قال أحد أبناء تهامة: إنه منذ البداية لم يتح لسكان تهامة المشاركة في مواطنة الحقوق والواجبات.. عزلت المنطقة عمداً عن المشاركة في الحياة السياسية، وتعرضت الاتجاهات السياسية الحديثة والعمل النقابي، وحتى التعليمي والتعاوني، للقمع والرفض. وقال الكاتب والمحلل السياسي عبدالباري طاهر: غالبية تهامة، خصوصاً في الوديان والأرياف، لا توجد مدارس حتى اليوم. والفيلم الوثائقي للمخرج الذائع الصيت سعيد النحتي، يكشف محنة التعليم في مناطق حيس وأرياف زبيد، ولا يختلف الأمر في جنوب تهامة أو شرقها. أما التطبيب فحدث ولا حرج، فمستشفيات الحديدة مهملة ومحرومة من الأجهزة الطبية، ومن الدواء، ومن الخدمات الصحية، والأطباء الأكفاء يهربون إما إلى المدن أو إلى عياداتهم أو المستشفيات الخاصة.. ولا توجد مستوصفات في معظم أريافها. مشيراً إلى ان الفساد والاستبداد دمر الزراعة، كما دمر الحرف والصنايع والمهن التي كانت تزخر بها تهامة. ويريد الفاسدون تصحير البحر كما صحروا الوديان الخصبة كالجراد. وأضاف: غيبت الشيعة الاثنا عشرية إمامهم ال12 أبا الحسن العسكري، بعد مقتل أئمتهم وملاحقة أبنائهم. أما السنة الأشاعرة فإن قسوة المعاناة والاضطهاد والإغراءات قد دفعت بهم إلى قبول المتغلب “فمن قويت شوكته وجبت طاعته”. وأكد نقيب الصحفيين الاسبق أن سياسات الإقصاء والتهميش كانت حاضرة في ذهن الحكام ملكيين وجمهوريين لتهامة، ولكن نافذي المنطقة ونخبها شاركوا في نهج القبول بالأمر الواقع، وتزكية القنانة والتهميش. وقال: أليس راعباً أن غنى تهامة يكون وبالاً على أهلها؟. لقد نهبت أراضي الوقف التي تمثل 37 % من أخصب وديان تهامة. ومدينة العلم زبيد مهددة بالخروج من مدن التراث الإنساني!!.