نجح العلماء الذين يعملون على جهاز “صادم الهدرون العظيم”، أكبر مسرّع للجزيئات في العالم، للمرة الأولى بإنتاج ما يعرف ب”مضاد المادة” في تطور غير مسبوق بتاريخ العلم، وصفه القائمون على المشروع بأنه “فتح جديد في الفيزياء”. في سياق سعيهم للتوصل إلى فهم نشوء الكون. وتعتبر مسألة فهم طبيعة “مضاد المادة” الأساس في التحقق من صحة نظرية “الانفجار الكبير”، وهو الحادث الذي أدى إلى نشوء الكون بعد إنتاج كميات متساوية من المادة و”مضاد المادة”. وتكمن صعوبة رصد “مضاد المادة” من واقع أن وجودها يتعارض بشكل مطلق مع المادة، إذ كلما تواجدت جزيئاتهما في مكان واحد تبدأ عملية تدمير متبادل يتبعه دفق فائض من الطاقة. وبحسب الإعلان الرسمي الصادر عن مختبرات CERN التي تتخذ من جنيف مركزاً لها، فإن العلماء تمكنوا من رصد ذرات من مضاد الهيدروجين في فخ مغناطيسي”. حيث قام العلماء بإنتاج 28 ذرة من مضاد الهيدروجين في فخ مغناطيسي بهدف تجنب اصطدامها بجدران أنابيب جهاز “صادم الهدرون” التي تمتد لعدة كيلومترات. وسمح الفخ المغناطيسي بإطالة حياة الذرات إلى عُشر الثانية، الأمر الذي يقول العلماء إنه يكفي لإجراء الاختبارات اللازمة عليها. وأوضح البروفسور جيفري هانجست، أحد العلماء الذين شاركوا في التجربة، أن العلماء اضطروا إلى إعادة الاختبار 335 مرة قبل أن ينجحوا برصد ذرات مضاد الهيدروجين، معتبراً أن التجربة كانت ستكون أصعب بآلاف المرات، لولا الاعتماد على الفخ المغناطيسي”.. أما الهدف المقبل لمختبرات CERN، فستتمثل في محاولة إنتاج وميض من المادة المضادة.