كشف أمين عام حزب الجبهة الوطنية الشيخ حميد قحطان الصيادي عن عدم مشاركة حزبه في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مضيفا أنه لم يتم حتى مجرد الاتصال بقيادة وهيئة الجبهة.. متهما بعض الأطراف بعرقلة وتوقيف الاعتماد الخاص بالجبهة والسعي وراء تقسيمها والإطاحة بها، وأشار في حواره مع” الجمهورية” إلى أن القضية الجنوبية أهملت وخاصة ما تم من الإقصاءات والتهميش وبسط الأراضي من قبل مسئولين في الشمال.. إليكم الحصيلة. كيف تقرأ المشهد السياسي اليمني خلال عام من التسوية السياسية وتوقيع المبادرة الخليجية؟ نحن نقرأ المشهد السياسي والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، بأنها أرجعتنا ومسيرتنا الثورية إلى الخلف ولكن حقنا للدماء وللوصول إلى عدم طرح الفواتير والخسارة الشبابية للثورة أجبرتنا على مسايرتها.. والقرارات الصادرة حازمة وقوية لكن التنفيذ فيها بطيء؛ فمثلا عند تفجير أبراج الكهرباء أو أنابيب النفط كل الجهات تنفي مسؤوليتها أو عدم علمها ولا أحد يرى الجناة لا من القضاء أو في التحقيقات حتى يعرف المواطنون أن هذا هو السبب في قطع الكهرباء أو النفط أو قطع الطريق أو أشياء لم نكن نتصور حصولها في اليمن بعيدا عن الأخلاق وانعدام الإنسانية وانعدام الضمير وحتى العرف القبلي. وأنا أقول إنه لا تقوم الدولة إلا إذا اعتمدنا على أنفسنا وليس على الأشقاء والجيران كما قال البردوني رحمه الله، فلابد من أن نعتمد على خيرات اليمن فعندنا في اليمن خيرات كثيرة لا تجدها أي دولة كجبال الفضة والنحاس والذهب وكذلك تعدد المناخات في مناطق اليمن مما يؤدي إلى تنوع المحاصيل الزراعية من حبوب وفواكه وخضروات . برأيك ماهي الأسباب وراء تهميش الكوادر الوطنية وإقصائها؟ الأسباب هي وجود الوساطة والمحسوبية حيث يتم توظيف أشخاص غير متعلمين في وظائف مهمة وهذه هي المشكلة مثلا في وزارة الكهرباء شاهدنا وسمعنا وزير الكهرباء في التلفزيون يقول إن 60 % من موظفي الوزارة أميون وهذه مشكلة كبيرة وكذلك تجد في بعض الوزارات نسبة لا بأس بها من المتعاقدين وغيرهم يعملون بلا رواتب حتى يتم نزول الدرجات الوظيفية وهذا غير صحيح؛ لأن الدستور ينص على أنه يحرم على اليمني أن يدخل متعاقدا فبعض مسئولينا يحط القانون على جنب ويوظف معه أقرباءه ومعارفه، فأسلوب الإقصاء والتهميش وعدم التعامل العادل حسب المؤهلات والقدرات هذا الأسلوب الذي كان يستخدمه النظام السابق قد جعل الجنوبيين يخرجون ويطالبون بالانفصال لإنصافهم مما كان يحصل من الإقصاءات والتعامل والتهميش وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فنحن بحاجة إلى بناء أنفسنا بشكل صحيح فالشخص لما يفكر تفكيرا وطنيا صحيحا مخلصا سيبني الوطن ويخدم الشعب والأمة والدولة. ما رؤيتكم للقضية الجنوبية؟ القضية الجنوبية أهملت كثيرا فلو فكرنا ماذا بعد الحرب فنحن عارفون أن الجنوبيين كانوا مقسومين قسمين بعد 13 يناير جزء هرب من صنعاء كانوا يسمون بالزمرة وجزء ظل في عدن فالمشكلة أن الوحدة بقيت مع المجموعة التي بقيت في عدن ولم يفكروا أنه باق مجموعة في صنعاء بينهم دم وثأرات وتناسوا هذا واعتبروا أن الوحدة تجب ما قبلها، فكان هناك خطأ حتى في الدخول إلى الانتخابات ولم تكتمل الاتفاقيات من ناحية الجيش والشرطة والأمن وبعد الانتخابات بدأت المشاكل فبعد حرب صيف 94بدأت الإقصاءات والتهميش وبسط الأراضي من قبل مسؤولين الشمال واخذ حقوقهم وإخراجهم من أعمالهم ومن وظائفهم، حقيقة بطانة الرئيس السابق بطانة فاسدة وهي التي خدعته بقولهم بأن هؤلاء قد انتهوا وأن هناك بديلا غيرهم والوحدة الوحدة وبعدها أوهموه بتصفير العداد وقلعه وقلعوا الشعب. أرى أن المعالجات الصحيحة للقضية الجنوبية هي بالاعتماد على القيادات الجنوبية السابقة والذين أتوا بالنظام إلى صنعاء ويجب التعامل معهم بصدق ويتم طرح الضمانات الدولية لكي تحل القضية حلا عادلا. أتسأل: لماذا تم طرح ضمانات للرئيس السابق علي عبد الله صالح “ إذاً فالقيادات الجنوبية أحق بالضمانات الدولية ومعالجة القضية الجنوبية . كيف تنظرون إلى شكل الدولة المدنية القادمة، وهل تتفقون مع فكرة الحكم الفيدرالي ؟ أرى أن الشكل الأنسب للدولة القادمة هي الفيدرالية. بحكم معاصرتك للأحداث ومرورك بتجارب عديدة، برأيك ماهي المعالجات والحلول لإخراج اليمن من دوامة الصراع إلى بر الأمان ؟ المعالجات والحلول للخروج باليمن إلى بر الأمان هي المصداقية والاعتماد على النفس وليس على الآخرين؛ لأننا إذا أستمرينا نأخذ ونستعين بالدول فسنظل نأكل بعضنا لأنهم لا يدعمون إلا بمقابل. باعتبارك أمين عام الجبهة الوطنية إلى أي طيف سياسي تتبع الجبهة؟ نحن نتبع أحزاب اللقاء المشترك، ولكن للأسف كان يوجد فينا عناصر مدعومين من جانب النظام السابق ومن جانب ناصر النصيري وكانوا لا يريدونا أن ندخل بطريقة صحيحة ولكن نحن مع الثورة ومع التغيير سواء كنا في المشترك أو خارج المشترك . كم عدد المقاعد التي حصلتم عليها في مؤتمر الحوار الوطني؟ لم نحصل على أي مقعد ولم يتصل بنا أحد وأقول حقيقة نحن من المنسيين. كيف يقرا الشيخ حميد الصيادي العلاقة اليمنية الخليجية؟ العلاقة اليمنية الخليجية علاقة وفاء، ويجب على الخليجيين أن لا يتعاملوا معنا بترفع بسبب ثروتهم ولا نحن نتعامل معهم بأن نختلق لهم المشاكل مثل الحوثيين وغيرهم فالكل يكون عنده وازع ديني وأخلاقي. ما رأيك في العلاقة اليمنية السعودية ؟ العلاقة اليمنية السعودية علاقة مميزة ولكن نطلب من الإخوة السعوديين بان يحسنوا معاملة العمال اليمنيين فهناك اضطهاد وهذا نتيجة عدم وجود دولة قوية تهتم بمواطنيها. كيف تنظر إلى حكومة الوفاق الوطني؟ إذا وجدت المصداقية فيما بينهم وترك المكايدات السياسية.. وعلى النظام السابق أن يترك الآخرين يعملوا، ونعطي فرصة لهم ما لم فسوف نخرج إلى الساحة مثلما عملنا مع النظام السابق.