يعتبر الرقم 146 مميزاً لكرة القدم في بلادنا كونه “النمرة” الأفضل التي بلغها منتخبنا الوطني في التصنيف الدولي الشهري والسنوي الذي يصدره الاتحاد العالمي (فيفا)..كما أنه مؤشر على أن هناك تقدم في الرياضة اليمنية سابقاً في عقد التسعينيات عما هو مفروض أن يكون أرقى مع دخول الألفية الثالثة.. ..لكن الأسوأ وقع بقصور وتقصير من الاتحاد العام لكرة القدم,الذي ترأسته شخصيات وقيادات لاصلة لها بالرياضة والمجتمع والبيئة الرياضية..فلم تتقدم الأحوال..ولم تتطور المسابقة المحلية وإنما ازدادت تراجعاً دفعها الارتجال الإداري في اتحاد القدم الى المنحدر وهي في طريقها الى الهاوية السحيقة!!. .. فقد واصل منتخبنا الأول تقهقره في التصنيف العالمي هذا الشهر فهبط الى المركز (170) في شهر مارس وهاهو يستمر في الانحدار بتراجعه الى المركز (174) خلف المنتخبات التي كانت تتذيل الترتيب في التصنيف العالمي ..وباتت تتقدم بفضل جهود وعزم وإخلاص العاملين في اتحاداتها الكروية ,الذين اجتهدوا في تسيير البطولات المحلية بأسلوب احترافي حقيقي,وليس كما يحدث عندنا على طريقة الوجبات الخفيفة ,التي تسبب الضعف الفني والوهن الكروي فيفرز لاعبين للمنتخبات الوطنية فاقدي الأهلية لخوض مباريات قارية ويربحونها..كما فعلها المنتخب في التسعينيات وفاز على الإمارات وعلى الصين وأحرج الكبير السعودي فتعادل معه ومع الكوريين واليابانيين..والله كانت أيام ..وسقى الله أيامه. ..كنا في الصحافة الرياضية ومعنا الشارع الرياضي متفائلين برجال المال والأعمال ومعهم الوجاهات والشخصيات الاجتماعية المؤثرة في توجهات واتجاهات القرار ليكونوا عوناً للرياضة وداعمين للرياضيين ليتمكنوا من مواكبة التقدم في كرة القدم التي سبقنا في مضمارها الأشقاء الخليجيون..وظننا فخاب ظننا أن هؤلاء بإمكانهم أن يعطوا الكرة اليمنية فرصة للتطور,ويقفزوا بها نحو النهوض ومحاولة اختزال الزمن وقطع المفازات الفاصلة بين الرياضة عندنا وبين أشقائنا لنلحق بهم..إلا أن الإخفاقات توالت لأسباب تتصل بمحدودية النجاحات. ..انكشف لنا بعد فوات الأوان أن الرياضة في عهدهم تحولت الى بزنس وزيادة في الشهرة,واتخذها المتعاقبون على رئاسة الاتحاد الكروي وعضويته مغنماً ,وجسراً يوصلهم بأقصر الطرق الى مراميهم المتعددة.. فربحوا وخسر الرياضيون والرياضة اليمنية..ولما لم يكن هناك من يحاسبهم على إهمالهم العمدي أو حتى يوجه اليهم اللوم على تقصيرهم في أدائهم الإداري,الذي أضر بسمعة اليمن في المحافل الدولية,تواصل العمل بمزاجية في اتحاد القدم,اتحاداً يليه اتحاد..وفشلاً يستنسخ آخر..وظلت أحوال المنتخبات الوطنية بمنأى عن التقييم ,والتحليل لكل مشاركة ..وبدون مساءلة أو محاسبة لمن أساء أو تعمد إيذاء القطاع الكبير في المجتمع اليمني ونعني بهم الرياضيين..وترتب عن ذلك التردي المرعب في كرة القدم. ..يكفي للتدليل على أن كرتنا تتقهقر بصورة تنذر بكوارث أقسى وأفظع أن تصنيف (فيفا) الدولي يؤكد خروج المنظومة الإدارية في اتحادنا عن الخدمة..وأن المزاجية والارتجالية هي الإدارة ..ولايوجد أداء ممنهج..وإن كانت النوايا صادقة من البعض..فنحن لانتحدث عن سوء طوية,بل سوء تنظيم إداري نتج عنه خلل تعاظم يوماً فيوماً وموسماً فموسماً والمحصلة ضبابية إدارية أفرزت التخلف التام عن ركب الأشقاء رياضياً.. .. وتعد السنة 2012م هي السنة الكبيسة للكرة اليمنية,ففيها (اخترط العداد) لتصنيف الكرة اليمنية.. فبعد توقف مؤشر التراجع عند الرقم السلسلي(152) بدأ العد العكسي للانهيار فتبوأنا الرقم(157)ثم (162) فالمرتبة(164)في نهاية العام الماضي..ومع مطلع العام الجاري 2013م استمر التقهقر الى الرقم(165)ثم المركز (170)، ويقبع حالياً في المقعد الأسوأ 174 في ابريل الجاري. ..لماذا لاتتحرك الإدارة الاتحادية لدراسة هذا الوضع المرعب ..وتجتهد لإيقافه وتضع استراتيجية لتدارك الواقع المتردي,تكون واقعية في تنفيذها تعمل على النهوض واستعادة التوازن قبل أن لايمكننا إصلاح(عدّاد تصنيف الكرة اليمنية المخروط).