آيات النصر يُسطّرها ثبات المرابطين وتضحيات الشهداء العظماء على صحاري الجوف ذات البريق الذهبي وكثابين الرمال المتطايرة، لا تزال مآثر الأبطال المجاهدين شاهدة على عظمة وقوة البأس اليماني، وتمكين الله وعونه لعباده المؤمنين الصادقين.. هنا في جبهة المرازيق وجبال الدحيضة التابعة لمحافظة الجوف انقلبت موازين المعركة بعيداً عن الحسابات العسكرية في العدد والعتاد، فرأينا عمليات نوعية وتكتيكات قتالية جديدة تنتمي إلى مدرسة جهادية قرآنية وقيادة ربانية حكيمة. تقرير: عبدالحميد الحجازي بعد أن كانت تلك الصحاري مأوى للمهربين وقطاع الطرق والعناصر الإرهابية، وفي ذات الوقت محل أطماع المعتدين من أدوات أمريكا وإسرائيل في المنطقة، أضحت اليوم بعد تطهيرها من العدوان ومرتزقته طريقاً سالكاً آمناً أمام المسافرين وسالكي تلك الدروب، كما قطعت أيادي الطامعين في الثروات المدفونة في جوفها وجبالها التي حررها أبطال القوات المسلحة بعمليات نوعية، وإن شاء الله سيتم استكمال ما تبقى من مناطق وصحاري الجوف في القريب. الشهيد النصرة حالة الأمن والاستقرار التي تنعم بها منطقة المرازيق واللبنات والدحيضة وغيرها من المناطق، كانت بفضل تضحيات الشهداء العظماء ورباطة جأش الجرحى الكرام، والمجاهدين الأبطال، حراس الثغور وحماة الحمى، فكل شبر في تلك الأراضي تتحدث عن عظمة القائد العسكري الهمام الشهيد محمد النصرة (أبو عقيل المطري) أركان حرب المنطقة العسكرية السادسة وقائد جبهة المرازيق، كقائد استثنائي نفذ العديد من العمليات النوعية وخاض بشجاعة العديد من المواجهات، وكان مدرسة في تنفيذ العمليات النوعية واتخاذ التدابير العسكرية التي فاجأت العدو وأرغمته على التراجع والانسحاب، وتمكن في فترة وجيزة من تأمين كامل لمحور المرازيق، واستمر يجاهد في مختلف المواقع في مقدمة الصفوف إلى أن طالته يد الغدر والخيانة حين وقع في كمين نصبه بعض قطاع الطرق ممن كانوا قد تعاونوا مع العدو السعودي ونكثوا العهد بعد أن أمنهم الجيش وعفا عن خيانتهم السابقة، فغدروا بالشهيد أبو عقيل المطري وعدد من مرافقيه، الذين ارتقوا شهداء أعزاء كرماء تاركين مآثرهم وبطولاتهم تتحدث عنهم. الشهيد طومر ومن جبال الدحيضة، تأتي أسطورة الفداء والاستبسال التي جسدها الشهيد البطل هاني طومر "أبو فاضل"، الذي ضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء حين انطلق لإنقاذ زملائه الجرحى المحاصرين في جبال الدحيضة بنيران مرتزقة العدوان من أغلب الاتجاهات، وكان لذلك المشهد الجهادي وإصرار الشهيد طومر على إنقاذ الجرحى المحاصرين بشتى الوسائل والآليات العسكرية، دلالاته الإيمانية القوية لمجاهد شاب تشبع بالثقافة القرآنية والعسكرية الجهادية التي جعلته يتحدى كل الأخطار المحدقة ويفتدي زملاءه بروحه الطاهرة التي ارتقت في لحظات فارقة إلى بارئها لتلحق بركب الشهداء الكرام.. ليسجل التاريخ هذه البطولة في أنصع صفحاته وليبقى الشهيد هاني طومر خالداً في ذكرى الأجيال والجيوش العسكرية. قيادة ربانية مدير الدائرة المالية العميد علي حسن المطري، وخلال الزيارة لمحور المرازيق.. أكد أن للقيادة الربانية القرآنية ممثلة بقائد الثورة السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي، والولاء والتسليم المطلق لتوجهاته الأثر الكبير في تحقيق الانتصارات في مختلف الجبهات خصوصاً جبهة الجوف التي كان العدو يراهن على سقوطها وزج بجحافله وقواته في هذه المحافظة. وأضاف: إن المآثر البطولية التي سطرها الشهداء العظماء والمرابطين الكرماء في جبهة المرازيق وجبال الدحيضة، هي من جعلت هذه الجبهة مقبرة للعدوان ومرتزقته، وحررت تلك المساحة من الأرضي والمواقع التي تنعم اليوم بالأمن والاستقرار. إيمان وإصرار في حين قال نائب مدير دائرة المساحة العسكرية العميد ناصر خصروف: إن من يزور تلك الصحاري الشاسعة يدرك أن قوة الإيمان بالله وصدق التوجه والجهاد في سبيله، عناصر هامة لتحقيق النصر، فرغم الطبيعة الجغرافية القاسية لتلك المناطق ومناخها المتقلب صيفاً وشتاءً، فقد وجدنا مرابطين ثابتين في مواقعهم من كل محافظاتاليمن، ولديهم من الإيمان الإصرار والمعنويات العالية مايجعلهم جاهزين للتصدي للأعداء وتلقينهم هزائم وضربات موجعة. جهوزية مستمرة قيادة المحور وقادة الألوية والكتائب والمرابطين في جبهة المرازيق، قالوا إنهم في جهوزية مستمرة للتصدي لقوى العدوان ومرتزقته، وجددوا الولاء والعهد لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وللقيادة السياسية العسكرية، بأنهم ثابتون في مواقعهم ثبوت الجبال الرواسي، وأنهم جاهزون لتنفيذ الخيارات التي تتخذها القيادة العليا لمواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني، والمشاركة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي تجسد الموقف المشرف لشعبنا وقيادتنا الثورية والسياسية نصرة للمقاومة الباسلة في قطاع غزة التي تواجه الاحتلال الصهيوني المجرم.