كثر الحديث عن الدراما المدبلجة عموما التركية والكورية والمكسيكية و.. و... و.. ومحور كل الأحاديث هو عن محتوى ما تقدمه هذه الدراما والخطورة في ما تحاول أن ترسخه من ثقافة فيها الكثير من التعارض مع قيم المجتمع العربي ومن تصيب فضائل شبابه وأخلاقهم في مقتل هناك مشكلة في هذه الدراما الوافدة، لكن البعض يعتبر الأمر انفتاحا على ثقافة الآخر والتعرف عليه من خلال الدراما وألا يرى ضيراً في الدراما المدبلجة، لكن البعض الآخر، حاله كما وجدنا أحدهم يكتب قائلا: لا غرابة في ارتفاع نسبة الانحراف بين صفوف الفتيات في الوطن العربي، بعد أن أحل لهن المسلسل المدبلج التركي والكوري والهندي والمكسيكي باسم الحُبْ كل شيء، ورسم لهن مبادئ جديدة تفيد بأن الحُبْ إله يحلل ويحرم، ضارباً عرض الحائط بقيم الأخلاق والزواج، جاعلاً من المبادئ الدينية صورة الأنتيكة القديمة التي حان لها أن تُكسر. إننا وبحق أمام سرطان كبير بدأ يستشري ويأكل ما بقي من فتات قيمنا وأخلاقنا، لم يخدش حياءنا وحسب بل ابتلعهُ دفعة واحدة، لا تلقوا باللوم غداً على الأجيال القادمة، هذا ما سمحتم له بملء رؤوسها، فلتعمِلوا جهودكم على ملئها بالخير وإلا فذلك طبخ ساهمتم في طهيه ولكم نصيب من سُم حسائه، وحين نقول مدبلجة معناها: مطابقة الشفاه بين اللغة المحكية في المسلسل واللغة المراد الترجمة بها لتقديمها لجمهور معين يفهمها، إضافة إلى طول الجمل وقصرها والصياغة الكلامية، وإيجاد انسجام بين الشخصيات حتى لا يشعر المشاهد أن كل ممثل يتكلم وحده، وفى الغالب يتم تسجيل صوت كل ممثل على حدة، لصعوبة تجميعهم في وقت واحد ليتم الدوبلاج. إضافة إلى سهولة التنسيق والإعادة في حال الممثل الواحد. وحتى يكون الدوبلاج ناجحاً يتقمص الفنانون الذين يقومون بالعمل الفني أصوات وانفعالات وشخصيات الأبطال، ومن ثمَّ فهو تحويل وترجمة لغة المسلسل إلى لغة أخرى وفي حالتنا من اللغة التركية إلى العربية. ومن خلال هذا المدخل أحببت أن أسلط الضوء على هذا الموضوع؛ فأخذت آراء بعض الشباب في الدراما المدبلجة. تسلط ثقافي وسلوكي عصام صالح حسن: هذه الأفلام وإن كان في ظاهرها تعالج قضايا اجتماعية لكنها سرعان ما تنكشف على حقيقتها وحسب رأيي فهي تعمل على نسف قيم الطهر الأصيلة ومعول هدم لثقافات المجتمعات المحافظة؛ كونها تعمل على تدمير مستقبل الشباب من خلال السطو على جل أوقاتهم بين المشاهدة لها والتفكير الدائم بمجرياتها والتمتع بسرد تفاصيلها الخيالية فهي تشكل استحواذا عاطفيا وتسلطا ثقافيا وسلوكيا على فئة الشباب والفتيات وخاصة صغار السن من خلال جرهم إلى مستنفع الرذيلة ومهاوي التقليد الأعمى حين يسقط بطل الفيلم أو نجوم المسلسل في أفعال وسلوكيات لا أخلاقية، ولا إنسانية. تأثيرها سلبي صباح الشرعبي: كوني من غير المتابعين لهذه النوعية من المسلسلات فإني أطرح رأيي من خلال ملاحظاتي لبعض المتابعين لهذه الدراما فإني حيث أرى أنها أثرت سلباً على الكثير فقد لاحظت تقليدا في ملابس غريبة وخادشة للحياء ولكن هناك سعادة تغمر من يرتدينها لأنها وكما يقال نفس ملابس الفنانة فلانة أيضاً وصل التأثير إلى انقطاع العلاقات الاجتماعية بين الناس على سبيل المثال كان هناك مسلسل يتابعه بعض الجيران وأصبح من المستحيل الخروج لأداء واجبات العزاء وزيارات المرضى وحضور الأعراس من المقربين كي لا تفوت حلقة والغريب أنها تعاد اليوم الثاني ولكنهم يرفضون الخروج ويعيدون مشاهدتها مرة ثانية في اليوم الثاني فقد جلعت البعض يظل حبيس البيت ليشاهدها فقط. خطر على البيت العربي اختر قاسم: جميل أن نشاهد الأعمال المدبلجة الهندية والمكسيكية والتركية باللغة العربية، ولكن الأهم أن نراعي نوعية الأعمال المدبلجة وهل تحمل قيمة فنية وثقافية ..