عماد البريهي مدينة الشاعر المجهول في أبحر التيه مثل الطائر اللقلقْ يرمي به الحزنُ من زقٍ إلى مأزقْ كأنَّ في رأسه بحرٌ يصارعُه أمواجه الحزنُ والآهاتُ كالزورقْ قد أغلقَ الحزنُ عنه كلّ نافذةٍ في كلِّ شبرٍ له من حبله مشنقْ ما شعّ في بابه للحلمِ بارقةٌ ولا رأى للأماني بؤبؤا أشرقْ بيني وبين الأماني ألفُ فاصلةٍ مجرّةٌ بابها الموصودُ لا يُخرَقْ تقول لي قابلاتُ الحزنِ كنْ حذرا فإنّ سعْدَكَ يا مجهولُ قدْ طلّق كأنَّ سِربَ الأماني في توجسها عجوزةٌ بينَ موجِ البحرِ تتمزقْ في رأسه أمُّه (صنعاءُ) باكيةً يذوبُ بين المآسي حلمُها المرهقْ لا أورق الحرفُ أزهاراً ولا بزغتْ في جفنها أغنيات الحلمِ والمطلقْ حتى عصافيرها الخضراءُ قد يبستْ ونجمُها في سماءِ المجدِ ما أشرقْ بيضُ الأماني على أعشاشها فسدتْ وصوتُ عصفورِها المأمول ما زقزق وكلَما غازلتْ في الأفقِ أمنيةً جثا لها الحزنُ في الأبوابِ أو صفَّقْ بلقيسُهُ لم تعدْ تحمي مدينته وهدهدُ الوصلِ في مكتوبه أخفقْ مدينة الشاعر المجهول تائهةٌ وصوتُ فارسها المنشود لم يُخْلقْ. سهام الشعشاع إني اختزلتُك آدماً ما كنتَ أنت ولا هواكْ أتظنُ أن العينَ لم تألفْ سواكْ أو دونَ حبِّك يستحيلُ الغمضْ إني اختزلتُكَ آدماً لنساءِ هذي الأرضْ ما كنتُ أنثى الشهوةِ الحمقاءِ يومَ ظننتَ أنك صُغْتَني أنثاكْ العقمُ من صلصالِه سوّاكْ جسداً سراباً غزوُهُ ما اجتازَ أفئدةَ النساءْ جسداً تسرّبَ من شقوقِ الغيمِ برقاً دونما مطرٍ وأعقبَهُ انطفاءْ جسداً هباءْ جسداً تضوَّرَ شهوةَ الأنثى وآلَ إلى الفناءْ ليستْ زليخةُ غير ظلٍّ هاربٍ منّي ... إليكْ خذْهُ قميصَكَ ذئبتي تعوي عليكْ خُذْ وردتي الحمراءَ ذابلةً فأنت أنتَ الذي أذبَلْتَها بيديكْ خُذْ فتنةَ الروحِ التي انطفأتْ على وهمٍ تسرَّبَ من شفقْ خُذْ ما تساقَطَ تحتَ أشجارِ انتظاري من أَرَقْ ما كنتَ غافلةً ولا حيرى ما كنتُ سادرةً ولا سكرى اليومَ خُنْتُكَ مرَّةً لأسيرَ فوقَ هشاشةِ الأصنامِ حرَّةْ ولكي أفكَ قيودَ أسري قد أخونُكَ ألفَ مرَّةْ.