هل تقع "المادة المضادة" إلى الأعلى أم إلى الأسفل؟ يقول علماء الفيزياء انه من المبكر الإجابة بدقة على هذا السؤال الآن، لكن التوصل إلى جواب ليس سوى مسألة وقت. والمادة المضادة تعبير أطلقه العلماء على مادة مكتشفة حديثا في الفضاء تتكون من جزيئات ذات شحنات معاكسة تماما لشحنات المادة المعروفة، سلبا وإيجابا. ويبدو أن المادة والمادة المضادة تشكلتا بكميات متساوية في المراحل الأولى بعد الانفجار الكوني الهائل، لكن ولسبب غير معروف، بقيت المادة وانحسرت المادة المضادة فلم يبق منها سوى كميات ضئيلة خصوصا على ضفاف الثقوب السوداء، وفي الإشعاعات الكونية. وإذا كانت الذرات التي تشكل المادة العادية تسقط إلى الأسفل تحت تأثير الجاذبية، فإن المادة المضادة التي يمكن وصفها بأنها مرآة المادة العادية، قد تسقط إلى الأعلى مثلا، أو أن تكون خاضعة لشكل آخر غير معروف حتى الآن من قوانين الجاذبية. وتقول جويل فاجانز الباحثة في "لورانس بيركلي ناشونال لابوراتوري" الاميركية "تبعا للاحتمال غير المرجح الذي يفترض أن المادة المضادة تسقط إلى الأعلى، يفترض بنا أن نعيد النظر في كل مفاهيمنا الفيزيائية، وأن نعيد التفكير في الطريقة التي يعمل بها الكون"، بحسب (ا ف ب). والمادة المضادة تفنى بمجرد ملامستها للمادة العادية، وهذا الأمر يصعِّب إجراء الدراسة المطلوبة. في العام 1995، تمكن المركز الأوروبي للأبحاث النووية من إنتاج ذرات من الهيدروجين المضادة، عادت واختفت فورا.