ولكن للأسف أن أغلب الأعمال المدبلجة هي أعمال خطر على البيت العربي وخاصة البيت اليمني لما فيها من إسفاف وتحمل دعوة للفساد الأخلاقي ..وهذا لا يتناسب مع ثقافتنا وعاداتنا اليمنية المبنية على الترابط الأسري وتربيتنا الأخلاقية المستمدة من ديننا الإسلامي. كما أن الدبلجة أحياناً تفقد حيوية العمل؛ لذا هنا يأتي دور رب الأسرة في توجيه الأخطار التي قد تحملها بعض هذه المسلسلات التي يشاهدها أفراد أسرته وتوضيح السموم التي تحتويها هذه المسلسلات. إلى جانب ذلك تتحمل الأجهزة الرقابية والثقافية مسؤولية في هذا التوجيه بالتعاون مع كافة الوسائل الإعلامية لتوضيح هذا الخطر الدخيل على ثقافتنا. ويأتي أيضا الدور الأكبر على الأدباء والكتاب لعمل ندوات يتناول فيها هذه الأعمال كل لقاء مسلسل ليوضحوا للعامة أخطارها ..كل هذا سيكون في خدمة أجيالنا القادمة التي لا نريدها أن تصطبغ بصبغة غير صبغتها. مداعبة عقول المراهقين بالعاطفة الفتاكة ويختتم علي حليوي قائلا: لم أتابع أيا من تلك المسلسلات التركية بشكل منتظم، ولكن الهوس المسيطر على عالمنا العربي جراء عرض هذه المسلسلات دفعني لمشاهدة بعض اللقطات منها بين الحين والآخر، ويمكنني أن أعلق على سر الاهتمام الكبير بهذه الدراما الحديثة علينا بالنقاط التالية. الطريقة التي يتم من خلالها طرح قصة المسلسل تختلف جذرياً عن الطرق المتبعة في الدراما العربية، فتلك المسلسلات قد تم طرحها بالطريقة الغربية طويلة النفس عن طريق تصوير عدد معين من الحلقات كعشر حلقات مثلاً ومن ثم العمل على طرح تلك الحلقات على الشاشة لاستطلاع الرأي العام ومعرفة نقاط ضعف ونقاط قوة العمل بشكل عام، ومن ثم التركيز على الأحداث والأشخاص التي تلاقي الاهتمام والرواج من قبل المشاهدين.. باختصار نقول إن فريق العمل في المسلسل يبدأ قصة لا يعرف نهايتها ويتم التطوير والإضافة والحذف للأشخاص والمشاهد بحسب ردود الفعل لدى المشاهدين مما يبقي المشاهد المتابع في تشويق مستمر. مداعبة عقول المراهقين والأشخاص ذوي الشفافية العالية من مختلف الأعمار عن طريق تصوير الحياة البرجوازية كلوحة فنية رائعة بحيث يتمنى هؤلاء وخاصة المراهقات أو حتى المتزوجات بأن يكون أزواجهن مثل أبطال تلك المسلسلات، وأتحدى إن لم يحلم عدد كبير من المراهقات وهن على وسادة النوم بأنهن داخل أحداث تلك المسلسلات وأنهن على اتصال شرعي أو غير شرعي مع أبطالها. الجوع والعطش العاطفي خاصة عند نساء العرب، فالكلمات العاطفية الرقيقة والفتاكة والمواقف الحميمية في تلك المسلسلات تدفع هؤلاء الفتيات إلى مقارنة المسلسل بالواقع الأليم الذي تعيشه تلك الفتيات، فالغلاء مستمر والحياة تزداد صعوبة وانصراف رجال العرب إلى اللهث وراء لقمة العيش ومتطلبات الحياة وضعف اهتمامهم بالنواحي العاطفية أو انشغالهم عنها ولد فجوة عاطفية كبيرة عند هؤلاء الفتيات!