جاء في تقرير سارة إبراهيم عباس المنشور في صحيفة الانتباهة أن الأطفال الذين يستخدمون وسائل الاتصال الحديثة عامة وخاصة الذين يرتادون مواقع التواصل الاجتماعي يجعلهم عرضة للاستغلال من نواحٍ عديدة وكان تقرير إعلاني قد أشار إلى أن «فيس بوك»، أبرز مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، يدرس الآن السماح رسميًا بقبول الأطفال ممن هم دون سن 13 سنة في شبكته العملاقة، مع العلم أن هناك بالفعل ملايين من الأطفال الذين يملكون حسابات على «فيس بوك» وذلك بإيرادهم تواريخ ميلاد كاذبة لدى تسجيل بياناتهم في الموقع لأول مرة. ويعكف «فيس بوك» راهنا على درس ربط حسابات الأطفال على الموقع بحسابات الوالدين، لذلك لا بد من فرض ووضع معايير صارمة من قبل الأهل عامة والآباء والأمهات بصفة خاصة لأي استخدام محتمل من قبل الأطفال والفتية لموقع للتواصل الاجتماعي، علماً بأن هنالك تزايدًا مستمرًا في عدد مستخدميها في الدول العربية من قبل الأطفال، ولذا من الضروري أن يوفر القائمون بأمر هذه الشبكات الحماية الكافية لهؤلاء الاطفال. وأضاف التقرير أن دراسة حديثة حذرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال مستخدمي الإنترنت خاصة الصغار من أنهم قد يصبحون فريسة لنوع جديد من الاكتئاب أطلقت عليه «اكتئاب فيس بوك» ونقلت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية عن الأكاديمية قولها إن أعراض الاضطراب النفسي الذي يسيطر على هؤلاء الأشخاص يجعلهم كالمصابين بالهوس يترددون كثيراً جداً على صفحاتهم على الفيس بوك لمتابعة آخر التحديثات والتعليقات والمشاركات بوجه عام، ومراجعة الملفات المرئية لحياة الآخرين الذين يغارون منهم على مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والتويتر. وذكرت الأكاديمية، أن المصابين بهوس الفيس بوك يتلصصون على صور الأصدقاء وأحياناً ينخرطون في أنشطة هم لم يُدعوا إليها من الأساس، وهو ما قد يتسبب في حالة من القلق والحصر النفسي، وشعور بالدونية يبعث على الإحباط لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض احترام الذات، وقالت إنه من الصعب تقييم الإحباط الذي يشعر به المرء عندما يسمع عن حفلة لم يُدع إليها عبر الفيس بوك، لدرجة أن الباحثين يعتقدون أن الفيس بوك في بعض الأحيان يسبب اضطرابًا شديدًا لدى بعض الأشخاص. وفي هذا السياق ينشر موقع “اللبنانيون في إسرائيل” ما قاله الدكتور جمال شفيق أستاذ علم نفس النمو بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس في مقابلة مع “راديو سوا” أجرتها دينا النجار إن ” الطفل أمام الكمبيوتر يبقى سلبيا لأن الضغط على مفاتيح لوحة الأوامر لا يحرك عنده كل الملكات الموجودة لديه، الأمر الذي يؤثر على قدرات ومهارة الطفل التي نريد ان ننميها”. وأضاف أن “شخصية الإنسان بصفة عامة لها مهارات مهمة جدا لكن عندما يحرك الطفل مهارتين أو ثلاثاً فقط ويهمل الباقي فسيؤدي ذلك إلى حدوث تأخر في بعض عمليات النمو”. وحذر شفيق من أن “وجود الطفل على الفيسبوك يفقده التواصل الاجتماعي مع الآخرين مما قد يؤدي الى مشاكل نفسية ومنها الميل إلى الانطواء أو الاكتئاب أو الانزواء أو عدم القدرة على التعامل مع الآخرين”. وأوضح شفيق أن تعلق الأطفال قد يصل في بعض الأحيان إلى ما يطلق عليه في علم النفس مرحلة الهوس أو الإدمان من خلال التردد في فترات زمنية قصيرة على صفحاتهم على هذه المواقع لمتابعة آخر التحديثات والتعليقات والمشاركات بوجه عام، ومراجعة الملفات المرئية لحياة الآخرين فيما يطلق عليه اسم التواصل الزائف. ولا تقتصر النتائج السلبية على المشكلات النفسية وإنما تعدتها إلى ما هو أبعد على حد تعبير شفيق الذي قال إن “الجلوس المستمر لفترة طويلة جدا أمام جهاز الكمبيوتر يسبب مشاكل في العمود الفقري ويصيب الطفل بالصداع، فضلا عن التأثير على الأعصاب بسبب التواصل البصري المستمر والتركيز على شاشة الجهاز مما يؤثر على تركيز الطفل وانتباهه وإدراكه”. ويؤكد الخبراء أن الآباء هم أصحاب الدور الأكبر في الحد من هذه المشكلة التي قد تواجه أبناءهم من خلال المراقبة من حين لآخر وتقليل تعرضهم اليومي لمثل هذه المواقع ومحاولة شغل أوقاتهم بأنشطه يتفاعلون فيها مع محيط حقيقي.