أكد القيادي الاشتراكي عيدروس النقيب أن ما يمكن أن يخرج به مؤتمر الحوار من نتائج قد تصب في صالح خدمة عملية التغيير السياسي المنتظر في اليمن لن يتحقّق إلا بإخلاص النوايا وتخلي أصحاب النوازع والميول التسلطية والأنانية والمشاريع الشخصية والفئوية عن نوازعهم وميولهم ومشاريعهم. وأشار إلى أن ذلك أيضا ًلا يتأتى بالتمني ولا بالمناشدات الأخلاقية بل بالتصدي الحازم للذين لايزالون يقفون في مواجهة عملية التغيير حتى وإن أعلنوا تبنيها أو تأييدها أو تظاهروا أنهم جزءاً - منها حسب تعبيره. ولفت النائب البرلماني الدكتور النقيب في تناولة صحفية إلى ان طريق الحوار يشهد كل يوم ظهور المزيد من المعوقات والالتباسات والقضايا الشائكة التي تستدعي معالجات جريئة. وعن المشاركة السياسية للجنوب والجنوبيين في أعمال مؤتمر الحوار الوطني أوضح رئيس كتلة الحزب الاشتراكي اليمني في البرلمان أن دعوته قوى الحراك السلمي الجنوبي إلى المشاركة في المؤتمر أنما كانت تنطلق من حقيقة أن على أصحاب القضية الجنوبية ألا يكتفوا بقناعاتهم وحدهم بعدالة هذه القضية؛ بل لابد من العمل على إقناع أكبر عدد من الأنصار السياسيين على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، بل لابد من إقناع ما يمكن إقناعه من الخصوم المختلفين مع رؤية الحراك، بعدالة ومشروعية القضية الجنوبية واستحقاقها المعالجة القانونية والسياسية بما ترتضيه غالبية أبناء الجنوب وعلى النحو الذي ينهي عن الجنوب ذلك الضيم والجور الذين تسبّبت بهما حرب 1994م ونتائجها الكارثية، ولقد تبيّن أن مشاركة بعض فصائل الحراك وبعض المستقلين الجنوبيين في أعمال الجلسات الافتتاحية العامة قد استطاعت تحقيق بعض من هذه الغايات، واعتبر أن تخصيص الخمسين بالمائة من مقاعد المؤتمر للجنوب خطوة لا تمثّل حتى جزءاً من الحل للقضية الجنوبية، لأن المشكلة حسب النقيب في ما تعرض له الجنوب من إقصاء وتهميش وحرمان وإجبار على التراجع القهقرى لعقود عما كان عليه قبل حرب 1994م ولن يكون الحل إلا بإزالة هذه العوامل، وليس بزيادة نسبة الجنوب في الحوار، أو حتى في الهيئات المنتخبة أو المعينة. واستنكر تصريحات بعض المشاركين في الحوار الذين يهددون فيها بالانسحاب إذا شارك فلان - في إشارة إلى بن صريمة - معتبراً اتهام الأطراف المقاطعة هو إقصاء مبكر لها، وقال: على الجنوبيين المشاركين أن لا يبتهجوا لأن هناك من فصائل الحراك من يرفض الحوار بل على العكس عليهم أن يسعوا بكل ما يستطيعون إلى البحث في أسباب المقاطعة والتعاون على إزالتها وإقناع المقاطعين بوجاهة وأهمية المشاركة، بدلاً عن تصدير الاتهامات والشتائم تجاههم، كما طالب المقاطعين للحوار ألا يشكّكوا في وطنية وإخلاص ومصداقية المشاركين فيه.. وأضاف: فهؤلاء ليسوا أقل تمسكاً بالقضية ولا أقل نصرة لها، وقد لاحظنا مستوى نضج وجرأة وعمق ما طرحه الكثيرون من المشاركين والمشاركات في الحوار، مشيراً إلى أن الحديث المبكر عن سيناريوهات جاهزة لحل القضية الجنوبية أمر سابق لآوانه.. مضيفاً القول: والذين بدأوا يخوّنون من يطرح هذه الفكرة أو تلك أو يتبنّى هذا المطلب أو ذاك إنما يبينون أنهم إما غير صادقين في ما يعلنون من الحرص على نجاح المؤتمر والبحث عن حل عادل للقضية الجنوبية، وإما يمارسون نوعاً من الابتزاز والبازار السياسيين بغرض الخوض في مساومات لاحقة تحقق سيناريو أعد مسبقاً. وخلص الدكتور عيدروس نصر النقيب إلى أن ثمرة المشاركة الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني يمكن أن تتجلى في مخرجات هذا المؤتمر فيما يخص القضية الجنوبية، فإما أن يقدم المؤتمر حلاً عادلاً لهذه القضية يرتضيه الجنوبيون ويعبّر عن تطلعاتهم وآمالهم وينهي عنهم حالة الإقصاء والتهميش والسلب والنهب والازدراء، وإما أن يمر المؤتمر على القضية مرور المجاملة والطبطبة على الظهور!.