نعم بدأنا المؤتمر إنما لم نبدأ الحوار بعد.. حتى اليوم لا نزال في مرحلة التحضير، والمتوقع أن المتحاورين سيدخلون خلال الأيام القادمة في صراع التشكيل لفرق العمل التسع، ثم عندما ينتهون من ذلك بتدخلات من هنا وهناك سيذهب كل فريق بأعضائه في حال حواره.. وحين يلتقي أعضاء الفريق الواحد من المتوقع أيضاً أن يدخلوا في صراع جديد مرتبط باختيار قيادة الفريق، وهكذا سندخل جميعنا في تأزم متوالد كذاك الذي عايشناه أيام التحضير، طالما واللجنة الفنية لم تنتبه لوضع ضوابط تسهل من عملية الاختيار سواء لقوام الفريق أو لقيادته. فمنذ البداية كان واضحا أن جميع الأطراف السياسية لا ترغب بمضي الحوار إلى منتهاه إلا وفق الرؤية التي تراها هي سواء كانت تكتلات أو حتى أحزاباً منفردة، ولذلك كنا دائما على موعد مع أزمة تحضيرية جديدة تتعرض لها كل انتقالة للجنة الفنية في عملية التحضير، هذه المرة ربما سيكون الأمر اكثر حِدة إذ إن الاهتمام الذي برز من خلال دعم ظهور مكونات جديدة أو عمل تحالفات هنا وهناك سيظهر اليوم من خلال الحرص على الاستفادة منه في تشكيل قوام اللجان أو فرق العمل ال80 عضواً حتى يكوّنوا في مجموعهم كفة راجحة لإقرار أي نتيجة يخلص إليها حوار الفريق، أو توجه معين يلجأ إليه الطرف الأقوى في التحالف غير المعلن. فهذا الترتيب المبكر لم يكن بطبيعة الحال اعتباطا، ولا يمكن القول انه جاء من اجل الحوار وإنما رغبة في السيطرة وتوجيه الفعل إلى المسار الذي يرغب به هذا الطرف أو ذاك، ومؤتمر الحوار هو اهم حدث يحمل في ثناياه ما قد يثير مخاوف مثل هذه الأطراف على مصالحها، وبالتالي فإن وجود التحالفات والاتفاقات المعلنة وغير المعلنة مع هذه الأحزاب والمكونات الجديدة يمكن أن يخفف من وطأة تأثيره على طموحات ورغبات الأطراف التي لا تزال حساباتها سياسية بحتة. الأمر على هذا النحو يبدو سلبيا قد يؤثر على مسار المؤتمر خصوصا حين يستغل البعض ذلك فيقرر الانسحاب وقد ضمن أن هناك من الموالين وممن بينهم اتفاقات وتحالفات للانسحاب معه ما قد يصيب عمل الفريق بالشلل وربما يؤدي إلى توقفه. صراع التشكيل لفرق العمل قريبا جدا يمكن أن يحدث، وربما لذلك كان دائما الدكتور بن مبارك يضيف أسبوعاً إلى فترة الأسبوعين المحددة للانتهاء من تكوين الفرق في الجلسة العامة الأولى لتوقعات منه ربما بأن المهام المفترض إنجازها خلال هذه الفترة لن تنفذ بسهوله.. يعزز احتمالية ذلك معرفتنا بطبيعة السياسيين لدينا ما يعني أننا لن نبدأ الحوار قبل مرور الشهرين على اقل تقدير. [email protected]