في كل مرة أسمع فيها عن أحدهم يغادر اليمن للعلاج بعد أن فقد الثقة بالطب في بلادنا أشعر بحجم المعاناة ، خاصة إن كان المواطن من ذوي الدخل المحدود والذي قد لا يملك ما يبيعه أو يرهنه أو لا يجد من يدينه ليستوفي ما يعينه على السفر .. أما عن أولئك الأسماء المشهورة والمحبوبة لدى الناس سواء كانوا فنانين أو إعلاميين أو حتى مثقفين فعُمق الجرح يمتد بعد أن نسمع أنهم يصارعون المرض بعيداً عن الرعاية والاهتمام من الدولة، وفي هذه المرة...مها البريهي ! عُرفت بالإيثار والالتماس لأوجاع من حولها، كان لي حوار معها ذات يوم وكانت الأكثر طلبا للخدمة لي ولمن حولي، وها هي اليوم تتوجع دون آذان تسمعها، مها البريهي اليوم في مصر على سرير المرض تصارع المرض بعد أن عرضت قطعة أرض تمتلكها للبيع، ووزارة الإعلام تمارس سلوكها المتعود عليه ب (الدعممة)، حتى إذا ما صرخ الجميع على صفحات الجرائد والفيسبوك (أنقذوا فلانا من فكي المرض والحاجة) يأتي رد الوزارة والمسئولين باختصار بكلمة (هااااااه) ..صباح الخير يا حكومتنا المدعممة! ما زلتُ أتساءل: مبدعونا ومواطنو هذه الأرض الطاهرة؛ هل هم بحاجة لكل هذا الصراخ حتى تلتفت أعينكم إليهم واحيانا لا تصل مساعداتكم إلا بعدما يفوت الأوان!؟ ولعل ما حدث لجرحى الثورة أكبر دليل؛ لم يُلتفت إليهم إلا بعد أن سالت دماء، وماذا عن مها البريهي يا وزارة الإعلام ..هل ستتنازلون قليلا عن أسلوبكم المُستفز في تهميش حقوق الإعلاميين حتى في أقسى الظروف، فتلفتوا بعين الحق إليها كواجب منكم لما قدمته البريهي للإعلام اليمني أم....؟! مازال هناك ثغرة أمل أن تغرسوا الفرحة لوجه إعلامي بشوش لطالما أسعدنا أمام وخلف الشاشة الصغيرة، فمازال للخير في هذه البلاد منابع لا بد أن ترى النور .. ألف سلامة للغالية والرائعة وقبل هذا "الإنسانة" مها البريهي، نسأل الله لك العودة للوطن سالمة ضاحكة كما أحببناكِ ..