت تنزل لمستحقيها لم تصل لهم وإنما يأخذها مدراء العموم ومدراء المعاهد سابقاً وعمداء المعاهد لاحقاً حتى وإن كانت هذه الدورات لا تخصهم وإنما من أجل حصولهم على حفنة من الدولارات التي تصرف قبل الدورة وأثناء الدورة وفي نهاية الدورة وبحكم مناصبهم العليا لا يجب على مستحقي الدورات أن يرفعوا أصواتهم ويطالبوا بهذه الدورات من مدرائهم ويعترضوهم. وأعود فأقول وعندما اصطدم بالواقع المرير أجد أن ما عرض عليَّ هو عرض ساذج على طفل ساذج يتسلى به سنوياً ويعيش على أمنيات كاذبة وكلام مكتوب على ورق ولا يمت إلى الواقع بشيء والمضحك المبكي في آن واحد عندما أجيب على السؤال التالي وهو: ما هي الدورات التي تلقيتها خلال خدمتك في الداخل والخارج فأجيب وبكل سذاجة دورة في طرق تدريس لمدة أسبوع كأني من خلال هذه الدورة استطيع اختراع القنبلة النووية فأضحك ثم أبكي!. يا معالي الوزير ومديرنا الفاضل لعلي أطلت وأسهبت في حديثي معكم ولكن أعذرونا مثلما أنصتنا إليكم طيلة ثلاثة وعشرين عاماً وأمثالي كثير نستسمحكم أن تنصتوا لنا ولو ساعة اسمحوا لنا من وقتكم ولو ساعة: تلمسوا ما نعاني من وعود كاذبة تكاد تفقدنا الثقة بمن كلفوا ان يكونوا مسئولين عنا ومع احترامي لهم أظن أنهم لم يصلوا إلى أدنى مستوى للمسئولية عن الكادر الذي يديرونه. أخيراً كلي أمل ويحدوني الأمل ولعل هذه الكلمات البسيطة من الشخص البسيط تصل إلى مسامعكم وتدق شغاف قلوبكم ويشهد الله أني لم أكتب هذه الكلمات لغرض المكايدة لكنه بوح معصور بالتنهيدات المتراكمة طيلة عقدين، ولا أزكي نفسي بصدق ما قلت وباستحقاقنا لما حرمنا منه فهناك مئات الزملاء غيري في كافة المعاهد الفنية يعانون.