سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسرحية بجماليون تزامنت النهضة الأدبية في إنجلترا مع بداية اختراع الطباعة، حيث أسس "وليام كاكستون" أول مطبعة عام 1476م، ومن أكبر شعراء القرن الخامس عشر توماس وايت، وهو من أدخل تطويراً جديداً لأوزان الشعر الإنجليزي "ووليام دنبار"..
للكاتب برناردشو يعتبر عصر الملكة اليزابيث أزهى عصر ازدهرت فيه العلوم والفنون، وبلغت الدراما ذروتها في هذا العصر، فظهرت المسرحيات الشعرية على يد أسطورة الأدب الإنجليزي “وليام شكسبير” كما في “Venus and Adonis” و “Sonnets ,Lucrece” وبرز أيضاً الشاعر الكبير “مارلو” في “Hero and leader” وآخرون مثل: “جونسون” في غنائياته العديدة، واتسعت أيضاً في هذا العصر الكشوف العلمية والجغرافية، وهو ما زاد الحركة النهضوية الأدبية والفكرية ثراء واسعاً، إثر تقلص ضغط الكنيسة عليها، وبدأ النقد الأدبي والقصصي في هذا العهد على يد الأديب “جون ليلي”. ومع بداية القرن السابع عشر ظهرت المسرحيات ذات الطابع المكشوف ومن كتابها “تون جريف” و “فاينرو” ثم جاء “درايدن” وطور الاهتمام بالكلاسيكية، ومعه في ذلك الشاعر “بوب”، أما القرن الثامن عشر فقد عرف بعصر العقل والحكمة وظهر فيه فلاسفة كبار مثل “باركلي لوك” و”شافتسبرى”. ومع نهاية القرن الثامن عشر بدأت حركة التحرر من الشعر الكلاسيكي المتجمد حيث اتهم بقضائه على الخيال والفكر، ثم جاءت الثورة الرومانسية على يد “Wordsworth” وآخرين مثل “كيتس” و”بايرون” و”شيللي” ومن أهم كتاب الرواية جورج إليوت” ووالترسكوت” وفي القرن التاسع عشر “عصر الملكة فكتوريا” قامت الثورة الصناعية فعم الرخاء وازداد جمهور القراء ومن أكبر شعراء العصر: “براوننج وزوجته إليزابيث ثم تنيسون. وفي القرن العشرين أخذت القصة الكبيرة اهتماماً واسعاً، وكذلك الروايات البوليسية وازدهر المسرح رغم الحروب العالمية ومن أشهر كتابها الاشتراكي المبدع “برناردشو”. ومع هذا الأخير ستكون لنا رحلة ممتعة في إحدى أهم مسرحياته “Pygmalion” بجماليون” والتي من خلالها تتجلى لنا فلسفته للحياة والإنسانية التي يتغنى بها الكثيرون ممن ينسبون ويحسبون على الإنسانية وهم أبعد من عطارد عنها. وسنحاول في حلقات تقديم مشاهد منها وفي أخرى تحليلها ودراسة جوانب هامة منها. الشخصيات الرئيسية: 1 هنري هيجنز: بروفيسور في علم الصوتيات واللهجات في لندن. 2 كولونيل بيكرنج: عقيد عسكري. 3 إليزا “بائعة الورد” فقيرة وشابة تدور حولها المسرحية. 4 ألفرد دو لليتل: والد “إليزا”. 4 السيدة هيجنز: والدة البروفسور. الشخصيات الثانوية: 1 السيدة “بيرس” خادمة بيت البروفيسور. 2 السيدة: إنس فوردهلو. 3 ابنتها: الآنسة كلارا وابنها “فريدي هل “ إضافة إلى السفير وزوجته. الفصل الأول: “الساعة الحادية عشرة والربع في لندن مساءً في ليلة صيفية غزيرة المطر، سيارات الأجرة في كل الاتجاهات، المشاة يركضون بحثاً عن ملجأ للكنان في رواق كنيسة شارع “ بول” بينهم سيدة وابنتها في لباس ليلى، الجميع يحدقون نحو المطر ما عدا رجلاً مشغولاً، بدفتر ملاحظاته الذي يدون فيه.. ساعة الكنيسة تدق الربع الأول من الساعة”. البنت: “بين الأعمدة الرئيسية، قريبة من شخص ما على يسارها، يكاد البرد يفتت عظامي، ماذا بمقدور “فريدي” أن يفعل في هذا الوقت، لقد مضت عشرون دقيقة منذ انصرافه. الأم: “على يمين ابنتها” لن يعود قريباً، لكن ينبغي عليه أن يوافينا بعربة. المتفرج: “على يمين الفتاة” لن يعود إلا بحلول الحادية عشرة والنصف عندما تفرغ السيارات من إيجارات المسرح. الأم: يجب علينا الحصول على عربة، من السيئ جداً أن نظل هاهنا حتى منتصف الحادية عشرة. المتفرج: حسناً، فالذنب ليس ذنبي، سيدتي. البنت: لو كان “فريدي” نبيها لعاد بواحدة من أمام المسرح. الأم: ماذا بإمكان الفتى المسكين أن يفعل؟ البنت: كثير من الناس عادوا بعربات فَلِمَ لم يفعل؟ “يدخل “فريدي” بسرعة جراء المطر المنهمر على شارع “ساوثامبتن” يقترب منهم وهو يغلق مظلته.. إنه شاب في العشرين من عمره في ثياب ليلى مبلل..”. البنت: حسناً، ألم تحضر عربة؟ فريدي: كلا، لا معروفاً ولا إيجاراً. الأم: آه، يا “فريدي” يجب أن تكون ثمة واحدة فإنك لم تحاول ذلك. البنت: هذا لا يُطاق، ماذا... أتتوقع منا أن نذهب ونجلب واحدة بأنفسنا؟! فريدي: أخبرتك أنهن محجوزات جميعاً، فقد هطل المطر فجأة وما كان أحد متأهباً لذلك فاستأجر كل واحد عربة، وسلكت طريقاً واحداً من “تشارنج كروز” حتى بلغت “لدجات شركس” فلم أجد أي واحدة. الأم: هل قصدت “ترافا لجار سكوير”؟ فريدي: نعم، ولكن بلا جدوى. البنت: أحاولت ذلك حقاً؟ فريدي: بلى، حتى بلغت المحطة، أم أنك تتوقعين مني أن أمشي حتى “همرسمث”؟! البنت: كلا، فأنت لم تحاول ذلك على الإطلاق. الأم: لا منفعة منك بحق يا “فريدي” اذهب مرة أخرى ولا تعد إلا بواحدة. فريدي: ببساطة لن أحصل سوى على البلل! البنت: وماذا عنا؟ أسنمكث ها هنا طيلة الليل؟! وفي هذا البرد القارس؟ إنك لخنزير أناني!. فريدي: حسناً جداً، إني ذاهب.. إني ذاهب “يفتح مظلته منطلقاً بسرعة كبيرة فيصطدم بفتاة شابة هي بائعة الورد الفقيرة، وهي تبحث عن ملجأ من المطر فتقع منها سلة الورد على الأرض وتتبعثر كل الورود منها، يتخلل ذلك ومضات البرق الخاطفة وزفرات الرعد المزمجرة”.